حظى أحد رموز فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، محمد معوش، بتكريم خاص من قبل وكالة الأنباء الجزائرية (وأج)، سهرة يوم الأحد بالمعهد العالي للفندقة والإطعام بعين البنيان، في حفل أقيم على شرف أحسن الرياضيين الجزائريين لسنة 2024، الذين تم اختيارهم في عملية سبر الآراء “براهيم دحماني” السنوية.
معلوم أن محمد معوش، يبقى صفحة من صفحات كتاب بعنوان ‘’فريق جبهة التحرير الوطني’’، والذي يحمل في طياته ‘’نضال كروي بنكهة سياسية دبلوماسية’’ لن يكررها التاريخ.
وتأسّس فريق جبهة التحرير الوطني يوم 13 أفريل 1958، حيث تم اختيار ذلك التاريخ كونه يصادف إجراء مباريات البطولة الفرنسية لكي يكون له الأثر الكبير. وكان يضم 40 لاعبا، توفي أغلبهم، فيما ما يزال على قيد الحياة الثنائي: محمد معوش وعبد الرحمن دفنون.
واستعرض رئيس مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، محمد معوش، موقف مجموعة من اللاعبين الشباب (32 لاعبا) و«اتخاذهم لقرار لا رجعة فيه، وهو ترك نجوميتهم مع الأندية الفرنسية لتلبية نداء الوطن والتعريف بالقضية الجزائرية من خلال تكوين فريق لكرة القدم”.
قال معوش: ‘’فريق جبهة التحرير الوطني رسخ التاريخ. آنذاك، لا يوجد أي رئيس في العالم أو وسيلة إعلامية لم تتحدث عن هذا الفريق. لم نخض أي مباراة دون السماع للنشيد الوطني ورفع الراية الوطنية. أغلبية الملاعب التي لعبنا فيها كانت مملوءة بالأنصار’’.وتحدّث معوش عن فكرة تكوين هذا الفريق من أجل التعريف بالقضية الوطنية، وإسماع صوت الجزائر في المحافل الدولية. كما استذكر المتحدث ‘’الضغوطات التي مارستها فرنسا عليهم، ومنعهم من اللعب مع أي ناد أو منتخب، بمساعدة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي قام آنذاك بمراسلات تهديد لجميع الاتحاديات التي كانت تنشط تحت لوائه لمنع استضافة فريق الثوار على أراضيها’’.
كما استرجع معوش كل الذكريات التي عاشها مع فريق الثوار ‘’الذي ضحى بالنجومية والشهرة من أجل التعريف بالقضية الجزائرية، وتدويلها في كل المباريات التي خاضوها في مختلف أنحاء العالم’’.
ومعلوم أن شهر أفريل من سنة 2024 كان بمثابة الذكرى 66 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، ذلك الفريق المكافح الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ الرياضة الجزائرية.
وفي عام 1958، وقّع 32 لاعبا جزائريا وثيقة تأسيس هذا الفريق العريق، مدفوعين بواجبهم الوطني ورغبة بالمساهمة في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.
وكان من بين هؤلاء اللاعبين العديد من النجوم الذين كانوا مرشحين للمشاركة مع المنتخب الفرنسي في كأس العالم 1958 في السويد، لكنهم فضّلوا التضحية بمسيرتهم الكروية والانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني للدفاع عن قضيتهم العادلة، تجسيدا لقيم البطولة والتضحية والفداء، ليصبح فريق جبهة التحرير الوطني رمزا للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار.
كما ساهم عناصر هذا الفريق، عقب انتزاع الجزائر لاستقلالها، بخبرتهم في تطوير الكرة الجزائرية من خلال العمل الميداني، حيث وقّعوا عدة إنجازات لصالح الكرة الجزائرية، سيما الألقاب القارية والإقليمية التي حققها المنتخب الوطني.