تتواجد الأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات القارية في وضعية جيدة قبل مباريات الجولة الثالثة من رابطة أبطال إفريقيا وكأس “الكاف”، من أجل الاقتراب من التأهل إلى ربع النهائي، بعد أن حقّقت بداية جيدة في دور المجموعات، من خلال استغلال أفضلية الاستقبال على ميدانها، في صورة مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، أما شباب قسنطينة فيسعى للعودة بنتيجة إيجابية من أنغولا.
يسعى ممثّلو الكرة الجزائرية في المنافسات القارية لوضع رجل في ربع نهائي مسابقتي رابطة أبطال إفريقيا وكأس “الكاف”، ومواصلة النتائج الإيجابية التي تحققت لحد الآن، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة بحكم مواجهتها لأندية قوية، ولها مستوى جيد وتنافس هي الأخرى على تأشيرة التأهل.
فريق مولودية الجزائر يستقبل للمرة الثانية على التوالي على ميدانه وفي غياب جمهوره، حيث سيكون هذه المرة وجها لوجه مع متصدر المجموعة نادي الهلال السوداني، الذي يمر بفترة ممتازة جسدتها النتائج المحققة في المنافسة القارية، حيث نجح في الفوز في تنزانيا على يانغ أفريكانز، وأطاح بفريق مازامبي في موريتانيا أين يستقبل منافسيه. مواجهة الهلال السوداني لن تكون سهلة على أشبال بوميل، وستكون إختبارا حقيقيا للفريق الطامح للذهاب بعيدا في المنافسة القارية، خاصة أنه سيواجه فريقا منظما في كل الخطوط، ويمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين، والأكثر من هذا يقوده مدرب له باع كبير في الكرة الإفريقية التي يعرف خباياها جيدا.
نجح المدرّب الكونغولي المعروف فلوران إيبينغي في إعطاء قوة أكثر لنادي الهلال السوداني في ظرف قصير، وأصبح فريقا مرشحا أكثر من أي وقت مضى من أجل تحقيق نتائج غير منتظرة في رابطة الأبطال، بما أن إدارة الفريق وضعت الوصول إلى المربع الذهبي كهدف رئيسي لها.
خبرة المدرب إيبينغي الكبيرة صنعت الفارق، بحكم أنه من قاد “الطفرة” الكروية التي عرفتها جمهورية الكونغو الديمقراطية، من خلال قيادة فيتا كلوب وفي نفس الوقت منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية لسبع سنوات كاملة، نجح من خلالها في تحقيق نتائج باهرة أهمها الحلول في المركز الثالث خلال “كان” 2015.
المدرب إيبينغي يمتلك شخصية قوية وأفكار فنية متغيرة، ستجعل المدرب بوميل أمام محك حقيقي من أجل إثبات وجوده، والتأكيد على أنه قادر على قيادة الفريق إلى بر الأمان قاريا.
لا يخفى على أحد أن مستوى مولودية الجزائر تراجع نوعا ما مقارنة بالموسم الماضي، الذي كان فيه قريبا من تحقيق الثنائية التاريخية، من خلال الفوز بالبطولة وكأس الجمهورية، إلا أنه فشل في الظفر بهذه الأخيرة، ولكن هذا لم يخف النجاح الكبير الذي حققه الفريق الموسم الماضي، وهو ما جعل سقف طموحات الأنصار يرتفع.
الموسم الحالي مختلف كثيرا عن سابقه، والفريق لم يجد من يعوض رحيل “الظاهرة” بلايلي، الذي ترك فراغا كبيرا في الفريق من الناحية الفنية، وحتى المعنوية بما أن تأثيره كان كبيرا على زملائه، لكن الأمور لم تسر على ما يرام هذا الموسم، ومواجهة الهلال ستكون فرصة لإسكات المنتقدين.
مواجهة الهلال ستكون صعبة على المولودية، وما سيزيد من صعوبتها هو غياب القلب النابض زوغرانا، الذي تعرض للإصابة خلال مواجهة يانغ افريكانز، وهي الإصابة التي ستعقد كثيرا من مهمة المدرب بوميل، من أجل إيجاد التوليفة المناسبة خاصة في الوسط في ظل تراجع مستوى دراوي.
على مستوى كأس “الكاف” تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لفريقي إتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، حيث يستقبل أشبال المدرب نبيل معلول فريق أسيك ميموزا، فيما يحل نادي شباب قسنطينة ضيفا على فريق برافوس الأنغولي، وهي المواجهة التي يسعى من خلالها أشبال المدرب ماضوي للعودة بنتيجة إيجابية.
إتحاد العاصمة الذي عانى كثيرا خلال مواجهة جاراف السنغالي الأخيرة، بسبب المضايقات والإعتداءات التي تعرضت لها بعثة الفريق، وأنصار النادي الذين تنقلوا لمساندة أشبال المدرب معلول.
أشبال المدرب نبيل معلول يواجهون أسيك ميموزا شريكهم في الصدارة بأربع نقاط، والفرصة مواتية من أجل فك الشراكة، والظفر بالصدارة من خلال الفوز، وتوسيع الفارق عن ممثل الكرة الإيفوارية، وهو الأمر الذي يبدو ممكنا إلا أنه لن يكون سهلا، على غرار ما حدث في المواجهة الأولى.
إتحاد العاصمة مطالب بحسم الأمور من الآن وتفادي الحسابات، وهذا الأمر لن يكون إلا من خلال الظفر بالنقاط الثلاث، التي ستقرب الفريق كثيرا من أجل التأهل إلى ربع النهائي، خاصة أنه سيكون على بعد ثلاث نقاط أخرى، من أجل ضمان التواجد في الدور المقبل وهو الأمر الذي سيعمل الفريق على تحقيقه.
العودة القوية للإتحاد من الناحية لهجومية خلال المواجهة الأولى، أمام نادي أوبارا يونايتد لم تتواصل خلال مواجهة فريق جاراف السنغالي، وسيكون الفريق مطالبا بتقديم مستوى فني كبير من أجل الظفر بالنقاط الثلاث، والإقتراب من تحقيق الهدف الأول في المنافسة القارية وهو بلوغ ربع النهائي.
من جهته حقّق شباب قسنطينة مشوارا مميزا في كأس “الكاف”، ويطمح لاستغلال فرصة الحلول ضيفا على نادي برافوس الأنغولي، من أجل العودة بنقطة على الأقل تبقيه في الصدارة، وتقربه كثيرا من حلم بلوغ ربع النهائي، وهو الذي غاب لفترة طويلة عن هذا التواجد في هذا المستوى.
المدرب خير الدين ماضوي جهّز لاعبيه جيدا لها الموعد، وهو يراهن كثيرا على الخيارات الهجومية المتوفرة لديه، في صورة القائد ديب والمهاجم المميز بن شاعة، وحتى العناصر الأخرى لها من القدرة ما يسمح لها بتقديم الإضافة اللازمة خلال هذه المباراة الصعبة، التي ستكون محكا حقيقيا لمعرفة مدى قدرة الفريق على الدفاع عن أهدافه القارية.
تحضيرات شباب قسنطينة لهذه المباراة جرت في ظروف ممتازة، بعد الفوز الثاني على التوالي في كأس “الكاف”، وهو ما سمح للفريق بضمان الصدارة، وبالعلامة الكاملة ممّا رفع سقف طموحات الأنصار كثيرا قبل المواجهة المقبلة أمام برافوس الانغولي.