خسر فريق شباب بلوزداد ثلاث نقاط ثمينة على ميدانه خلال الجولة الأولى من دور المجموعات، لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، حين انهزم أمام فريق أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي بنتيجة (2 - 1) لحساب المجموعة الثالثة، في المواجهة التي احتضنها ملعب 5 جويلية الأولمبي، سهرة الثلاثاء.
ضيّع فريق شباب بلوزداد فرصة الإطاحة بمنافسه المباشر أورلاندو بيراتس، على ورقة الصعود إلى ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بعدما انهزم أمامه بهدفين لواحد بسبب الأداء الباهت الذي ظهر به خلال المرحلة الأولى من المواجهة، التي دخل فيها الجهاز الفني بقيادة المدرب عبد القادر عمراني بخطة (4 – 3 - 3)، وهو الأمر الذي كلّف أبناء لعقيبة تلقي هدفين مبكّرين، بسبب استحواذ الضيوف على خط الوسط الذين خاضوا المواجهة بخطة (4-2-3-1)، ولولا حنكة الحارس مصطفى زغبة لكانت النتيجة أثقل. تفطّن عمراني للمشكل الذي يعاني منه أشباله فوق أرضية الميدان، حيث قام في (د 32) بإخراج صانع الألعاب إسحاق بوصوف وعوّضه باللاعب الجنوب إفريقي، مايو، الذي أعاد التوازن للفريق خلال الربع ساعة الأخير من المرحلة الأولى. انطلاقة رفقاء عبد الرؤوف بن غيث في المرحلة الثانية كانت مغايرة، بعد التعليمات التي قدمها الجهاز الفني للشباب بين الشوطين، ليقدم في (د 62) المدرب عبد القادر عمراني بإقحام الثنائي نوفل خاسف وأيمن محيوص مكان يوسف لعوافي وجاك مبي على التوالي، مع تغيير خطة اللعب من (4 - 3 - 3) إلى (4 - 4 -2).
جلب تغيير خطة اللعب أكثر قوة للشباب هجوميا، حيث ضغط الفريق على منافسه وهو ما أربك دفاع أورلاندو بيراتس، ما كلّفهم تلقي هدف تقليص النتيجة عن طريق ضربة رأسية من الجنوب إفريقي مايو في (د 65)، بعد تلقّيه توزيعة ميليميترية من المهاجم عبد الرحمن مزيان إثر تنفيذ ركنية ثنائية بينه وبين حسين بن عيادة.
عبد القادر عمراني: ظهرنا بوجهين خلال المواجهة
أكّد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق شباب بلوزداد، المدرب القدير عبد القادر عمراني، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء بأن أشباله ظهروا بوجهين، وجه في المرحلة الأولى وآخر في الشوط الثاني، وقال: “البداية لم تكن جيّدة تلقّينا هدفا في الخمس دقائق الأولى للمواجهة، أثّر علينا كثيرا من الناحية المعنوية”.
وأضاف: “شعرت بأنّ اللاعبين دخلوا نوعا ما في ارتباك، لم نعرف كيف نتمركز فوق أرضية الميدان، لنتلقّى بعدها الهدف الثاني في (د 26)، بالرغم من أنّنا كنّا متمركزين جيدا دفاعيا”.
وتابع: “شعرت بأنّ اللاعبين كانوا متخوّفين من هذه المواجهة، ومع كل احترامي لهذا الفريق أعطيناهم أكثر من حقهم، وهو ما كلّفنا فقدان طريقة لعبنا”.
وأضاف: “بعد الهدف الثاني حاولنا أن نعود في المواجهة، أقل شيء أقول بأنّنا ضيّعنا فرصتين سانحتين للتهديف قبل نهاية الشوط الأول، ولو ترجمنا فرصة وحيدة لكانت أمورنا ستكون أحسن خلال المرحلة الثانية”.
وأفاد عمراني بأنّه خلال الشوط الثاني من المباراة بلغ لاعبوه مرمى المنافس في أكثر من مناسبة، والفريق المنافس لعب أكثر على الهجمات المعاكسة، وصرّح: “بالتّغييرات التي قمنا بها طيلة أطوار اللقاء لتعزيز الخط الأمامي على غرار إقحام مايو ومحيوص، وكذلك خاسف الذي يتميز بنزعة هجومية، هو الذي يتواجد في لياقة عالية من الناحية البدنية مقارنة بلعوافي، وهو ما أعطانا أكثر قوة في الأمام”.
وشدّد: “جلّ اللاعبين بذلوا مجهودات كبيرة خلال المرحلة الثانية، الهزيمة لا تعكس المردود المقدم خلال الجزء الثاني من اللقاء، وأقل شيء كنا قادرين على تعديل النتيجة”. وختم تحليله لأطوار المواجهة حين قال: “للأسف فقدنا التركيز أمام المرمى ولكن على العموم قدّمنا كل شيء في هذه المواجهة، صحيح هزيمة صعبة لكي يتم تجرّعها، وفي نفس الوقت أشكر الأنصار كثيرا على وقفتهم هم الذين دعّمونا عندما كنا منهزمين وساندونا إلى غاية نهاية المقابلة”.
بوصوف كان خارج المواجهة من النّاحية المعنوية
كشف المدرّب عمراني بأنّ التّغيير الذي قام به في (د 32) بإخراج بوصوف كان اضطراريا، بعدما لاحظ بأن لاعبه الموهوب كان خارج المواجهة من الناحية المعنوية، وقال عنه: “عودته للدفاع كانت بطيئة نوعا ما، وهو ما خلق لنا مشكل في وسط الميدان، وسهّل مهمة المنافس خصوصا على الجهة اليمنى، كما أنّه ضيع العديد من الكرات، وخروجه كان اضطراريا من الناحية التكتيكية”.
أوضح مدرّب فريق شباب بلوزداد بأنه ينقصه في تعداده مدافع محوري يلعب بقدمه اليسرى لإيجاد توزان كون الفريق خاض مواجهة أورلاندو بيراتس بمحوريين يلعبان بالقدم اليمنى، بالنظر إلى معاقبة شعيب كداد، وهو الأمر الذي صعّب مأموريتهما من أجل الدفاع وللصعود بالكرة، كاشفا في ذات الوقت بأنّ الثنائي (سوياد، حداد) خاض المواجهة جنبا إلى جنب لأول مرة منذ انطلاق الموسم، وهو ما جعل نقص الانسجام بينهما يظهر فوق أرضية الميدان.
وبخصوص إحصائية المواجهة التي تقول بأن فريق شباب بلوزداد، سدّد نحو المرمى في 19 مناسبة 3 منها كانت داخل الإطار، أرجع عمراني ذلك إلى نقص التركيز، حين تكون الكرة داخل منطقة العمليات، وكذا التسرع لمحاولة العودة في النتيجة، كون كل المحاولات كانت على بعد حوالي 10 أمتار، لكنها كلها كانت خارج الإطار.
أكّد عمراني بأنّ دكّة الاحتياط ينقصها لاعبين يتميزون بالخبرة لتسيير هذا النوع من المواجهات، وتحدّث: “اليوم كان ينقصنا لاعبين أصحاب خبرة يمكنهم قلب المواجهة، في هذا المستوى العالي ضد فريق منظم جيدا دفاعيا، وينقل الخطورة بسرعة إلى الهجوم، كنت أعلم بقوة المنافس لكننا سهلنا مهمته”.
وتابع: “ما كان ينقصنا اليوم خصوصا في المرحلة الأولى، هو إعادة تطبيق ما قمنا به خلال الحصص التدريبية الأخيرة، كان هناك سوء تفاهم بين المدافعين ولاعبي الوسط، خصوصا عندما كان الجناحين يدخلان إلى وسط الميدان، وهو ما لم نعرف تسييره إلى غاية المرحلة الثانية”.
وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: “كان ينقصنا اليوم الفوز لأنه أهم شيء للاعبين من الناحية المعنوية لكسب ثقة أكبر، لا يمكنني أن ألوم اللاعبين بالنظر إلى ما قدموه خلال الشوط الثاني، أين قدموا كل ما لديهم وحتى من الناحية البدنية صمدوا جيدا”. وختم: “للأسف افتقدنا للفعالية أمام المرمى، نحن الآن نفكر في المستقبل لكي نحاول تحسين مستوانا من جميع النواحي”.
وعن عدم قدرة الفريق على تسيير الدقائق الأولى من المواجهتين الأخيرتين أمام مولودية الجزائر وأورلاندو بيراتس، استرسل: “بداية المباريات مهمة جدا، وتشعر بأننا أمام مولودية الجزائر وأورلاندو بيراتس بدأنا المواجهة بنوع من التخوف، وعندما تدخّل المواجهة متخوفا ترتكب أخطاء، خصوصا في الخلف كنا نحاول البناء وهم يقومون بالضغط بثلاثة لاعبين على الكرة، وكان يجب علينا البحث عن العمق.
حظوظنــــــــــــــــا لا زالـــــــــــــــــــــت قائمــــــــــــــــــــة
أما بخصوص حظوظ الفريق فيما تبقى من مشوار دور المجموعات، لمحاولة اقتطاع تأشيرة العبور إلى الدور ربع النهائي من رابطة أبطال إفريقيا، صرّح: “اليوم ضيّعنا ثلاث نقاط مهمة خاصة على ملعبنا، والبداية في دور المجموعة مهمة جدا، ما زالت تنتظرنا 5 مقابلات ما يعني 15 نقطة كاملة متاحة لنا، من أجل محاولة العودة وضمان التأهل إلى ربع النهائي سنلعب بقوة، وفي كرة القدم لا يوجد شيء صعب أو مستحيل، ومثلما انهزمنا اليوم يمكن أن نعود بفوز من خارج الديار”.
تجدر الإشارة إلى أنّ فريق شباب بلوزداد، سيتنقّل خلال مواجهة الجولة الثانية لرابطة أبطال إفريقيا إلى كوت ديفوار، لمواجهة فريق ملعب أبيدجان، لمحاولة التدارك والعودة بنتيجة إيجابية من هناك.