اختتم المنتخب الوطني لكرة القدم تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 دون خطأ، بعدما أنهى مشوار التصفيات في صدارة ترتيب المجموعة الخامسة، برصيد 16 نقطة من خمسة انتصارات وتعادل وحيد خارج الديار، أمام منتخب غينيا الاستوائية بمالابو.
أنهى أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش سنة 2024 بفوز عريض أمام منتخب ليبيريا بنتيجة (5 - 1)، لحساب الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، محققين انطلاقة جد موفقة بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، في سهرة استقبل فيها «الخضر» لأوّل مرّة بولاية تيزي وزو.
تمكنت الآلة الهجومية للمنتخب الجزائري من تسجيل 16 هدفا كاملا خلال تصفيات «كان» 2025، سجلها 9 لاعبين من المنتخب الجزائري، ويعد مهاجم فريق رين الفرنسي أمين غويري، هداف «الخضر» خلال التصفيات برصيد 4 أهداف، مساهما في 7 أهداف بتقدميه 3 تمريرات حاسمة بينها تمريرتين الأحد أمام منتخب ليبيريا.
لعب الجهاز الفني للمنتخب الوطني أمام منتخب ليبيريا للمرة الثانية على التوالي بخطة (3 – 4 - 3)، وهي المرة الثالثة منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية في 10 مباريات التي يلعب فيها بهذه الخطة، وهي نفس الخطة التي فرضها حين كان مدربا للمنتخب السويسري لكرة القدم، الذي قاده للتأهل لأوّل مرّة في تاريخه إلى ربع نهائي يورو 2020.
وشكر فلاديمير بيتكوفيتش خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء ضد منتخب ليبيريا، لاعبيه والطاقم الفني وكل من ساهم في تحقيق فوز عريض أمام منتخب ليبيريا، وضمان التأهل في صدارة ترتيب المجموعة الخامسة، موضحا أن نيل 16 نقطة من خمسة انتصارات وتعادل، وتسجيل 16 هدفا وتلقي هدفين، يعتبرون بالنسبة له أرقاما، وهي مجرد قاعدة بيانات سيعمل عليها رفقة طاقمه لتطويرها أكثر، وأن الأهم بالنسبة إليه في قادم المواعيد هو ضمان التأهل لنهائيات كأس العالم 2026.
@@ وقال عن المواجهة: «مواجهة اليوم لم تكن أسهل لقاء في التصفيات.. واللاعبون شعروا بالضغط».
وأضاف: «هذا الضغط كان جيدا بالنسبة لنا لأني شعرت بأن اللاعبين أنصتوا جيدا للتعليمات، وكان عليهم الضغط قبل انطلاق المواجهة ومع بدايتها».
وتابع: «بدأنا المواجهة جيدا وكانت لدينا فرصتين ضخمتين في الدقائق الأربعة الأولى، وبعدها تلقينا الهدف الأول الذي زعزع استقرارنا».
@@ واستطرد: «في الأوقات الصعبة المنتخبات القوية تجد دائما الوسيلة للعودة في المباراة، وهو ما حدث وتمكنا من تسجيل ثنائية في المرحلة الأولى».
وعلل: «رفعنا نسق المواجهة عاليا مع مرور الدقائق، وهو ما جعلنا نظيف ثلاثة أهداف أخرى، النقطة السلبية الوحيدة في المواجهة هي تضييعنا لعدد كبير من الفرص السانحة للتهديف».
منظومتنا الدفاعية باتت أكثر صلابة
رفض الناخب الوطني الحديث عن أداء قائد المنتخب الوطني رياض محرز، الذي عاد إلى التسجيل بعد صيام دام 12 مواجهة كاملة، موضحا بأن كل اللاعبين الذين شاركوا والذين كانوا على دكة الاحتياط، ساهموا في الفوز العريض لـ «الخضر»، مشددا على أنه شاهد عددا كبيرا من اللاعبين تطور أدائهم مع المنتخب خلال هذا التربص، وأن عددا كبيرا منهم يمكن أن يتطور مستواه أكثر، كاشفا بأن الجهاز الفني تحت تصرف اللاعبين في أي وقت للسماح لهم بالتطور أكثر، وصرح: «المهم الآن هو أن اللاعبين عليهم أن يكسبوا وقت لعب رفقة أنديتهم، ويكونوا تنافسيين لتربص شهر مارس المقبل».
عرّج بيتكوفيتش للحديث عن الخط الخلفي للمنتخب الوطني الذي تحسن كثيرا خلال المواجهات الأخيرة، بدليل أنه تلقى هدفين خلال المواجهات الست الأخيرة من عمر التصفيات «كان» 2025، وقال: «سعيد أننا تمكنا من إيجاد منظومتنا الدفاعية، الآن لا يهم أن نلعب بثلاثة مدافعين أو أربعة في الخلف، النهج التكتيكي هو الذي يتغير .. واللاّعبون فهموا ما نبحث عنه».
وتعجب من الانتقادات التي تطارد متوسط ميدان «الخضر» راميز زروقي حين قال: «زروقي لا يلعب بالصدفة في دوري كبير مثل الدوري الهولندي منذ سنوات، وكذلك لا يحمل ألوان فريق كبير صدفة».
وعلّل: «في الفرق الكبيرة اللاعبين يتم استبدالهم من مواجهة لأخرى لتسيير المجموعة، وهو ما يحدث مع المنتخبات، حيث أقوم بتغييرات كبيرة على التعداد، وعلى الذي يود أن يحمل قميص المنتخب الجزائري، أن يكون أفضل من اللاعبين المتواجدين حاليا في التعداد».
@@ وعلّل بخصوص العدد الكبير من اللاعبين الذين قام بالاعتماد عليهم خلال 10 مباريات: «منذ البداية لدي دائما من 30 إلى 50 لاعبا تنافسيين أثق فيهم دائما، وسيكون من الصعب عليّ اختيار قائمة 23 لاعبا إذا واصلوا الظهور بهذا المستوى».
@@ واستطرد قائلا : «في كل مرّة كنا نحافظ على النواة ونظيف لاعبين جدد لمشاهدة ما يمكنهم القيام به، والمهم أن عليهم اللعب رفقة أنديتهم قبل تربص مارس لأن الذي لا يلعب سيجد نفسه وسط الصعوبة، وأتمنى أن يكون الجميع هنا، وإذا شاهدنا اليوم كان ينقصنا 7 لاعبين بداعي الإصابة أغلبهم في وسط الميدان».
ملعب حسين آيت أحمد رائع
تحدث المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري على ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، مؤكدا بأنه ملعب رائع والحماس الذي كان في المدرجات لا يوجد في كل ملاعب العالم، موضحا بأن المنتخب الوطني يلعب كل مبارياته بمدرجات مملوءة عن آخرها داخل الديار، ويحاول في كل مرة امتاع الجمهور الحاضر وإسعاده.
واسترسل بخصوص عدم إجراء أي حصة تدريبية على أرضية ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو قبل مواجهة ليبيريا، قائلا: «قدمت أسبوعا قبل انطلاق تربص سيدي موسى إلى ملعب حسين آيت أحمد وعاينته».
@@ وكشف: «فكرنا بجدية حول التنقل الباكر من عدمه إلى مدينة تيزي وزو، وفي الأخير قررنا البقاء أكبر وقت ممكن في المركز التقني الوطني بسيدي موسى، لنعمل في ظروف مريحة ونكون أكثر تركيزا على المواجهة، وهو ما جعلنا نسترجع من سفرية غينيا الاستوائية، ونتنقل عشية المواجهة ولا نجري أي حصة تدريبية هنا».
وبخصوص برنامج الناخب الوطني إلى غاية تربص شهر مارس المقبل، وقال: «في البرنامج سنقوم بمعاينة مباريات الرابطة المحترفة الأولى، عندما نكون على علم بموعد إجرائها، وهذا مشكل عميق في برمجة الرابطة للمباريات، أعتقد يجب العمل على حله». @@وأضاف: «نحن تحت تصرف كل لاعبي المنتخب الجزائري، وإذا استلزم الأمر التنقل إلى العربية السعودية وهولندا أو ألمانيا لمعاينة اللاعبين سنقوم بذلك».
تجدر الإشارة، أن المواجهة شهدت تنظيما محكما داخل وخارج الملعب، من قبل الأسلاك الأمنية وكذا عمال مديرية الشباب والرياضية، الذين وضعوا الأنصار ورجال الإعلام في ظروف جد مريحة، الأمر الذي ساهم في متابعة مواجهة في القمة، فوق المستطيل الأخضر وعلى المدرجات.