باشر المنتخب الوطني لكرة القدم تحضيراته لمواجهة منتخب ليبيريا، لحساب الجولة السادسة والأخيرة من عمر تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، أمس الجمعة، بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى، وعينهم على دخول المواجهة لتحقيق الفوز، والعودة سريعا إلى سكة الانتصارات، بعد فرض التعادل سلبا على منتخب غينيا الاستوائية بمالابو.
عاد رفقاء المهاجم محمد أمين عمورة إلى أرض الوطن، مباشرة بعد نهاية مواجهة الجولة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، أمام منتخب غينيا الاستوائية بملعب مالابو الجديد، عبر رحلة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية حطّت بمطار هواري بومدين في حدود الساعة 23:00، ليصل وفد “الخضر” إلى المركز التقني الوطني بسيدي موسى في الساعات الأولى من يوم الجمعة وتحديدا عند الساعة 00:30.
عاد أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش إلى طريق التدريبات عشية يوم الجمعة بأحد ملاعب مركز سيدي موسى، حيث قسّم الطاقم الفني التشكيلة إلى مجموعتين، الأولى التي خاضت مواجهة الخميس أمام غينيا الاستوائية في التشكيلة الأساسية، حيث أجرت تمارين استرجاعية بعد المجهودات البدنية الكبيرة التي قاموا بها طوال اللقاء، الذي لعب في الظهيرة وسط درجة رطوبة تتجاوز 80 بالمائة، والمجموعة الثانية مكونة من اللاعبين البدلاء والذين لم يشاركوا في اللقاء، أين خاضوا حصة تدريبية كاملة قاربت 90 دقيقة.
الحصة التدريبية التي أشرف عليها المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لـ “الخضر” فلاديمير بيتكوفيتش، كانت مفتوحة لوسائل الإعلام لمدة ربع ساعة، وسبقتها منطقة مختلطة بين اللاعبين ورجال الإعلام، تحدّث فيها اللاعبون عن تعادل غينيا الاستوائية، واللقاء الذي سيحتضنه ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، أمام منتخب ليبيريا.
المنتخب الوطني لعب بخطّة (3 – 5 – 2) في مالابو
عجز المنتخب الوطني لكرة القدم عن تحقيق خامس فوز على التوالي في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025، والسادس في جميع المسابقات، بعدما أنهى مواجهة الجولة الخامسة من التصفيات أمام منتخب غينيا الاستوائية بملعب مالابو دون غالب ولا مغلوب. عزّز رفقاء القائد رياض محرز صدارتهم للمجموعة الخامسة برصيد 13 نقطة، وبفارق خمس نقاط عن الملاحق المباشر منتخب غينيا الاستوائية، ضمنوا بها إنهاء تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 في صدارة المجموعة.
أثّرت الحرارة الشديدة والرطوبة العالية على مردود رفقاء المخضرم عيسى ماندي فوق أرضية الميدان، التي لعبت في توقيت الظهيرة، الأمر الذي منعهم من تطبيق أسلوب لعبهم، والرمي بكامل ثقلهم في المواجهة نحو الهجوم لفك شفرة دفاع منتخب غينيا الاستوائية. تأهل منتخب غينيا الاستوائية عشية مواجهة “الخضر”، بعد هزيمة منتخب الطوغو أمام مضيفه ليبيريا في مونروفيا بهدف دون رد، جعل منتخب غينيا الاستوائية يخوض لقاء دون هدف، هو الذي كان سيلعب لقاء مصيريا أمام المنتخب الجزائري في حالة فوز منتخب الطوغو خارج دياره.
دخل الجهاز الفني للمنتخب الجزائري في لقاء غينيا الاستوائية بنهج تكتيكي جديد لم يتعود على الظهور به منذ تعيين فلاديمير بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب، حيث لعب بخطة (3–5-2)، بعدما جرّب خلال المباريات الثمانية الأولى خطة (3-4-3) و(4-3-3) و(4-2-3-1) و(4-4-2).
غيّر بيتكوفيتش خلال مواجهة الخميس خمسة لاعبين مقارنة باللقاء الأخير الذي خاضه “الخضر”، لحساب الجولة الرابعة من تصفيات “الكان” أمام منتخب الطوغو بالعاصمة لومي، حيث أقحم الحارس العائد من الاعتزال أليكسندر أوكيجدة مكان الحارس أليكسيس قندوز، الذي أدّى مواجهتين قويتين أمام منتخب الطوغو خلال تربص شهر أكتوبر المنصرم. كما اعتمد على قائد فريق شارلوروا البلجيكي آدم زرقان ومتوسط ميدان فريق كولومبوس كرو، مكان الثنائي الغائب عن تربص شهر نوفمبر بداعي الإصابة، لاعب الاتحاد السعودي حسام عوار الذي حقق انطلاقة موفقة في تجربته الخليجية الأولى، وهشام بوداوي مايسترو وسط ميدان فريق نيس الفرنسي.
أعاد المسؤول الأول على الجهاز الفني للمنتخب الجزائري القائد رياض محرز مكان ياسين بن زية، وأقحم في الجهة المقابلة سعيد بن رحمة الذي عاد للتشكيلة الأساسية مكان محمد أمين عمورة، الذي تم تحويله إلى منصب مهاجم حر مكان أمين غويري، أين جرب بيتكوفيتش لاعب فولفسبورغ الألماني لأول مرة في هذا المنصب، بعدما عاين الثلاثي بونجاح، غويري وبقرار سابقا. برز متوسط ميدان فريق فينورد الهولندي راميز زروقي في مواجهة غينيا الاستوائية، أين خاض لقاء مميزا بتدخلاته الصحيحة واسترجاعه لعدد كبير من الكرات في وسط الميدان وأمام منطقة عمليات المنتخب الجزائري، بالإضافة إلى مساهمته في هجومات المنتخب، مؤكّدا بأنه لاعب من طينة الكبار.
نال الدولي الجزائري راميز زروقي في هذا اللقاء أعلى تنقيط في المواجهة، وكان رجل المقابلة بدرجة امتياز بتقييم موقع الإحصاء العالمي سوفاسكور، حيث تحصّل على علامة 7.7 من 10 بعد نهاية المواجهة، بنسبة نجاح تقدّر بـ 82 بالمائة، بـ 7 كرات طويلة ناجحة من أصل 9 وزّعها، كما اعترض تسديدة قوية واحدة واسترجع فيها الكرة، وكان اللاعب الأكثر تدخلا على الكرة من الجانبين بثلاثة تدخلات، وكان أيضا اللاعب الأكثر افتكاكا للكرة بأربعة افتكاكات، وفاز بأربعة التحامات على الكرة من أصل 8 التحامات خاضها، وهو الأمر الذي أعطى أكثر توازن للخط الخلفي، وجعل “الخضر” ينهون المواجهة دون تلقي أي هدف للمواجهة الثانية على التوالي.
تجدر الإشارة، إلى أن المنتخب الوطني سيجري ثاني وآخر حصة تدريبية بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى، قبل مواجهة منتخب ليبيريا الأحد المقبل بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو.