خلال اليوم الإعلامي الخاص برجال الإعلام.. عبيد شارف:

تم الاستعانة بـ «الفار» خلال 19 مقابلة واستفدنا من تغيير 13 قرارا

محمد فوزي بقاص

استفاد عدد من الصحفيين الرياضيين يوم أوّل أمس الخميس، من يوم إعلامي وتوعوي حول استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد من تنظيم الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بقاعة المحاضرات محمد صلاح بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، بإشراف المدير الوطني للتحكيم مهدي عبيد شارف.

أبرز رئيس قسم التكوين والتطوير باللجنة الفدرالية للتحكيم محمد لمين بن عيسى، رفقة المكوّن في تقنية «الفار» مصطفى فرادي، المفاهيم العامة لقوانين كرة القدم في المحور الأول، وخلال المحور الثاني تم التطرق للحديث عن تعديلات قوانين اللعب الأخيرة للتحكيم، على غرار كيفية الإعلان عن ضربة جزاء، ومنح البطاقات الصفراء والحمراء للاعبين، بالإضافة إلى كيفية استعمال تقنية حكم الفيديو المساعد.
قام بعدها المدير الوطني للتحكيم مهدي عبيد شارف، بتوضيح بروتوكول «الفار» المعمول به في كل المباريات، حيث أوضح أن تقنية حكم الفيديو المساعد تتدخل إلا في أربع حالات، الأولى في احتمالية تواجد بطاقة حمراء سواء أعلن عنها الحكم أم لم يعلن، أين يتم التأكد من ذلك عبر تقنية الفيديو من مختلف الزوايا، والثانية عند احتمالية تواجد هدف سواء في حالة ما إذا هناك شك من تجاوز الكرة لخط المرمى أم أن الحكم احتسب هدفا أو لم يحتسبه بداعي التسلّل، والثالثة عند احتمالية تواجد ركلة الجزاء، حيث تقوم غرفة «الفار» بمعاينة كل الفيديوهات من زواية مختلفة، للتأكد من تواجد ركلة جزاء أو عدم تواجدها سواء أعلن الحكم عن ركلة جزاء أو طالب بمواصلة اللعب، والحالة الرابعة للتأكد من هوّية اللاعب عند منح بطاقة صفراء، أين يطلب الحكم الرئيسي من غرفة «الفار» التأكد من هوية اللاعب.
أتاحت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الفرصة لرجال الإعلام، لمشاهدة الفيديوهات المتعلقة بالحالات التحكيمية للرابطة المحترفة لكرة القدم، التي تدخل فيها حكم الفيديو المساعد، وقام خلالها بتغيير قرارات الحكام الرئيسيين، والتي كانت بعضها محل انتقادات كبيرة على غرار ركلة الجزاء التي أعلن عليها الحكم لفريق شبيبة القبائل أمام مولودية وهران للمهاجم الشاب لحلو أخريب، ليتم إلغائها بعد معاينة تقنية حكم الفيديو المساعد. أكد المدير الوطني للتحكيم مهدي عبيد شارف خلال الندوة الصحفية التي نشطها عقب اليوم الإعلامي حول تقنية حكم الفيديو المساعد لفائدة الصحفيين الرياضيين، أن دفتر شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم في ملف تقنية الحكم المساعد، ينص على ضرورة مرافقة الإعلام في هذا المشروع، موضحا بأن مشروع «الفار» لن يكون خاصا بالاتحادية الجزائرية أو لجنة التحكيم بل الإعلام شريك كبير في إنجاح فرضه وتطبيقه، وقال: «لم نرد القيام بهذا اليوم الإعلامي إلى غاية مرور خمسة جولات، حتى تكون لدينا المادة لنضعكم في الصورة، ونفك اللبس عن كل الحالات التي تتواجد محل انتقاد».
وأضاف: «قررنا القيام بهذه الخطوة حتى نبرز لكم العمل الكبير المنجز من الحكام طوال المباراة، وكذا كيفية العمل المشترك بين غرفة «الفار» والحكم الرئيسي، مع سماع الحوار الذي يدور بينهما وكل ما يقال للحكم في الميدان من قبل اللاعبين».
أفاد المسؤول الأول على سلك التحكيم على المستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بأنه خلال خمسة جولات تم استعمال تقنية حكم الفيديو المساعد خلال 19 مقابلة من أصل 40 لقاء لعب، موضحا بأنه تم تعيين خلال هذه المباريات 13 حكما على أرضية الميدان، و12 حكما «فار» و10 حكام «فار» مساعدين، وقال: «تم الاستعانة بتقنية «الفار» لتغيير القرارات خلال 13 مناسبة، حيث تم الإعلان خلال 19 مقابلة عن 09 ركلات جزاء، 08 لم يعلن عنها الحكام وواحدة أعلن فيها الحكم تواجد ركلة جزاء وتم إلغائها بعد معاينة الفيديو».
وتابع: «كما كانت هناك حالتي هدف، الأول رفض وتم تأكيده بـ «الفار» والثاني سجل وتم رفضه بعد المعاينة».
وختم حول التدخلات التي غيرت القرارات التحكيمية خلال مباريات الرابطة المحترفة قائلا: «كما كانت هناك حالتي بطاقة حمراء، الأولى تم خلالها منع حالة واردة للتسجيل، والثانية لخطأ كبير».
شدّد عبيد شارف على أن بداية تقنية حكم الفيديو المساعد في الجزائر تبقى جيدة ومشجعة لحد الآن، مقارنة ببدايات عدة بلدان كانت سباقة للاستعانة بهذه التقنية، موضحا بأن ذلك لا يعني بأنه لا يتوجب على الحكام واللاعبين تطوير العديد من الأمور خلال المباريات، وصرّح: «مع مرور المباريات ومواصلة تكوين الحكام، بتلقي تكوين تطبيقي خلال المباريات، ستتحسن الأمور أكثر والمردود سيكون أفضل».
أوضح عبيد شارف بأن حكم «الفار» ليس لديه أي قرار على الحكم الرئيسي، وأن الأخير يقوم فقط بتأكيد المعلومة التي يتلقاها من حكم الساحة أو يطلب منه التوجه نحو الشاشة المتواجدة على خط التماس، للتأكد من حالة تحكيمية التي ينص عليها البروتوكول».
طالب المسؤول الأول على التحكيم في الجزائر المحلليين الذين يجهلون صلاحيات تقنية حكم الفيديو المساعد، عدم الحديث عنها لأنه سيقوم بتضليل الرأي العام ويدخل الجميع في نفق مظلم، موضحا بأنه لا أساس من الصحة لما يشاع حاليا بأن الحكم الرئيسي مثلا رفض معاينة «الفار»، وقال: «عندما تجري مباراة في كرة القدم بالاستعانة بتقنية «الفار»، لا يمكن للحكم الرئيسي أن يرفض معاينة فيديو».
وواصل: «ولا يمكن على غرفة «الفار» التأثير على قرارات الحكم، لأنها تتدخل في الحالات الأربعة المحددة في البروتوكول الذي تحدثنا عنه، وكل شيء موثق بالصوت».
واستطرد: «عكس ما يشاع، الحكم الرئيسي إذا أخطأ في أي قرار يودّ أن يقوم بالتصحيح عبر تقنية «الفار»، حتى لا يكون محل انتقاد عند نهاية اللقاء، ومن غير الطبيعي محاولة الترويج لهذه الأمور».

جميع الفرق تبحث عن الاستفادة من التقنية

أكد مهدي عبيد شارف أن الهدف الأول للاتحادية الجزائرية كان الاستعانة بتقنية «الفار» على الأقل بنسبة 50 بالمائة في الجولات الخمسة الأولى للموسم الكروي، وهو ما لم يتم بلوغه بسبب تواجد بعض العراقيل في الملاعب مع بداية الموسم، حيث تم الاستعانة بتقنية «الفار» في 19 مقابلة من أصل 40 مباراة بناقص مواجهة لبلوغ نسبة 50 بالمائة.
قال ذات المتحدث إن هناك بعض المباريات عدنا من نصف الطريق، على غرار مقابلة اتحاد خنشلة وضيفه شباب بلوزداد الحافلة عادت من ولاية سطيف، لأنه لم يتم تجهيز المكان المخصص لوضع كاميرات التسلل، وبعدها ظهر مشكل آخر وهو أن أعمدة الكهرباء تعيق الرؤية، وقال: «هناك العديد من الفرق التي تعاونت معنا وقامت بمجهودات لكي يتم تعميمها في كل الميادين، على غرار ملاعب (الشلف، مستغانم، بجاية، بسكرة)، ونشكر المسؤولين على هذه الملاعب الذين وفروا الإمكانيات التي مكنتنا من استخدام تقنية «الفار» بها».
وأعطى مثالا آخر: «هناك أيضا مواجهة شباب بلوزداد ومولودية البيض، كان من المفروض أن يتم خلالها تطبيق تقنية «الفار» التي ألغيت في آخر لحظة لأنها لم تكن معنية بالنقل التلفزي».
وتابع: «نفس الشيء حدث في لقاء أولمبيك أقبو وجمعية الشلف بسبب مشكل تقني، عندما نعمل يجب أن يكون هناك نقل تلفزي للقاء، ويكون ذلك عبر تقنية الوضوح العالي أتش. دي، وعندما يكون ذلك عبر تقنية أس. دي لا يمكننا القيام باستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد».
وختم: «أعي جيدا بأن جميع الفرق تبحث عن الاستفادة من تقنية حكم الفيديو المساعد ومع مرور الوقت سنصل لذلك».
أفصح مهدي عبيد شارف عن موعد وصول المعدات التي اقتنتها «الفاف»، حيث أفاد بأن الاتحادية الجزائرية لم ترد انتظار وصول المعدات التي قامت بشرائها، وفضلت استئجار المعدات الأساسية للانطلاق في العمل، وصرح: «استأجرنا المعدات وباشرنا في العمل، ومن المفروض أن تصل المعدات قبل انطلاق مرحلة العودة للرابطة المحترفة، وفي حالة تأخرها سنمدد عقدنا مع المؤسسة التي تموننا بالعتاد الخاص باستعمال تقنية (الفار)».

« سنقوم بتكوين اللاعبين حول تقنية «الفار» للتقليــل مــن الاحتجاجـات»

أكد المدير الوطني للتحكيم بأن اللاعبين مطالبين بالهدوء عند معاينة «الفار»، لأن التواصل بين الغرفة والحكم الرئيسي أمر مهم، وأنه سيتم القيام بتكوين لاعبي البطولة في الأسابيع القليلة المقبلة، وعلل: «سنقوم بهذه الخطوة حتى يتعرفوا على ما يدور بين الغرفة والحكم الرئيسي، وكي يستمعون لما يدور بينهم وبين الحكم أثناء المباراة».
وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: «لم نرد القيام بذلك قبل انطلاق الموسم، لأنه لم تكن لدينا المادة، ولم نرد معاينة الحالات التحكيمية للبطولة الإسبانية أو الإنجليزية، بل سنقوم بنقل فيديوهات كل فريق حتى يشاهد الحالات التحكيمية الخاصة به».
وتابع: «مثلما قمنا بيوم إعلامي لرجال الإعلام، سنقوم كذلك بنفس الشيء مع اللاعبين والأطقم الفنية والمسيرين لأن ذلك أمر مهم، وبعد كل جولة نقوم بتحسين نقطة سوداء، وبين اللقاء الأول والأخير هناك تحسن كبير».
كشف الحكم المعتزل حديثا بأن قوانين «الفيفا» لا تحدد توقيت معاينة «الفار»، وأن الأمر المهم هو اتخاذ القرار الصائب، بعد معاينة كل زوايا الرؤية الأمامية والخلفية والجانبية، موضحا بأن تقنية حكم الفيديو المساعد في الجزائر جديدة على الحكام واللاعبين والجمهور، ويلزم وقت حتى يتعوّد عليها الجميع، وشدّد: «في كل مهنة هناك عامل الخبرة، والخبرة نكتسبها بالممارسة».
تجدر الإشارة أن مهدي عبيد شارف أكد أنه بعد الجولة العاشرة، سيتم القيام بيوم إعلامي آخر لفائدة الصحفيين لمواصلة الحديث عن تقنية «الفار».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024