اعترف اللاعب الدولي السابق والمدرب حسين ياحي في حوار لـ»الشعب»، أنه من الصعب تقييم مستوى البطولة بعد مرور خمس جولات فقط، ويتوجب الانتظار إلى غاية الجولة العاشرة على الأقل، من أجل اتضاح الأمور بخصوص المستوى الفني واللاعبين الذين بإمكانهم صنع الفارق.
الشعب: ما هو تقييمك لمستوى البطولة بعد مرور خمس جولات عن انطلاقها؟
حسين ياحي: من الصعب إعطاء حكم عن مستوى البطولة بعد مرور خمس جولات فقط، وحتى من الناحية الفنية نحن كمدربين، ننتظر إلى غاية مرور ثمان جولات على الأقل أو عشر جولات، من أجل التعرف على المستوى الحقيقي للأندية، وحاليا كل الفرق مازالت تعاني من الناحية البدنية، بدليل استهلاك المدربين لكل التغييرات خلال مبارياتهم، وحتى النسق ينخفض كثيرا خلال الشوط الثاني، وهو أمر منتظر حيث سيكون رد فعل اللاعبين من الناحية البدنية بداية من الجولة السابعة، حينها يبدأ النسق في التحسن وهناك عامل آخر أيضا لا يعطينا الحق في الحكم على المستوى الآن، وهو عامل الإنسجام فهناك فرق قامت بتغيير كلي للتشكيلة، ومن الناحية الفنية يتوجب للاعبين الجدد، لعب ما لا يقل عن 15 مباراة على الأقل مع بعضهم البعض، من أجل التأقلم والإنسجام وهو الأمر الذي لم يحصل، وحتى التأقلم والإنسجام مرتبط بعوامل خارجية، فهناك الكثير من اللاعبين الذين جاؤوا من خارج الوطن، ويحتاجون إلى وقت كافي من أجل التأقلم مع المحيط، وهو ما يؤثر بالتأكيد على مستواهم الفني، لهذا اعتقد أنه من الصعب التعرف على مستوى البطولة في الفترة الحالية.
لكن كنظرة أولى.. أكيد شاهدت بعض المباريات، كيف كان المستوى؟
صراحة المستوى كان متواضعا، وفي بعض المباريات يصل إلى مستوى متوسط، ولكنها مباريات قليلة جدا حيث لم نشاهد أشياء كثيرة من الناحية الفنية، وخلال هذه الفترة أغلب الأندية وخاصة المدربين يركزون على النتيجة، ولا يهمهم الجانب الفني لأنه يدرك أن التعثرات المتتالية ستدفع الإدارة للتخلي عنه، وهو ما يجعله يهمل الجانب الفني ويدخل المباراة فقط من أجل تحقيق الفوز، والظفر بالنقاط الثلاث على حساب الجانب الفني، الذي يتمثل في معالجة النقائص الموجودة في التشكيلة، ومعرفة ما إذا كان اللاعبون قد تأقلموا مع النهج التكتيكي، وتطوير مستوى بعض اللاعبين من الناحية التكتيكية، من خلال عاملي الإنتشار والتمركز على أرضية الميدان، كل هذا العمل يقوم به المدرب، ولكن حاليا طغى البحث عن النتيجة على تحسين الأداء .
تواجد مولودية الجزائر واتحاد العاصمة في الصدارة أمر منطقي بحسب رأيكم؟
هو منطقي إلى حد كبير بحسب رأيي، فمولودية الجزائر هو حامل لقب البطولة والفريق اعتمد على عامل الإستمرارية، من خلال تجديد الثقة في المدرب رغم رحيل بعض اللاعبين المهمين في صورة بلايلي وبن العمري، إلا أن الفريق يحوز على عناصر مميزة، ونجح في التعاقد مع لاعبين قدموا الإضافة، وبالنسبة لإتحاد العاصمة هو موسم مختلف للفريق، بحكم أنه لم يكن ينافس على لقب البطولة خلال المواسم الماضية، إلا أنه كشف عن نواياه مبكرا من خلال التعاقد مع مدرب كبير، وضم مجموعة من العناصر المميزة، كما أن هناك فرق أخرى أيضا تألقت على غرار شباب قسنطينة، الذي نجح بتركيبة متوسطة في تحقيق نتائج جيدة بحسب رأيي، في الوقت الذي تعرف فرق أخرى بعض المشاكل الفنية، على غرار شباب بلوزداد وشبيبة القبائل، رغم الآمال الكبيرة التي كانت معلّقة عليهما من طرف الأنصار، بسبب اختلاف التركيبة البشرية، وحتى مولودية وهران هو الآخر ضم عددا كبيرا من اللاعبين، إلا أنه حقق انطلاقة موسم متعثرة في انتظار تحسن النتائج خلال الجولات المقبلة.
من هو اللاعب الذي لفت انتباهك لحد الآن؟
لا أحد.. قد تكون الإجابة قاسية، لكن هي الحقيقة، لا يوجد أي لاعب لفت نظري لحد الآن في البطولة، وهنا أؤكد أن تألق أي لاعب لا يرتبط بمباراة، ويتوجب التركيز على عامل الاستمرارية، وبحكم أن البطولة مرّت عليها خمس جولات فقط، اعتقد أنه من السابق لأوانه الحكم على مستوى اللاعبين، ويتوجب الانتظار إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، من أجل تقييم مستوى اللاعبين، وهناك تتضح الرؤية بخصوص العناصر التي تألقت ونجحت في تقديم الإضافة لفرقها.