اقتطع المنتخب الوطني لكرة القدم تأشيرة العبور لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 في نسختها 35، للمرة السابعة تواليا و21 بتاريخ مشاركاته في العرس القاري، بعدما حقق أربعة انتصارات متتالية في الجولات الأربعة الأولى عن المجموعة الخامسة، للتصفيات المؤهّلة لـ «كان» 2025.
ضمن المنتخب الجزائري ورقة العبور إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة مبكرا، بعدما تغلب دون عناء كبير على منافسيه واحدا تلو الآخر في الجولات الأربعة الأولى من التصفيات، بالرغم من أنّ الفريق الوطني يتواجد في مرحلة إعادة البناء، بعد تعيين المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش رفقة طاقم فني جديد في شهر فبراير 2024، وخاض مواجهتين وديتين أمام منتخبي بوليفيا وجنوب إفريقيا بملعب نيلسون مانديلا ببراقي خلال تربص شهر مارس، قبل أن يشرع في تصفيات كأس العالم 2026 وبعدها تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
بدأ رفقاء المدافع المحوري الأنيق رامي بن سبعيني، مشوار التصفيات بفوز مهم أمام منتخب غينيا الاستوائية، بملعب ميلود هدفي بوهران شهر سبتمبر المنصرم بنتيجة (2 - 0)، حيث انتظر 69 دقيقة كاملة من أجل فك شفرة دفاع غينيا الاستوائية القوي، بعد تضييع قائد «الخضر» رياض محرز ركلة جزاء في (د 24) من المرحلة الأولى، والتي أصبحت بعدها الأمور جد صعبة فوق أرضية الميدان، بعدما كسب المنافس الثقة في النفس.
بعد تسجيل هدف السبق من قبل متوسط الميدان لفريق الاتحاد السعودي حسام عوار، قام بيتكوفيتش بأربعة تغييرات كاملة لجلب نفس جديد في وسط وهجوم المنتخب الجزائري، وهو الأمر الذي أثمر بتسجيل الهدف الثاني من قبل المهاجم أمين غويري في (د 90 + 5).
سافر متوسط ميدان فريق فينورد روتيردام راميز زروقي وزملائه إلى العاصمة الليبيرية مونروفيا، لمواجهة المنتخب المحلي في مواجهة صعبة على الورق، بالنظر إلى أنها أقيمت على أرضية معشوشبة اصطناعيا، وهو الأمر الذي لم يتعود عليه نجوم المنتخب الجزائري، لكنهم أمتعوا وأبدعوا فوق الميدان وعادوا بفوز عريض من هناك بنتيجة (3 - 0)، من توقيع مهاجم رين الفرنسي أمين غويري، وقائد فريق شارلوروا البلجيكي آدم زرقان، وكذا مهاجم الشمال القطري بغداد بونجاح.
خلال تربص شهر أكتوبر المنصرم سحق «الخضر» ضيفهم منتخب الطوغو بنتيجة (5 - 1) في اللقاء الذي احتضنه ملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة، في مواجهة عرفت حضورا قياسيا للجمهور بالمدرجات، الذي استمتع بالأهداف المسجلة وبالعرض القوي لأشبال المدرب بيتكوفيتش.
دخول زملاء عيسى ماندي الذي لعب في ذلك اللقاء مواجهته 100 بألوان المنتخب الجزائري لم يكن موفّقا، حيث تمكّن الزوار من فتح باب التهديف، عكس مجريات اللقاء في الدقيقة 11 عن طريق تيبولت كليجي، لكن لاعبي المنتخب الجزائري واصلوا اللعب دون قلق وقلبوا الطاولة على منافسهم، بعدما تمكن سعيد بن رحمة من معادلة نتيجة المباراة (1 - 1)، عن طريق تسديدة قوية من خارج منطقة العمليات.بعد العودة من غرف تغيير الملابس استمتع الجمهور الجزائري بمهرجان الأهداف المسجل من قبل العناصر الوطنية، حيث ضاعف لاعب فريق ليون الفرنسي سعيد بن رحمة النتيجة، عن طريق ركلة جزاء نفذها في (د 55).سجّل بعدها متوسط الميدان حسام عوار الهدف الثالث للمنتخب الجزائري في (د 68)، من محاولة قوية على مشارف منطقة العمليات، وبعد التغييرات التي أجراها الناخب الوطني، تمكن أمين غويري من تسجيل الهدف الرابع في اللقاء، والثالث له على التوالي في ثلاثة مواجهات بتصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، واختتم مهرجان الأهداف المهاجم محمد أمين عمورة، بعد تلقيه كرة جيدة داخل منطقة الجزاء.
كانت الأمور مغايرة في لقاء الجولة الرابعة أمام منتخب الطوغو بملعب كيغي، حيث دخل «المحاربون» بقوة، وتمكنوا من فتح باب التهديف مبكرا من ركلة جزاء نفّذها رامي بن سبعيني على طريقة الكبار، ليهدر بعدها المنتخب الجزائري عددا كبيرا من الفرص السانحة للتهديف، الأمر الذي أكسب المنافس الثقة في النفس، وراح يضغط على دفاع المنتخب الوطني، حيث كان الحارس أليكسيس قندوز بارعا وتصدى لعدة محاولات.
بيتكوفيـتـش استدعى 42 لاعبــا ومنح الفرصــة لــ 34
قام مدرّب منتخب سويسرا الأسبق بعمل كبير في ظرف وجيز، حيث تمكّن من إعادة الثقة لأشباله بعد الإقصاء من الدور الأول من «كان» 2024 بكوت ديفوار، للمرة الثانية على التوالي بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون.
كما لم يضيّع بيتكوفيتش الوقت، أين شرع منذ التربص الأول للمنتخب الوطني شهر مارس المنصرم في التعرف على اللاعبين، وكذا تجريب أكبر عدد منهم في كل اللقاءات، حيث قام باستدعاء 42 لاعبا خلال 4 تربصات، منح خلالها لـ 34 لاعبا فرصة اللعب بألوان المنتخب الجزائري، بينهم 7 لاعبين جدد يظهرون بألوان «الخضر» لأول مرة في مسيرتهم الكروية، يتعلق الأمر بكل من (قندوز، فارسي، مداني، رضواني، حاج موسى، بقرار، مازة)، فيما لم يعتمد على 8 عناصر في أي دقيقة بينهم ثلاثة حراس (أوكيجدة، بوحلفاية، بن بوط)، بالإضافة إلى (كداد، خاسف، بلومي، بوعناني، توبة).
سجّل المنتخب الجزائري خلال أربع مباريات من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، 11 هدفا كاملا بمعدل أكثر من هدفين في كل لقاء، وسجّل عليه هدف وحيد أمام منتخب الطوغو لحساب الجولة الثالثة من التصفيات، وهو ما يؤكّد العمل الكبير الذي قام به بيتكوفيتش، بعدما أحسن توظيف العدد الهائل للاعبي الوسط والمهاجمين.
ضمن مدرب المنتخب الجزائري خلال ظرف وجيز أوّل الأهداف المسطرة بعقده، بالعبور إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وهو ما سيسمح له خلال الجولتين المقبلتين من مواصلة تجريب اللاعبين في كل المناصب، لخلق المنافسة بينهم الامر الذي يرفع من المستوى، وكذا ضمان تواجد 3 لاعبين جاهزين على الأقل في أي لحظة بكل منصب.يسعى بيتكوفيتش لتطوير أسلوب لعب المنتخب الوطني، ومحاولة حل معضلة المنظومة الدفاعية حيث أنّ لاعبي الدفاع يجدون صعوبات كبيرة من جانب التنسيق والانسجام، وهو ما تأكّدنا منه أمام منتخب الطوغو بملعب كيغي، لحساب الجولة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا، بعد الضغط الكبير للمنتخب الطوغولي، وهو ما اضطر الجهاز الفني لـ «الخضر» إلى إقحام مدافع خامس في النهج التكتيكي، يتعلق الأمر بالظهير الأيمن لفريق اتحاد العاصمة سعدي رضواني، الذي لعب العشرين دقيقة الأخيرة من عمر المواجهة، الأمر الذي أعاد التوازن للخط الخلفي وحرم المنافس من العودة في النتيجة.
تأكّد عشّاق المنتخب الجزائري من الحنكة التكتيكية الكبيرة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش، حيث أكّد خلال المباريات الثمانية التي قاد فيها العارضة الفنية للمنتخب، بأنّه مدرب من طينة الكبار كونه دائما ما كان يجد الحلول التكتيكية، ويعود في النتيجة بالمباريات الصعبة والمعقّدة، على غرار ما حدث في اللقاء الأول أمام منتخب بوليفيا، الذي تمكن خلاله المنتخب الوطني من العودة في النتيجة ببراعة كبيرة وفاز عليه بنتيجة (3 - 2)، أو أمام منتخب جنوب إفريقيا الذي تقدم في النتيجة خلال مناسبتين، لكن الناخب الوطني بتغييراته الفنية والتكتيكية، تمكن المنتخب الوطني من انهاء المباراة بنتيجة (3 - 3).
تجدر الإشارة أنّ المنتخب الوطني تحت قيادة فلاديمير بيتكوفيتش، تمكن من الفوز في 6 لقاءات وتعادل في لقاء ودي أمام منتخب جنوب إفريقيا، وانهزم أمام منتخب غينيا خلال الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2026.