كسب مدرّب المنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الرّهان، من خلال الخروج من تربص سبتمبر بتحقيق الهدف المنشود، وهو التأهل إلى كأس إفريقيا المقبلة قبل جولتين عن الختام، وهو ما سيساعده كثيرا على استثمار آخر مقابلتين أمام ليبيريا وغينيا الإستوائية من أجل تجريب عناصر جديدة يمكن لها أن تقدم الإضافة في المستقبل، إضافة إلى منح اللاعبين الفرصة للتعود على طريقة اللعب الجديدة.
نجح الناخب الوطني في رهانه وهو ضمان التأهل عقب مواجهتي الطوغو إلى «الكان» المقبل، وهو الهدف الذي كان يبدو مشروعا بحكم أن المجموعة في المتناول، وأيضا لرغبة المدرب في حسم الأمور من الآن، للتفرغ خلال الفترة المقبلة من أجل معاينة لاعبين جدد، ومنح الفرصة للعناصر التي لم تشارك كثيرا لتظهر إمكانياتها خلال مواجهتي ليبيريا وغينيا الإستوائية في نوفمبر المقبل.
خيارات الناخب الوطني لم تختلف مقارنة بالتربص الماضي، إلا أنه أظهر جزءا آخر من شخصيته، وهو أنه شخص صارم في التعامل مع اللاعبين، ومن لا يظهر بمستوى جيد يتم استبداله خلال التربص الذي يليه، وهو الأمر الذي ربما انطبق على بعض العناصر.
المواجهة امام الطوغو في مناسبتين عرفت قيام الناخب الوطني بالحفاظ على نفس التشكيلة، التي شاركت خلال مواجهة غينيا الإستوائية التي جرت في وهران، مع منحه الفرصة لبعض اللاعبين الذين لم يكونوا في مستوى التطلعات خلال الفترة الماضية، إلا أنهم ربما يكونوا قد استنفذوا كل الفرص التي أتيحت لهم، وتواجدهم في التربص المقبل سيكون صعبا.
من الناحية الفنية حافظ بيتكوفيتش على النهج التكتيكي، الذي اعتمد عليه خلال المواجهة أمام غينيا الإستوائية، التي جرت داخل الديار من خلال اللعب بأربعة لاعبين في الدفاع، وثلاثي مقلوب في الوسط وثلاث عناصر في الهجوم، وهي الخطة التي أتت اكلها خاصة بعد التعديلات التي قام بها في الشوط الثاني.
السّرعـــــــــــة واللّعـــــــــــب بلمســــــــــــة واحـــــــــــــدة
لا يختلف اثنان أن هناك اختلاف كبير بين النهج التكتيكي الذي يعتمد عليه بيتكوفيتش وسابقه جمال بلماضي، حيث يقوم هذا الأخير بالاعتماد على عامل الضغط، والاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة والبحث عن الثغرة المناسبة، إلا أن نجاح هذه الخطة يتطلب وجود لاعبين لهم إمكانات معينة في صورة بلايلي.
بيتكوفيتش لا يحبذ الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة، فهو يطالب في كل مرة لاعبيه عندما تكون الكرة عندهم، بنقلها مباشرة إلى منطقة المنافس، من خلال الاعتماد على عامل السرعة واللعب بلمسة واحدة، وهو الأمر الذي يتطلب لاعبين من نوعية خاصة، لا يحتفظون كثيرا بالكرة على غرار زروقي.
البحث عن العناصر التي تساعده على تطبيق الخطة التي يريدها، هو هاجس بيتكوفيتش خلال الفترة المقبلة رغم أن بوداوي كان من المكاسب المهمة، وهو لاعب سريع بالكرة في الوسط، وينتقل بسرعة حين يمتلك الكرة إلى منطقة المنافس، بما أنه يلعب بطريقة عمودية عكس زروقي الذي يلعب بطريقة أفقية.
الشوط الثاني أمام الطوغو خلال المباراة التي جرت في عنابة، والشوط الأول في لومي اعتمد فيهما المنتخب على عامل السرعة، وهذا من خلال تواجد لاعبين يمتلكون هذه الخاصية، على غرار عمورة وغويري وبدرجة أقل بن زية، وعلى مستوى الوسط عوار وبوداوي قادرون على التألق من خلال هذه الخطة.
وخلال المواجهتين المقبلتين أمام ليبيريا وغينيا الإستوائية ستكون فيهما الفرصة مواتية من أجل تجريب ومنح بعض العناصر الجديدة الفرصة الكاملة، لإظهار ما تمتلكه من إمكانيات على غرار إبراهيم مازة، الذي يبقى صانع ألعاب مميز، ويمتلك عامل السرعة في اتخاذ القرار، على غرار اللمسة التي منح من خلالها الكرة على طبق لفارسي، الذي وضع الكرة أمام عمورة، حيث سجّل هذا الأخير بسهولة الهدف الخامس أمام الطوغو.
هذه اللّقطة تكرّرت أمام الطوغو في لومي، حيث كان وراءها المدافع الأيمن لإتحاد العاصمة رضواني، ومرت الكرة بين أقدام عدة لاعبين، إلا أن اللمسة الأخيرة لبونجاح كانت غائبة، حيث لم يضرب الكرة بالقوة اللازمة، وفشل في وضعها في الشباك رغم سهولتها.
رغم أنّ الناخب الوطني لم يغير كثيرا من اللاعبين في القائمة، وهذا الأمر كان منتظرا بحكم ضيق الوقت ورهان البحث عن تأشيرة التأهل، إلا أن الفترة المقبلة ستعرف قيام المدرب بتجريب عناصر جديدة، ومنحها الفرصة أمام ليبيريا وغينيا الإستوائية.
من بين العناصر التي لم تقدم الإضافة مرة أخرى، في المنصب الذي يلعب فيه الآن هو رامز زروقي، الذي لم يكن في المستوى المطلوب، في حين أن عوار وبوداوي نجحا في الرهان، وهناك عدة لاعبين ينتظرون الفرصة، على غرار قندوسي.
بيتكوفيش أمام فرصة ذهبية للخروج بأفضل توليفة ممكنة، خلال التربص المقبل بما أن الضغط لن يكون موجودا، بعد ضمان التأهل وحتى الحفاظ على الصدارة يبقى أمرا في المتناول بحكم أن مواجهة ليبيريا ستجري داخل الديار.