فاز فريق مولودية الجزائر بصعوبة كبيرة على ضيفه مولودية وهران، لحساب الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الأولى، وهو الفوز الذي سمح للعميد من رفع رصيده إلى 8 نقاط من فوزين وتعادلين، ليواصل أصحاب الزي الأحمر والأخضر سلسلة نتائجهم الإيجابية، في رحلة البحث عن الاحتفاظ بلقب البطولة.
تمكّن فريق مولودية الجزائر من معانقة فوزه الثاني منذ انطلاق الموسم، والأول داخل الديار في المواجهة التي احتضنها ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، أمام أحد المنافسين على لقب البطولة فريق مولودية وهران، باللقاء الأول الذي قاده المدرّب إيريك شيل.
عانى رفقاء القائد أيوب غزالة الأمرّين أمام أصحاب الزي الأحمر والأبيض، بعدما تمكّن الفريق المنافس من غلق جميع المنافذ على هجوم العميد، الذي لم يتمكّن من التوغل داخل منطقة العمليات، بعدما وضع إيريك شيل المخضرم مروان دهار وقائد «الحمراوة» في منصب المدافع المتقدم، لمنع المولودية من التوغل في دفاعه عن طريق التمريرات القصيرة.
أنهك المهاجم أندي ديلور دفاع مولودية وهران بتحرّكاته الكثيرة ومضايقته لكل مدافع يحمل الكرة، الأمر الذي تسبّب في خروج الثنائي كيليان قسوم ومروان دهار متأثّرين بالإصابة، الأمر الذي ساهم في فتح بعض الثّغرات بدفاع «الحمراوة».
وفي أوّل مرّة تمكّن فيها الظهير الأيمن محمد رضا حلايمية من العبور على الرّواق الأيمن، وضعت توزيعته دفاع المنافس في حالة حرجة، لتعود الكرة إلى المهاجم زكريا نعيجي، الذي وضع الكرة في شباك الحارس شمس الدين رحماني، موقّعا الهدف الوحيد في المواجهة في (د 66)، ومهديا ثلاثة نقاط ثمينة للعميد وأنصاره.
بوميـــــل: المقابلـــة كانـــت صعبـــة
أمـــــام فريـــــق غيـــــّر أسلـــوب لعبــه
أكّد مدرّب فريق مولودية الجزائر، باتريس بوميل، بأنّه كان ينتظر أن تكون المواجهة صعبة ضد مولودية وهران، التي قامت بتعزيزات نوعية خلال سوق التحويلات الصيفية، وموضّحا بأنّ الفريق المنافس يملك طموحات كبيرة هذا الموسم في الرابطة المحترفة الأولى، وقال: «المواجهة كانت صعبة، والجميع يعلم بأنّه عندما يتم تغيير الطاقم الفني، كل لاعب يبحث عن إثبات أحقيته باللعب أساسيا».
وأضاف: «لعبوا بعزيمة كبيرة بالإضافة إلى أنّ إريك شيل وضع أمورا تكتيكية جديدة، مقارنة بما كان عليه الأمر في بداية الموسم، وهو الأمر الذي خلق لنا بعض الصعوبة من أجل إيجاد الطريق نحو الشباك».
واستطرد بخصوص المواجهة: «حضّرنا المواجهة جيدا وبقينا متجمّعين جيّدا في الخلف، أعتقد بأنّ المرحلة الأولى كانت متكافئة، حيث لم نتحكّم في المباراة جيدا، بالرغم من استرجاعنا لعدد كبير من الكرات وتضييع بعض الفرص السانحة». وتابع: «صحّحنا ذلك في المرحلة الثانية، وضغطنا عليهم أكثر إلى غاية تسجيل هدف الفوز».
عرج المسؤول الأول على العارضة الفنية لمولودية الجزائر للحديث عن أرضية الميدان، وصرّح: «أشكر اللاعبين على المجهودات الكبيرة التي قاموا بها، لأنّهم بذلوا مجهودات مضاعفة كون الأرضية لم تسهّل مأموريتنا».
وعلّل: «الأرضية كانت مليئة بالتربة خصوصا في وسط الميدان، لكن المهم أنّنا أنهينا المواجهة بقوّة، ولم يتعرّض أي لاعب للإصابة».
تحدّث بوميل عن تسيير المواجهة إلى نهايتها قائلا: «عرفنا كيف نحافظ على النتيجة عكس اللقاء الأخير أمام شباب قسنطينة، كنّا نود تسجيل عدد أكبر من الأهداف، لكن بطولة هذا الموسم ستكون الأمور فيها مختلفة، لقوة جميع الفرق التي قامت بتدعيمات كبيرة».
أجاب باتريس بوميل عن السؤال المتعلق بالإصابات الكثيرة التي تعرّض لها لاعبوه مع بداية الموسم، وأوضح: «دراوي التحم بزميله كيبري في التدريبات، وعاودته نفس الإصابة التي تعرض لها سنة 2019 على مستوى الذراع، وبعد فحوصات معمّقة أجرى عملية جراحية جديدة في نفس المكان، وسيكون جاهزا بداية من الأسبوع المقبل».
وواصل حديثه عن نفس النقطة: «بالنسبة لبن خماسة تعرّض لتدخل عنيف في مواجهة بارادو، وخلال الأسبوع سيعود إلى المنافسة بنسبة 100 بالمائة، أما بوشريط أصيب وشفي من الإصابة وفي تمريرة بالتدريبات سقط وتفاقمت وضعيته، الأمر الذي استوجب إجراء عملية جراحية عشية الخميس المنصرم، وسيبعده ذلك عنا لمدة 3 أشهر ونصف، في حين أن العربي ثابتي الذي غادر أرضية الميدان اليوم، لم تعاوده الإصابة بل أنهكته أرضية الميدان، بعدما ركض كثيرا وبذل مجهودات كبيرة».
وذهب إلى أبعد من ذلك لتوضيح الأمور: «الإصابات التي تعرّض لها اللاعبون ليست عضلية، وهذا ما يؤكّد بأننا قمنا بتحضير جيد، والدليل أنّنا أنهينا المواجهة بقوة».
وشدّد: «سنكون بحاجة إلى الجميع، ونسيّر مباريات واحدة تلو الأخرى، لأنّ الاحتفاظ باللقب وخوض منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، يستوجب عليك أن تملك مجموعة ثرية من اللاعبين».
كما طالب مدرّب منتخب كوت ديفوار الأسبق الصبر على المهاجم أندي ديلور، الذي ابتعد عن المنافسة الرسمية منذ شهر جانفي 2024، وخلال 6 أشهر لم يقم بتدريبات من المستوى العالي، موضّحا بأنه قدم إلى الجزائر وعينه على العمل واسترجاع لياقته ونجاعته التهديفية، وقال بشأنه: «ضغط اليوم جيدا على دفاع المنافس وتحرّك كثيرا، وهو يقدّم المثل في التدريبات ويتحدّث كثيرا إلى اللاعبين داخل وخارج الميدان، ومع مرور الجولات سيكون أقوى».
وتحدّث بوميل عن تراجع الآلة التهديفية للفريق مقارنة بالموسم المنصرم، أين أكّد بأنّ فريقه يعاني من نقص التركيز أمام المرمى، بالنظر إلى العدد الهائل من الفرص التي يصنعها الفريق في كل مباراة، موضحا بأنّ لاعبيه دخلوا منطقة العمليات في أكثر من مناسبة، لكن مشكلتهم في لقاء مولودية وهران هو أنّهم لم يسدّدوا باتجاه المرمى، وقال: «نطبّق كرة جميلة لكن يجب تسجيل الأهداف للفوز بالمباريات، لكني لست قلقا لأن الأمور ستتحسّن مع مرور الجولات».
وفي إجابته على سؤال لجريدة «الشعب»، متعلق بعدم استغلال الأطراف أمام مولودية وهران، أكّد بأنّ النهج التكتيكي الذي وضعه مدرّب «الحمراوة»، بالتجمع جيدا في الخلف والدفاع بلاعبيْن على حامل الكرة، بالإضافة إلى تواجد مدافع متقدم طويل القامة ويحسن اللعب، صعب مأمورية اللاعبين فوق الميدان، وحرم أشباله من تطبيق خطتهم المعهودة، وقال: «حلايمية خلال المرحلة الثانية صعد كثيرا، وهو من قدّم التمريرة ما قبل الأخيرة للهدف، لكن صحيح لم نستغل الأطراف جيدا».
وأضاف: «سيّرنا المواجهة جيدا في المرحلة الثانية أمام فريق كان يلعب الهجومات المعاكسة بإحكام، ويخرج ببراعة من منطقته، ومنافس يملك لاعبين طويلي القامة وقوّة مورفولوجية مميزة».