تمكّن فريق مولودية الجزائر الثلاثاء من الفوز بالكلاسيكو أمام شبيبة القبائل بنتيجة (2- 1)، لحساب المباراة المتأخرة عن الجولة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، وهو الأمر الذي سمح للعميد من معانقة فوزه الأول بالموسم في البطولة التي دخلها السبت المنصرم بنية التنافس بقوة للاحتفاظ باللقب المتحصل عليه الموسم المنصرم.
أوفت القمة الكروية التي احتضنها ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بكامل وعودها في المدرجات وعلى أرضية الميدان، حيث كانت النسوج الكروية حاضرة والإثارة والفرجة لم تتوقف فوق المدرجات.
تمكّن فريق مولودية الجزائر من الفوز بنقاط الكلاسيكو رقم 109 بالرابطة المحترفة لكرة القدم، معانقا الفوز رقم 30 في المواجهات المباشرة بالبطولة على مر التاريخ، ومقلصا الفارق إلى 9 انتصارات على “الكناري” الذي يملك 39 فوزا على العميد. كما تمكّن أفضل عنصر فوق أرضية الميدان العربي ثابتي وزملائه، من رفع الحصيلة التهديفية للمولودية إلى 116 هدف.
خاض زملاء القائد أيوب عبد اللاوي، الذي غادر أرضية الميدان مصابا، مواجهة الكلاسيكو الثانية لهم في الرابطة المحترفة بهوية البطل، بعدما ظهروا بوجه قوي أمام زملاء القائد كسيلة بوعالية، مقارنة بلقاء الجولة الثانية من الرابطة المحترفة في الداربي أمام فريق أتليتيك بارادو، الذي انتهى بنتيجة التعادل (1 - 1) في اللقاء الذي احتضنه ملعب علي عمّار المدعو علي لابوانت بالدويرة دون جمهور.
افتتح فريق مولودية الجزائر باب التهديف مبكرا وتحديدا في الدقيقة الثامنة من المرحلة الأولى، عن طريق صانع الألعاب العربي ثابتي، بعد قيادة الجناح الأيسر كيبري زينون هجمة من وسط الميدان، قدم كرة في العمق لصالح زكريا نعيجي، والأخير بكرة عرضية محكمة يقدم كرة على طبق للعربي ثابتي، الذي خرج خلف المدافعين ووضع الكرة في شباك الحارس الشاب سيف بن رابح.
عدّل فريق شبيبة القبائل الكفة من كرة ثابتة التي تعد النقطة السلبية لفريق مولودية الجزائر منذ الموسم المنصرم، حيث وعكس مجريات اللقاء أخطأ الحارس توفيق موساوي في إعادة الكرة إلى زملائه، الكرة تجد المهاجم بواليا الذي توغل داخل منطقة العمليات، لكن القائد عبد اللاوي كان أسرع منه وحوّلها إلى الركنية، التي جاء منها هدف التعديل من صخرة الدفاع محمد أمين مداني الذي ارتقى فوق الجميع ووضع الكرة في الشباك عند (د 42).
ردّ فعل فريق مولودية الجزائر كان سريعا وكاد الزوار أن يسجلوا هدفا آخر في مناسبتين قبل نهاية المرحلة الأولى، وعند العودة من غرف تغيير الملابس، استعاد زملاء الأنيق أيوب غزالة زمام الأمور، وصنعوا أكثر من فرصة سانحة للتهديف، قبل أن يتمكّن الظهير الأيمن محمد رضا حلايمية من ترجمة نسج تكتيكي رائع، بدأ بحلايمية الذي قدم كرة في العمق لصالح زميله نعيجي، الأخير يروّض ويقدّم كرة عرضية قوية داخل منطقة العمليات لزميله ثابتي، الذي بلمسة مميّزة أخرج حلايمية وحيدا الذي وضعها في الزاوية البعيدة مهديا ثلاثة نقاط ثمينة للمولودية في بداية الموسم.
لاعبــو المولوديــة “تحـرّروا” مـن الضّغــط
أكّد زملاء المتألّق زكريا نعيجي بأنهم أمام نادي بارادو كانوا يعانون من الإرهاق جراء المواجهات الأربعة التي خاضوها مع انطلاق الموسم الكروي في رابطة أبطال إفريقيا، وبذلهم مجهودات مضاعفة خصوصا أمام فريق الاتحاد المنستيري التونسي العنيد ذهابا وإيابا، لاقتطاع تأشيرة العبور إلى دور المجموعات من أعرق منافسة كروية قارية، وهو الأمر الذي تسبّب في تعرض 6 لاعبين إلى الإصابة، يتعلق الأمر بكل من (دراوي، ثابتي، مزياني، بوشريط، بايزيد، مرزوقي)، بالإضافة إلى تعرض متوسط الميدان محمد بن خماسة لإصابة أمام أتليتيك بارادو في البطولة.
..وبوميل تفوّق تكتيكـيـا عـلـى بـن شيخــة
تغلّب المدرّب الفرنسي لفريق مولودية الجزائر باتريس بوميل على المدرب المخضرم عبد الحق بن شيخة خلال أطوار المواجهة، حيث استحوذ زملاء الدولي الإيفواري القوي محمد زوغرانا على خط وسط الميدان، وهو الأمر الذي سهّل عليهم التواجد في أكثر من مناسبة بمنطقة العمليات لفريق شبيبة القبائل، الأمر الذي جعل زملاء القوي محمد أمين مداني يتكبدون عناء المواجهة في الخلف، وكلّفهم ذلك تلقي هدفين خلال أطوار اللقاء.استغلّ لاعبو المولودية نقص منافسة رياض بودبوز، وقلة انسجامه مع زملائه في وسط الميدان، بالإضافة إلى تراجع مستويات الظهير الأيسر أحمد معمري، للعودة إلى العاصمة بفوز ثمين سمح لهم إعادة التموقع مع أصحاب المقدمة من البداية.
بــن شيخـة..أربعــة تغيــيرات
شهد الكلاسيكو قيام الطاقم الفني لأصحاب الزي الأخضر والأصفر، بأربعة تغييرات كاملة على التشكيلة الأساسية التي خاضت لقاء الجولة الثانية أمام فريق أولمبيك أقبو، حيث تمّ استبدال الظهير الأيمن فارس نشاط، الذي ارتكب في اللقاء السابق خطأ فادحا بتسببه في ضربة الجزاء، التي عدّل منها المهاجم علي هارون نتيجة المباراة خلال مرحلتها الأولى.
كما قام المسؤول الأول على العارضة الفنية للشبيبة بتغييرين اثنين في وسط الميدان، بإدخال الدولي المالي ساديو كوناتي إلى جانب زميله السابق في فريق سيمبا التنزاني السنغالي أبوباكار سار، وكذا إقحام نجم المنتخب الجزائري السابق رياض بودبوز أساسيا لأول مرة منذ تعاقده مع الفريق مكان المتألق آدم رجم، بالإضافة إلى إعادة المهاجم الكونغولي والتر بواليا إلى التشكيلة الأساسية، بعدما تم إبعاده في المواجهة السابقة.
التغييرات الأربعة التي قام بها بن شيخة تؤكّد بأنه لم يقتنع بأداء بعض العناصر خلال مباراة الجولة الثانية من الرابطة المحترفة لكرة القدم أمام أولمبيك أقبو، وأنه لا يزال يبحث عن التشكيلة المثالية لفريقه، بعدما أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء أمام أ - أقبو بأنه غير راض عن أداء بعض اللاعبين، وهو الأمر الذي جعله يقدم على ثلاثة تغييرات دفعة واحدة قبل انطلاق المرحة الثانية من ذات المباراة.
بـن شيخة: علينا مواصلة العمـل لنكـون أفضـل
أكّد الناخب الوطني الأسبق خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه عقب نهاية المواجهة بأنه مستاء من النتيجة النهائية للمقابلة، موضحا بأنه لا يمكن لفريق يستقبل داخل دياره يتحمل عبء المواجهة منذ بداية اللقاء، أمام منافس أدى مواجهة كبيرة، ولم يترك لاعبيه يفرضون منطقهم على أرضية الميدان. وقال: “قمنا بأخطاء في الدفاع وعلى الرواقين وفي وسط الميدان، هذه هي كرة القدم يجب أن نتقبّل الهزيمة ونواصل العمل”.
وأضاف: “الهزيمة التي تعرضنا لها مرّة لكن فريق مولودية الجزائر يستحق الفوز”، وتابع: “لدينا مجموعة جديدة من اللاعبين والفريق المنافس يملك الانسجام بين لاعبيه، وخاض أربع مباريات في رابطة الأبطال الإفريقية، ونحن بالمقابل خضنا اليوم مواجهتنا الثانية، لكن هذا ليس مبررا لارتكاب كل تلك الأخطاء”.
وعن الوافد الجديد رياض بودبوز، تحدّث: “بودبوز قمنا بالاعتماد عليه لأنه تدرّب مع المجموعة كثيرا وحان الوقت ليدخل المنافسة الرسمية، لم يخيب ولم يكن السبب في الهزيمة، لكن بالمقابل وسط ميداننا كان مشتّتا خاصة في المرحلة الأولى، وهنا علينا العمل لتصحيح هذه الأخطاء”.
وشدّد: “عندما لا تقوم المنظومة الدفاعية بعملها من وسط الميدان، يعاني الدفاع في الخلف، للأسف في هذا اللقاء كنا نتفرج على المنافس خصوصا في المرحلة الأولى”.
بوميــل يجـد تشكيلتـه المثاليـة
في الجهة المقابلة، أجرى الجهاز الفني لأصحاب الزي الأخضر والأحمر ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي لعبت الداربي العاصمي، حيث قام بإبعاد الظهير الأيمن كمال حميدي وأعاد مكانه محمد رضا حلايمية، وقام باستبدال المصاب محمد بن خماسة بالمخضرم الأنيق العربي ثابتي في وسط الميدان، وكذا إعادة الجناح الأيسر الإيفواري كيبري زينون، مكان خرّيج مدرسة مولودية الجزائر أسامة بن حوة الذي لعب اللقاء السابق أساسيا.
وكان مدرب العميد قام بعدة تغييرات على تشكيلته الأساسية في لقاء بارادو، لمنح وقت لعب للبدلاء وإراحة اللاعبين الأساسيين الذين خاضوا مواجهة قوية أمام الاتحاد المنستيري، وكانوا يعانون من بعض الآلام.
وجد المدرب المتوج الموسم المنصرم بلقب الرابطة المحترفة مع فريق مولودية الجزائر تشكيلته المثالية، بعدما لعب لأول مرة منذ انطلاق الموسم الكروي (2024 - 2025) في مقابلته السادسة بكل المنافسات بصانع ألعاب حقيقي، بعدما خاض المباريات السابقة بثلاثة لاعبين مسترجعين في وسط الميدان، أين كان يفاضل بين الرباعي (بن خماسة، زوغرانا، دراوي، بوراس)، وهو السبب الرئيسي في عدم تمكن المولودية من تسجيل أهداف عديدة مقارنة بالموسم المنصرم، حيث كان رفقاء أندي ديلور يسترجعون الكرة بسرعة كبيرة، لكنهم كانوا يعجزون عن إيصالها للمهاجمين.
بوميل: هذا هو الوجه الحقيقي لكرة القدم الجزائرية
كشف المدرب بوميل في بداية المؤتمر الصحفي الذي نشطه في نهاية المواجهة، بأنه سعيد بتحقيق حلمه بمشاهدة الكلاسيكو من هذا الحجم، بملعب عالمي وأرضية رائعة وبمدرجات تكسوها الأخوة والمحبة بين أنصار الفريقين، وأضاف: “هذه هي المباريات التي كنت أحلم بها عندما تعاقدت مع فريق مولودية الجزائر، وهذا هو الوجه الحقيقي لكرة القدم الجزائرية، وأهنئ الجميع على هذه المواجهة “.
وعن تراجع فريقه في نهاية المباراة قال: “في نهاية المواجهة قمت ببعض التغييرات الاضطرارية وأخرى تكتيكية، بلاعبين جدد في الفريق بعضهم متواجد معنا منذ أقل من شهر، ولا زالوا لم يكسبوا معالمهم مع الفريق”.
وأضاف: “أمامنا كان هناك فريق يلعب بعشرة لاعبين على أرضية ميدانه وأمام جمهوره، وكان يبحث عن العودة في النتيجة وضغط بقوة في الربع ساعة الأخير، وهو سبب تراجعنا بعض الشيء”.
وبخصوص تلقّي الأهداف من كرات ثابتة، أوضح: “صحيح أن أغلبية الأهداف التي نتلقاها من كرات ثابتة، وسنواصل العمل على هذه النقطة لتصحيح الوضع”.
امتعض المسؤول الأول على العارضة الفنية لمولودية الجزائر من تمكّن شبيبة القبائل من الضغط على لاعبيه في منطقتهم، وتحصلهم على الركنية التي جاء منها هدف تعديل النتيجة، موضّحا بأن كرة القدم لا تلعب بعرض الملعب بل للأمام، وقال: “الأخطاء التي وقعنا فيها اليوم، ستعطينا برنامج عمل جديد خلال الأسبوع المقبل للعمل على القضاء عليها”.
وعلّل: “مواجهة الكلاسيكو هي مواجهة معيارية بالنسبة لنا منذ انطلاق الموسم، سنبني عليها وسنعمل على تصحيح الأخطاء لنكون أقوى بداية من المواجهة المقبلة أمام شباب قسنطينة”.
وختم: “أشكر اللاعبين على المردود الطيب الذين ظهروا به، وسعيد جدا بالمستوى الذي قدّمه العربي ثابتي، الذي كان دون منازع رجل المقابلة”.