لاستعادة نشوة الاستمتاع بكرة القدم

تشديد العقوبات و التعامل بصرامة مع أي تجاوزات في المستقبل

محمد فوزي بقاص

أضحت ملاعبنا من موسم لآخر تحصد أرواح عشاق الكرة المستديرة ، فقبل وفاة إيبوسي  تعرض العديد من الأنصار  للاعتداء داخل وخارج المدرجات جرّاء العنف الذي يطغى على الملاعب الجزائرية على غرار ما حدث منذ سنتين في لقاء مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة بملعب 5 جويلية أين قتل المناصر المدعو ديغا بطعنات سكين .
أو بسبب لا وعي الأنصار أحيانا مثل ما حدث لمناصر العميد في ربع نهائي كأس الجمهورية منذ سنتين أمام شباب قسنطينة في نفس الملعب، أين هوى من أعلى عمود الإنارة الذي كان يريد تسلقه، لكن ما حدث بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، لا أحد كان يتوقع حدوثه في تلك المباراة، لكنه كان مرتقبا بعدما جانبت الموت كل من باجي في 2001 بعدما طعن وكاد يفقد حياته، وعبد القادر العيفاوي الذي نجا بأعجوبة هو الآخر في ملعب سعيدة.   
ما حدث في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو هو صورة نشاهدها نحن رجال الإعلام في كل المباريات التي نغطيها في كل الملاعب الجزائرية في المحترف الأول وأحيانا نعيش الجحيم حتى أصبحت تلك المشاهد من الروتين، وكم هي أخطر في ملاعب الرابطة المحترفة الثانية وفي الأقسام السفلى، ربما ما حدث يوم السبت المشؤوم بتيزي وزو كان أمرا جد عادي وأقل خطورة بالنظر إلى ما نشاهده عادة في الملاعب الجزائرية، لكن تشاء الصدف هذه المرة في سابقة في كرة القدم الجزائرية أن تسقط روح لاعب يحمل قميص الفريق الأكثر تتويجا في الجزائر على الصعيدين المحلي والقاري، وهو ما زاد من قمة الفاجعة، فالأمر الذي أصاب بيت الشبيبة كان قد يصيب أي فريق من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، خصوصا أن غالبية ملاعبنا لا تتوفر على الشروط الأمنية الكاملة على غرار ملعب عمر حمادي ببولوغين، وملعب 20 أوت بالعاصمة، وملعب إسماعيل مخلوف بالأربعاء، وكذا ملعب إتحاد الحراش بالمحمدية، وملعب أول نوفمبر بتيزي وزو الذي لم تنتهي به أشغال الترميم ما جعل الحجارة متوفرة لدى الأنصار الذين ثاروا بعد هدف ألبيرت إيبوسي، وكانت تلك الحجارة الملقاة قد تصيب أحد المدربين أو لاعبا من الإتحاد أو حتى رجل إعلام، فلا أحد معصوم من الأذى، وملاعبنا أصبحت في الوقت الراهن تخيف أكثر من أي وقت مضى، فهل من مغيث ؟
يوم الثالث والعشرين من أوت 2014 سيبقى وصمة عار على كرة القدم الجزائرية، وهي حادثة قد تحرم الجزائر من استضافة كأس أمم إفريقيا 2017 بعدما قرّرت الكاف نزعها من ليبيا بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك، الجزائر كانت المرشح الأول لاستضافة «كان» 2017 لكن الجزائر خسرت الآن الكثير من النقاط في ملف ترشحها بعد وفاة إيبوسي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024