نجح المنتخب الوطني في العودة بالنقاط الثلاث من مونروفيا، عقب فوزه المستحق على حساب نظيره اللّيبيري ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025، في مباراة حقّق فيها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الكثير من المكاسب الفنية، خاصة فيما يخص حسم خياراته في بعض المراكز.
لمسة بيتكوفيتش بدأت تظهر في الصرامة التي تحلى بها اللاّعبون خلال المباراة، والتركيز الكبير الذي لعبوا به خلال المواجهة، مما سمح لهم بتحقيق انتصار مكنّهم من تعميق الفارق في صدارة المجموعة الخامسة إلى أربع نقاط كاملة.
قد تكون مباراة ليبيريا نقطة البداية لمرحلة جديدة لهذه المجموعة، تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، ورغم كل ما سيقال عن مستوى المنافس، إلا أن العودة بالفوز وبثلاثية كاملة يؤكد أن المنتخب يسير في الطريق الصحيح، والفترة المقبلة ستوضّح الكثير من الأمور.
مدرب المنتخب الوطني دخل المباراة بالخطة التي يحبذها، وهي اللّعب بثلاث مدافعين ومنح الحرّية للظهيرين الأيمن والأيسر من أجل التقدّم، ومنح الإضافة الهجومية وهو ما حدث مع الثنائي المميّز حجام وفارسي، هذا الأخير الذي كان اكتشاف المباراة بدون منازع، خاصّة أنه لعب بدون عقدة وقدّم الإضافة من الناحية الهجومية والدفاعية. اللّعب بثلاث لاعبين في محور الدفاع منح المنتخب التوازن الذي يبحث عنه، رغم أن بيتكوفيتش سيّر وضعية صعبة في وسط الميدان بسبب الإصابات التي تعرّض لها كل من بوداوي وبن ناصر، وهو الأمر الذي جعلهما يضيعان المواجهة الثانية بالنسبة للاعب ميلانو، والتربص بأكمله بالنسبة لنجم نيس. قام مدرب المنتخب الوطني بتغيير الخطة، وبعد أن كانت ملامح اللّعب بثلاث لاعبين في محور الدفاع تظهر تارة، وتختفي تارة أخرى خلال المواجهة الأولى، كانت ظاهرة للعيان خلال المباراة الثانية أمام ليبيريا، حيث لعب المنتخب بكل من ماندي وبن سبعيني إضافة إلى توغاي في الدفاع.
التعليمات كانت واضحة بالنسبة لفارسي وحجام وهي التقدّم نحو الأمام، ومنح التفوّق العددي على مستوى الهجوم، وهو الأمر الذي حدث حيث كان دورهما بارزا سواء في صناعة الهجمات، أو استرجاع الكرات في منطقة المنافس، وهو ما قلّل من الضغط على الخط الخلفي.
اعتمد بيتكوفيتش على طريقة مميّزة فيما يخصّ الوسط والهجوم، حيث كان كل من فارسي وزرقان إضافة إلى زروقي وحجام في الوسط، وأمامهم الثنائي بن رحمة وبن زية وغويري كان وحيدا في الهجوم، إلا أنه تحرك بطريقة أفقية سمحت له بالحصول على أكثر من فرصة.
لم يكن تواجد لاعبين معيّنين في القائمة أمرًا اعتباطيًا، ولكن لأنهم يجيدون اللّعب في هذه الطريقة على غرار بن زيّة وأيضا غويري، دون نسيان فارسي الذي يلعب فريقه كولومبوس الأمريكي بثلاث لاعبين في محور الدفاع، وهو يشارك كظهير أيمن متقدّم، وهو ما مكّنه من معرفة أساسيات هذه الخطة ومنحه الفرصة للتأقلم بسرعة معها.
زرقان.. فارسي وحجام.. أوراق رابحة
عرفت مواجهة ليبيريا مشاركة كل من زرقان وفارسي لأوّل مرّة في التشكيلة الأساسية ونفس الأمر انطبق على حجام الذي لعب لثاني مرّة على التوالي كأساسي بعد أن كان لاعبا احتياطيا لآيت نوري الذي لم يشارك في التربص بسبب الإصابة التي يعاني منها وهو ما جعل الجهاز الفني يقوم بتسريحه.
أكد حجام مرّة أخرى أنه خيار ناجح ومستواه الفنّي قريب من آيت نوري وهو ما يجعل هذا الأخير يحسّ بالخطر على مكانته الأساسية بعد ان تألق لاعب يونغ بويز السويسري خلال مواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا وأصبح خيارا أساسيا بالنسبة لمدرب المنتخب الوطني.
فارسي هو الآخر سيكون حاضرا خلال التربص المقبل بحكم أنه نجح في التأكيد أنه اللاّعب المناسب ليكون بديل عطال الذي انتقل إلى السد القطري ومع لعبه بعض المباريات قبل التربص المقبل سيكون جاهزا من الناحية البدنية حيث سيحظى دون شك بثقة بيتكوفيتش.
آدم زرقان كان أكبر المستفيدين خاصّة أنه تألق في خط الوسط الذي يعدّ ورشة مفتوحة بالنسبة لمدرب المنتخب الوطني الذي لم يحسم بعد خياراته الفنية بخصوص هذا الخط بسبب الغيابات والإصابات، إلاّ أن تألق زرقان جعله يؤكد أن مكانته في التربص المقبل لا نقاش فيها خاصّة بعد أن سجّل هدفا رائعا أمام ليبيريا.
غويري يؤكد علـوّ كعبــه
بدأ اللاعب أمين غويري يجد معالمه مع «الخضر»، حيث نجح في نقل الحالة الإيجابية التي يمرّ بها في فريقه رين إلى المنتخب، بدليل أنه نجح في التسجيل أمام ليبيريا، وكان قريبا من تسجيل هدف آخر لولا سوء الحظ، والقائم الذي حرمه من الثنائية، إلا أن مستواه الفني يؤكد أنه سيكون الخيار الأول في الهجوم بالنسبة لمدرب المنتخب الوطني.
مباراة ليبيريا كانت فرصة بالنسبة لغويري لتقديم امكانياته الفنية الكبيرة، حيث تحرك كثيرا في الشوط الأول، وتحركاته كانت كلها إيجابية، وتموقعه الجيد داخل منطقة الجزاء سمح له بتسجيل هدف، وصنع أكثر من فرصة لزملائه دون نسيان الفرصة التي اصطدمت فيها كرته بالقائم، إضافة إلى التصدّي الرائع للحارس في كرة أخرى.
تألق غويري كان واضحا أنه بسبب الخطة الجديدة، ونجاح المدرب بيتكوفيتش في إيجاد المركز المناسب له، كما نجح من قبل مع عوار عندما وجد له مركزه الملائم في المنتخب، ويبدو أن غويري سيكون في الفترة المقبلة، هو المهاجم الأوّل في المنتخب بما أنه يسجل في كل مباراة.