مواجهة اليوم فرصة لتحقيق الكثير مـن المكاسب

نحو الاعتمـاد علـى 3 لاعبــين فـي محور الدفـاع

عمار حميسي

 يواجه المنتخب الوطني نظيره منتخب غينيا الإستوائية، سهرة اليوم، بملعب ميلود هدفي بوهران،  في إطار مباريات الجولة الأولى لتصفيات كأس أمم افريقيا 2025، حيث سيكون الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تحت المجهر خلال هذه المواجهة، التي سيكون عليه الفوز بها بالنتيجة والأداء، والأكثر من هذا الإقناع الفني.

تكتسي مواجهة غينيا الاستوائية أهمية كبيرة بالنسبة للناخب الوطني، حيث أن بيتكوفيتش تجاوز مرحلة «التعارف» بما أنه أصبح يعرف التعداد جيدا، ويدرك قيمة كل لاعب وما يستطيع تقديمه، وهو ما قد يجعله يستجيب لقناعاته الفنية، من خلال الاعتماد على التشكيلة التي تستطيع النجاح مع رؤيته الفنية، علما أنه من المدربين الذين يفضلون خطة اللعب بدفاع ثلاثي ومنح حرية للظهيرين الأيمن والأيسر. خلال المباريات الأولى له مع المنتخب الوطني فضل بيتكوفيتش اللعب بدفاع مكون من أربعة لاعبين، وهو الأمر الذي يختلف مع رؤيته، ويبدو أنه لم يكن يريد المغامرة من البداية، خاصة أن اللعب بهذه الطريقة يتطلب الوصول إلى درجة معينة من التكامل والانسجام، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد مع المنتخب، بحكم أن بيتكوفيتش لم يصل بعد إلى التشكيلة المثالية التي يريدها.
القائمة الحالية التي ستكون معنية بمواجهتي غينيا الإستوائية وليبيريا، توحي بأن بيتكوفيتش سيقوم بتغيير الخطة من خلال اللعب بطريقته المفضلة، وهي ثلاثة لاعبين في المحور، ومنح حرية هجومية للاعبي الرواقين الأيمن والأيسر مع كثافة على مستوى خط الوسط، وهو ما يمنح العديد من الحلول للاعبي الهجوم.
في القائمة الحالية نجد اللاعبين الذين يلعبون على الرواقين الأيمن والأيسر لديهم نزعة هجومية، في صورة عطال الذي يتواجد بدون فريق ومشاركته مستبعدة، لكن حضوره كان من أجل التعود على الخطة، حتى تسهل عليه الأمور خلال التربص المقبل، بحكم أنه يكون على دراية بكيفية التحرك في الخطة الجديدة، والواجبات الدفاعية والهجومية التي سيقوم بها.
يتواجد إلى جانبه فارسي المحترف في البطولة الأمريكية، والذي يجيد هو الآخر التوغل في الهجوم، ونفس الأمر ينطبق على الجهة اليسرى من خلال تواجد خاسف الذي لعب كجناح أيسر في بدايته مع النصرية، قبل أن يتحول إلى مدافع أيسر له نزعة هجومية، إضافة إلى آيت نوري الغني عن التعريف في اللعب الهجومي مع فريقه ولفرهامبتون.
الاستثناء الوحيد يبقى حجام الذي يلعب بتوازن أو بمعنى أصح مدافع أيسر تقليدي، وتواجده في القائمة كان منتظرا بحكم أنه يمر بفترة ممتازة مع فريقه يونغ بويز السويسري، وهو يجيد أيضا اللعب كمدافع ثالث في خطة الدفاع بثلاثة لاعبين، وتولى هذه المأمورية خلال المواجهة امام منتخب جنوب افريقيا، حين تم «دفع» آيت نوري إلى الأمام ولعب حجام كمدافع ثالث.  
تواجد ماندي الذي يجيد اللعب في الجهة اليمنى من الدفاع يجعله أكثر اللاعبين ترشيحا لتشكيل أضلاع المثلث الدفاعي، إضافة إلى بن سبعيني الذي سيميل إلى الجهة اليسرى، واستغلال العمق الدفاعي الذي يلعب به مداني الذي يمتلك حظوظا كبيرا ليكون ثالث أضلاع الدفاع. فارسي وحجام يمتلكان الفرصة للتواجد في التشكيلة الأساسية، من خلال استغلال الإمكانيات الهجومية لكل لاعب، ومنحهما الحرية للتقدم نحو الأمام وهو ما يصنع الكثافة العددية، ولكن مع كل هذا سيكون هناك عمل كبير ينتظر لاعبي الوسط فيما يخص التغطية، وهنا يظهر دور لاعب مثل بن ناصر.
تواجد بن ناصر وزروقي إضافة إلى زرقان فقط من يملكون القدرة على العودة والمشاركة في العمل الدفاعي، معناه أن بيتكوفيتش سيكثف من العناصر التي تجيد التقدم بالكرة، والدليل على هذا دعوة لاعب مثل قندوسي لخلافة بوداوي، رغم أنه صانع ألعاب وليس له الكثير من النزعة الدفاعية.
الخيارات متعددة بالنسبة للناخب الوطني في مجال صناعة اللعب، وبالتالي سيكون اللاعب الذي سيتولى مأمورية التسجيل أمام كم هائل من الكرات في العمق، بسبب تواجد أكثر من صانع ألعاب، مما يجعله مطالبا بالتركيز من البداية وتفادي تضييع أي كرة. دون شك سيكون لعوار دور في المباراة رفقة غويري في ظل إصابة عمورة، فإن غويري وعوار سيكونان الحلقة المهمة في مجال صناعة اللعب، حيث لا يريد بيتكوفيتش تضييع فرصة استغلال الحالة المميزة التي يمر بها نجم إتحاد جدة السعودي، في ظل توهجه مع فريقه الجديد. غويري هو الآخر يمر بأفضل حالاته، وهو ما يجعله مطالبا بنقل هذه الحالة الإيجابية التي يمر بها من النادي إلى المنتخب، ولن يجد أفضل من مباراة غينيا الإستوائية من أجل التعبير عن امكانياته بأفضل طريقة ممكنة، والتأكيد على أنه إضافة مهمة للمنتخب الوطني خلال هذه الفترة. نجم نادي الشمال القطري بغداد بونجاح سيكون هو الآخر تحت المجهر، في ظل تواجده في لياقة عالية مع فريقه الجديد، وسيتولى دون شك مأمورية قيادة الهجوم بحكم أنه رأس الحربة التقليدي الوحيد الموجود في التشكيلة، بعد استبعاد بيتكوفيتش للمهاجم الآخر بكرار من القائمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024