الألعاب الأولمبية (باريـس 2024)

تتويجات مستحقة لكـل مـن نمـور.. خليف وسجاتي

نبيلة بوقرين

اختتمت الألعاب الأولمبية بباريس 2024 التي جرت من 26 جويلية إلى 11 أوت والتي نالت خلالها الجزائر 3 ميداليات، منها ذهبيتين لكل من كيليا نمور وإيمان خليف وبرونزية لجمال سجاتي، ثلاثي أعاد الرياضة الجزائرية لمنصة التتويج التي غابت عنها خلال دورة طوكيو 2021، بسبب عدم التحضير الجيد نظرا لتداعيات جائحة كورونا.. إنجاز يضاف لسجل الرياضة الجزائرية خاصة بالنسبة للجمباز والملاكمة النسوية من خلال كتابة التاريخ بأحرف من ذهب.

كيليا نمور وإيمان خليف تمكنّ من تحقيق ميداليتين ذهبيتين تاريخيتين في الجمباز الفني والملاكمة النسوية على التوالي، بعد نتائج مشرفة منذ بداية المنافسة إلى غاية التتويج ورفع الراية الوطنية عاليا وإسماع النشيد الوطني قسما في سماء باريس، وبحضور جماهيري قياسي من طرف الجالية الجزائرية التي صنعت أجواء خيالية ستبقى راسخة في اذهان كل من تابع الأولمبياد، بعد الموقف الذي عاشته إيمان خليف والحملة المسعورة من أطراف ناقمة أرادت إخراجها من المنافسة، نفس الوضع بالنسبة لجمال سجاتي المتوج ببرونزية 800 متر، إلا أن الإرادة كانت فوق كل شيء والهدف المنشود كان النقطة الأبرز للثلاثي وهو الصعود لمنصة التتويج.

 نمـور: الجزائـر قدّمت لـي كـل شيء للتتويـج

المأمورية لم تكن سهلة أمام فراشة الجمباز الجزائري كيليا نمور التي عاشت ضغطا كبيرا بعدما قررت تمثيل بلدها الأم الجزائر، ورغم كل الضغوطات إلا أن صاحبة الـ17 عاما حافظت على تركيزها وكتبت اسمها بأحرف من ذهب في قائمة الكبار وقالت في هذا الصدد «جد فخورة بإهداء الجزائر أول ميدالية أولمبية في الجمباز والتي كانت بعد عمل كبير دام لسنتين ونصف، بمرافقة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الجزائرية ومساندة الجمهور الجزائري الذي قدم لي الدعم، والقادم أفضل وسأعمل على تحقيق نتائج مشرفة مستقبلا».

 أرادوا تحطيمهـــا.. فبنـوا لها جسـرا للتتويـج..

أما ملكة القفاز الجزائري إيمان خليف التي نالت ذهبية الـ66 كلغ التي كانت الاستثناء وصنعت الحدث بعد كل الأمور غير الرياضية التي طالتها والتي لا علاقة لها بالقيم الإنسانية ولا القوانين الأولمبية، إلا أن ذلك لم يزدها الا عزيمة وإرادة وكان ردها فوق الحلبة أين أعطت درسا في التحدي والروح الرياضية، لأنها بنت طموحة وبعد عمل دام لـ8 سنوات حققت حلم الطفولة بجدارة واستحقاق وأسكتت كل الناقمين وقالت «أنا اليوم جد فخورة بما قدمته خلال الألعاب الأولمبية بباريس وأهديت بلدي الميدالية الذهبية وأسمعت النشيد الوطني قسما في قاعة رولاند غاروس بباريس.. وأشكر كل من ساندني من قريب أو من بعيد وسأواصل العمل من أجل تحقيق الأفضل في قادم المواعيد بحول الله.. وتحيا الجزائر».

 سجاتـي.. برونزيــة مستحقة

من جهته العداء جمال سجاتي وبعد أن قطع سباقي الدور التصفوي ونصف النهائي في المركز الأول في مسافة 800 متر، كان صاحب ثالث أفضل توقيت في هذه الطبعة ونال البرونز بجدارة بالنظر لسرعة السباق وقوته ورغم أنها أول مشاركة له ضمن الحدث، إلا أنه قال كلمته وحافظ على التوقيت الخاص به حيث يعتبر أفضل عداء جزائري وصاحب خامس أفضل توقيت في تاريخ هذه المسافة، وأكد أنه سيعمل لتحويل الميدالية للمعدن النفيس في قوله «فخور بالنتيجة التي حققتها وأشكر كل من رافقني في التحضير والمستوى الذي وصلت له وسأعمل أكثر لتحقيق الذهب في الأولمبياد القادم».
دورة باريس كانت فرصة من أجل معرفة المستوى الحقيقي للرياضيين الجزائريين لأنها المحطة الأولمبية هي الأكبر من ناحية المستوى، والتي كانت جد مهمة للمدربين والتقنيين لتقييم العمل الذي قاموا به رفقة الرياضيين منذ العودة من أولمبياد طوكيو 2021، لأن الهدف الأول والمباشر من موعد باريس تدارك الأمور والعودة لمنصة التتويج خاصة أن الدولة الجزائرية وفرت كل الإمكانيات والظروف بمتابعة شخصية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ولهذا فإن الرياضيين كانوا في الرواق الأمثل من أجل تشريف الراية الوطنية في أكبر حدث رياضي يقام كل أربع سنوات.
الطريق نحو أولمبياد باريس انطلق منذ الألعاب المتوسطية بوهران 2022 التي كانت المحطة التي برز خلالها عدد كبير من الرياضيين الذين علّقت عليهم آمال كبيرة من أجل تشريف الراية الوطنية، وتلتها عديد المحطات افريقية، عربية وعالمية وملتقيات كبرى في عديد الاختصاصات عرفت افتكاك 46 تأشيرة نحو الحدث الأولمبي بباريس، الذي يعتبر حلم كل رياضي في مشواره ما جعلهم يقدمون كل ما لديهم في الميدان وهناك من تألق وحقق نتائج مشرفة وآخرين لم يسعفهم الحظ لأن المستوى عالي جدا وهناك بعض الدول تملك تقاليد في بعض الاختصاصات.
بداية المنافسة الرسمية كانت في اختصاص البادمينتون أو الريشة الطائرة التي كانت ممثلة بالشقيقين معمري كسيلة وتنينة في الزوجي مختلط، حيث خرج من الدور الأول بعد الانهزام في اللقاءات الثلاثة للمجموعة الثانية، تواصل الإقصاء من الدور الأول مع كل من مهدي بولوسة في اختصاص الرمي بالمسدس 10 أمتار، نهاد بن شادلي التي حقّقت ذهبية البطولة الأفريقية في التجذيف اختصاص فردي وزن ثقيل خرجت من الدور الأول وأنهت المنافسة في المركز الـ25، سمير بوشارب في الرماية بالمسدس لم يتمكن من المرور للدور الثاني رغم خبرته، الملاكمة التي تأهّلت بخمس أسماء أقصي كل من يوغرطة آيت بقة، مراد قاضي، حجيلة خليف، روميساء بوعلام من أول منازلة لهم.
في حين عرفت أم الرياضات تأهل 8 أسماء في مختلف الاختصاصات في سابقة أين تمكنت زهرة تاتار من التواجد ضمن الحدث الأولمبي لأول مرة في اختصاص رمي المطرقة لكنها خرجت من الدور الأول، أسامة خنوسي في اختصاص رمي القرص فشل في تكرار النتيجة التي حققها في البطولة الأفريقية بالكاميرون حيث كانت محاولاته الثلاثة خاطئة. أما أمين بوعناني رغم مروره للدور الاستدراكي في سباق 110 متر حواجز إلا أنه فشل في التأهل لنصف النهائي، نفس النتيجة بالنسبة لبلال ثابتي في 3000 متر موانع، في حين ودع سليمان مولى المنافسة من الدور الأول في سباق 800 متر بالنظر لتراجع مستواه كثيرا بسبب الإصابة التي أبعدته عن التدريبات.
أما غواند محمد علي تمكّن من التأهل الدور نصف النهائي لكنه اكتفى بذلك بعدما فشل في التأهل للنهائي في سباق 800 متر. أما المصارعة المشتركة كانت بمثابة المفاجأة غير المنتظرة بعدما خرج أغلب الرياضيين من الدور الأول بما فيهم أصحاب الخبرة على غرار عبد الكريم فرقات الذي شارك للمرة الثانية في الحدث الأولمبي بنتيجة عدم التكافؤ. نفس الوضع بالنسبة لفاتح بن فرج الله، فادي روابح وعبد الكريم اوكالي وإسحاق غايو خرجوا أيضا من الدور الأول رغم مشاركتهم في منازلات الاستدراك، أما المفاجأة الكبرى بشير سيد عزارة الذي كان الجميع ينتظر منه الصعود لمنصة التتويج، لكن قوة المنافسة حالت دون ذلك، من جهتهما ابتسام دودو التي انهزمت في الدور الأول في حين انسحبت شيماء عويشي.

 بيدانـي لم يتمكّـن مـن تحقيــق الهـدف..

بينما انسحب وليد بيداني من الدور الأول بعدما تعرّض للإصابة من أول محاولة في اختصاص رفع الأثقال، حيث كان يطمح لتحقيق نتيجة مشرّفة بعدما حرمه فيروس كورونا التتويج في موعد طوكيو، في حين تمكّن السباح جواد صيود من التأهل للدور نصف النهائي في اختصاص 200 متر متنوع ليكون بذلك ثاني جزائري يبلغ هذا الدور بعد ايلاس، فيما خرجت نسرين مجاهد في 100 متر حرة من الدور الأول، أما المبارزة كانت النتيجة متوقّعة حيث خرج جميع المشاركين من الدور الأول والأمر يتعلق بكل من كوثر بلكبير، سوسن بوضياف، زهرة كحلي، شيماء بن ضودة وسليم هروي.. الجيدو الجزائري الذي كان حاضرا بثلاث أسماء دريس مسعود وليلي محمد المهدي عرف تأهل أمينة بلقاضي للدور الثاني.
إلا أن الموعد عرف تحقيق نتائج إيجابية بالنسبة لبعض الاختصاصات أين تمكّن سيدعلي بودينة من تحقيق المركز الـ18 من مجموع 25 مشاركا في اختصاص التجذيف فردي وزن ثقيل، أما ياسر تريكي تمكّن من التأهل للدور النهائي في اختصاص الوثب الثلاثي لكنه اكتفى بالمركز السابع، كارول بوزيدي كانت في الموعد رغم قوة المنافسة وتمكّنت من التأهل لنصف نهائي مسابقة كاياك سلالوم وافتكت المركز السابع بجدارة حيث كانت المشاركة الأولى للجزائر في هذا الاختصاص، وبهذا فإن النتائج المحققة بالنسبة لأغلب الاختصاصات يجب أن يتمّ الوقوف عندها من طرف المسؤولين والتقنيين بهدف تصحيح النقائص والسلبيات للانطلاق نحو الأفضل في قادم الاستحقاقات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024