أحاسيـس الفـرح امتزجت بالفخــر بمـــا حققّتـــه بطلتنـا الأولمبيـة
كشف رئيس اللّجنة المديرة للاتحادية الجزائرية للجمباز سيد علي زعتر، أن الميدالية الذهبية التي تحصلّت عليها البطلة الجزائرية كيليا نمور، جاءت بعد عمل لمدّة سنتين من طرف الرياضية والجهاز الفني المشرف عليها، وكانت النتيجة في الأخير الحصول على أوّل ميدالية جزائرية وعربية وإفريقية في رياضة الجمباز .. زعتر فتح قلبه لـ»الشعب»، فكان هذا الحوار..
- الشعب: مبروك الميدالية الذهبية لنمور..كيف كان إحساسكم بعد تتويج بطلتنا الأولمبية؟
زعتر: مبروك لنا جميعا وللجزائر هذا الإنجاز التاريخي الذي ربما لم يكن أحد ينتظره، والإحساس لا يمكن وصفه حيث امتزجت أحاسيس الفرحة والفخر بما حققته هذه البطلة الشابة، التي أصبحت محل فخر كل الشباب الجزائري وأكدّت مرّة أخرى أن الجزائر لديها الكثير من الإمكانيات والمواهب في مختلف المجالات، لتكون رائدة على مستوى العديد من الاختصاصات الرياضية والدليل ما تم تحقيقه على مستوى رياضة الجمباز، التي تعدّ من الرياضات التي ليس لدينا فيها تقاليد كبيرة، وحتى على المستوى العربي والإفريقي بحكم أن المدارس والدول المسيطرة على هذه الرياضة معروفة، واليوم الجزائر تتواجد معهم بفضل كيليا نمور.
- كيف كانت التحضيرات لأولمبياد باريس بالنسبة لكيليا نمور؟
العمل من أجل الحصول على ميدالية مهما كان لونها في الأولمبياد، لن يكون بين ليلة وضحاها، وبالنسبة لكيليا، فقد حظيت برعاية كبيرة من طرف الدولة الجزائرية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة التي خصصت لها منحة مالية مهمة من أجل التحضير لهذا الموعد الكبير، لأننا كنا نعلم أننا نستثمر في شابة لديها كثير من الإمكانات، وكنا ننتظر منها الكثير، لكن بدون عمل واهتمام فان الموهبة تزول، والعكس حدث مع نمور التي امتلكت الموهبة ومنحناها الاهتمام والرعاية اللازمة، من خلال توفير كل ما يلزمها، وهذا بالتنسيق مع الجهاز الفني المشرف عليها حيث وفرنا لهم كل ما يلزم، هذا من الناحية اللوجيستيكية، أما من الناحية الرياضية، فقد انقسمت تحضيراتها من تدريبات ومشاركات في مختلف المنافسات الدولية، التي كانت تمثل محطة مهمة للتحضير والجهاز الفني كان يقوم في كل مرة بتقليص الفجوة بين نمور ومنافساتها، بإصلاح النقائص لغاية الوصول إلى المستوى المثالي الذي ظهرت به في الأولمبياد، ونجحت عن جدارة واستحقاق في الفوز بالميدالية الذهبية.
- كيف كان المستوى الفنّي.. وهل كنتم تتوقّعون التتويج بالذّهب؟
المستوى الفنّي لرياضة الجمباز مرتفع جدًا، وهذا بحكم التطوّر الكبير الذي عرفته هذه الرياضة، من خلال استعمال أجهزة ووسائل متطوّرة في عملية التحضير والتدريبات، وهذا من أجل الرفع من درجة لياقة وقوّة الرياضي ليكون في الموعد، وبالنسبة للألعاب الأولمبية، أعتقد أننا كنا نتوقع ميدالية من نمور، لكن على هذا المستوى كل شيء ممكن وهناك رياضيين كانوا في المنافسة ولم يكونوا معروفين من قبل، والعكس، هناك من كان مرشحًا قبل المنافسة وفي الأخير فشل وخرج خالي الوفاض، وهو ما جعلنا لا نُصدر أحكاما مسبقة مع الحديث بتفاؤل حول مشاركة نمور في الألعاب الأولمبية، وهذا للحفاظ على تركيزها لتحقيق الهدف المنشود، وفي الأخير نجحت في تشريف الراية الوطنية والجمباز الجزائري.
- كيف يمكن الاستثمار في بطلة مثل كيليا نمور؟
الاستثمار في بطلة مثل كيليا نمور يكون من خلال توفير كافة الإمكانات، من الناحية اللوجيستيكية يكون بمواكبة التطوّرات التي تعرفها عملية التحضير، واستغلال الأجهزة المستعملة في هذا المجال، والتي يتم تطويرها من فترة لأخرى ومن الناحية الرياضية، يكون من خلال أخذ فكرة دورية على مستوى المنافسة والبحث عن البقاء في المقدّمة في كل منافسة رياضية تشارك فيها، وأعتقد أنه مع الاستمرارية في المنافسات المقبلة، فهي قادرة على تشريف الجزائر في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة، في 2028 التي ستجري في لوس أنجلس الأمريكية.
- تشرفون على اللّجنة المديرة لاتحادية الجمباز.. هل هناك جديد بخصوص إعادة هيكلة الاتحادية في الفترة المقبلة؟
أولا، النجاح في هذه المهمة كان بفضل وتوفيق من الله، ولقد تلقينا الدعم الكبير من أعضاء اللجنة المتواجدين معي، حيث سنعمل سويا إلى غاية نهاية السنة أين سيتم تنظيم الجمعية العامة الانتخابية لاختيار رئيس اتحادية جديد، وقبل ذلك تكون هناك جمعيات عامة انتخابية على مستوى الرابطات الولائية، وأعتقد أنه بدعم وزارة الشباب والرياضة نستطيع دخول مرحلة جديدة بكل راحة، والنجاح الحالي سيساهم لا محالة في منح القوّة اللاّزمة لهذه الرياضة في الجزائر.