تواجه سهرة اليوم الملاكمة الجزائرية إيمان خليف نظيرتها التايلاندية جانجام سوانافينغ، ضمن الدور نصف النهائي لدورة الملاكمة للألعاب الأولمبية بباريس في وزن 66 كلغ، والتي ستكون بداية من الساعة 21:34، حيث تطمح نجمة الملاكمة الجزائرية إلى تحقيق الفوز أمام منافستها من أجل المرور للدور النهائي من هذا الموعد الكبير لتحقيق هدفها المباشر المتمثل في التتويج بالذهب.
الهدف بالنسبة لإيمان خليف ضمن مواجهة نصف النهائي هو الفوز بالمنازلة، حيث تملك خليف الإمكانيات التي تسمح لها بتحقيق ذلك، إضافة إلى الإرادة والعزيمة القوية التي أظهرتها خلال الحدث الأولمبي بعدما تخطت كل العراقيل، خاصة أن ممثلة الملاكمة النسوية الجزائرية تعرف جيدا منافستها بما أنهما تقابلا في الدور نصف النهائي ضمن بطولة العالم 2023 التي جرت بالهند، والتي فازت بها خليف بجدارة واستحقاق قبل أن يتم إقصائها بطريقة تعسفية من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة.
بهذا فإنّ خليف أمام مهمة إثبات تفوقها مجددا على منافستها التايلاندية خلال منازلة اليوم، التي ستكون مليئة بالإثارة بين ملاكمتين تعرفان بعضهما جيدا، المأمورية ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة بالنسبة لابنة الجزائر التي ضمنت أول ميدالية أولمبية للجزائر بعدما تجاوزت الدور ربع النهائي بجدارة يوم السبت الماضي.
وصول خليف للدور نصف النهائي كان بعدما فازت على الايطالية انجيلا كاريني في الدور ثمن النهائي بسهولة، وبعدها تجاوزت الفليبينية ايرا فيلغاس في منازلة عرفت سيطرة كلية لابنة مدينة تيارت، لتضرب موعدا للتايلاندية جانجام سوانافينغ وعينها على تكرار الفوز ضدها مثلما فعلت في بطولة العالم بالهند.
سبق لخليف أن حقّقت المركز الخامس ضمن الألعاب الأولمبية الماضية بطوكيو، لتعود بقوة أكبر وخبرة أكثر من السابق وعينها على المعدن النفيس، ورفع الراية الوطنية عاليا وإسماع النشيد الوطني قسما في سماء باريس، بعدما كانت الجمبازية كيليا نمور في جهاز العارضتين المتوازيتين مختلفتي الارتفاع قد حققت ذلك يوم الأحد الماضي.
تحــدّت الصّعـــاب لتصـل إلى هدفها
للإشارة، فإنّ إيمان خليف تحدّت الصعاب منذ صغر سنها بسبب الظروف الصعبة التي واجهتها، ولكنها لم تتوقف وعملت على تحقيق حلمها في أن تصبح رياضية مميّزة، ورغم أنها كانت تسعى أن تصبح لاعبة كرة القدم، إلا أنها تعلّقت بعد ذلك برياضة الملاكمة لتنطلق رحلتها في عالم الفن النبيل في سن مبكرة جدا، وبعد وصولها للمنتخب الوطني فتحت الأبواب امامها عن طريق المدرب شعوة الذي رافقها في مختلف المراحل لتنال عديد الألقاب الأفريقية وميداليات في الملتقيات الدولية، وبعد اكتشافها للأجواء الأولمبية سنة 2021 بطوكيو، ضاعفت مجهوداتها لأنّ المستوى العالي يتطلب مجهودا أكبر، ومنذ عودتها لم تتوقف عن التحضيرات حتى حققت أول ميدالية عالمية في بطولة العالم بتركيا 2022 بإحرازها الفضية.
لم تكتف إيمان خليف بفضية بطولة العالم لأنّه بعد أيام قليلة فقط أضافت ذهبية الألعاب المتوسطية بوهران 2022، وبعدما نالت عديد الألقاب في مختلف الاستحقاقات جاء الدور على الحدث الأولمبي بباريس، ورغم أنّها ضمنت ميدالية للملاكمة الجزائرية التي ظلت غائبة منذ عدة سنوات عن منصة التتويج من أولمبياد سيدني عن طريق محمد علالو الذي كان آخر ملاكم يتوج أولمبيا، إلا أن خليف تريد تحويل الميدالية للمعدن النفيس بتأكيد منها في قولها: «الحمد لله تمكنت من ضمان ميدالية أولمبية للجزائر..لكن هدفي المباشر الفوز بالذهب خاصة بعد الدعم الكبير من الجمهور الجزائري، وما زادني فخرا واعتزازا متابعة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لمشواري، وتهنئته لي بعد تحقيق التأهل وهذا يحفزني أكثر لتقديم الأفضل».
كما صرّحت ايمان خليف قبل مواجهة نصف النهائي، حيث دعت لضرورة التحلي بالروح الرياضية بعيدا عن الأمور التي تؤذي الرياضيين في قولها «أوجّه رسالة لكل شعوب العالم للتمسك بالمبادئ والقيم الأولمبية، بعيدا عن التنمر على الرياضيين لأن ذلك بإمكانه تدمير أشخاص، وأنا بنت طموحة منذ صغري وهدفي الألعاب الأولمبية وتحقيق ميدالية، وسأواصل العمل من أجل بلوغ ذلك، وأشكر كثيرا رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ الذي دعمني، ووجّه لي رسالة شخصية بعد الحملة التي تعرضت لها».
توماس باخ يبعث رسالة تشجيعية لخليف
من جهته رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ بعث رسالة تشجيعية للملاكمة إيمان خليف عبّر خلالها عن مساندته ودعمه لها في هذه المنافسة، حيث أعرب توماس باخ عن دعمه المطلق لها بعد الهجمات غير المبررة التي تعرضت لها، قال فيها «عدد كبير جدًا من الناس قد شهدوا المعاملة السيئة التي تعرضتِ لها لمجرد مشاركتك في مسابقة أولمبية ومتابعتك لحلمك الأولمبي. لا ينبغي لأي رياضي أن يكون هدفًا لمثل هذه الهجمات، وآمل أن تتمكني من التغلب على هذه الهجمات وتستمري في المشاركة في مسابقات الملاكمة رغم هذا الجدال غير المبرر».
واصل رئيسي اللجنة الأولمبية الدولية قائلا «أعضاء فريق الحماية في اللجنة الأولمبية الدولية قد اتصلوا بإيمان لتقديم لها كل الدعم، ووضع مختلف الأدوات تحت تصرفها لمساعدتها في البقاء بعيدة عن كل هذه الحملة..وفي الختام أعرب عن مودتي وتشجيعي لها لتبقى قوية وتركز على أدائها الرياضي متمنيا لها كل التوفيق في مسيرتها».
المصارعـة النّسويـة حاضـرة
من جهة أخرى وبعد التأهل التاريخي للمصارعة النسوية الجزائرية للألعاب الأولمبية باريس 2024، فإن الانطلاقة ستكون مع المتألقة ابتسام دودو في وزن 50 كلغ التي تطمح لتجاوز الدور ثمن النهائي من أجل ضمان التنافس على إحدى الميداليات، خاصة أن الاتحادية الجزائرية للمصارعة المشتركة برمجت تحضيرات في أعلى مستوى للرياضيين منذ تحقيق التأهل للأولمبياد. من جهته عبد الكريم اوكالي في اختصاص المصارعة الاغريقو رومانية سيدخل اليوم المنافسة في وزن 77 كلغ، وبعدما تألق في المواعيد الأفريقية يطمح لتسجيل أفضل نتيجة في أول مشاركة أولمبية له، سيدخل أيضا فادي روابح صاحب ال 23 سنة المنافسة الأولمبية اليوم في وزن 97 كلغ.
في حين خرج أمس أسامة خنوسي في ألعاب القوى من الدور الأول في اختصاص رمي القرص بعد ثلاث محاولات خاطئة، حيث كان بعيدا كل البعد عن مستواه الحقيقي الذي ظهر به في آخر بطولة أفريقية بدوالا الكاميرونية عندما حقق نتيجة مميّزة ليكون بذلك ثالث جزائري يودع الألعاب الأولمبية بباريس في اختصاص ألعاب القوى بعد كل من زهرة تاتار في رمي المطرقة وأمين بوعناني في سباق 110 متر حواجز.
برنامج الرياضيّين الجزائريّين اليوم
ألعاب القوى - ملعب «ستاد دو فرانس»:
سباق الاستدراك 110 متر حواجز-رجال:
المجموعة الثانية : أمين بوعناني (ابتداء من 50 : 09)
ملاكمة - ملعب «رولان غاروس»:
نصف النهائي - سيدات (أقل من 66 كلغ) :
إيمان خليف (الجزائر) - جانجاييم سوانافينغ (تايلندا) (30 : 21)
مصارعة حرّة - «آرينا شون دو مارس»:
- مصارعة اغريقية رومانية / (77 كلغ) ثمن النهائي:
عبد الكريم وكالي
- مصارعة إغريقية رومانية / (97 كلغ) ثمن النهائي:
فادي روابح
- مصارعة نسوية / (50 كلغ) ثمن النهائي:
ابتسام دودو.
