كشف خير الدين عوجان رئيس الاتحادية الجزائرية للتجديف والكانويكاياك في حوار لـ«الشعب”، أن الحصول على ميدالية أولمبية يبقى أمرا صعب المنال بسبب المستوى العالي للمنافسة، ويتطلب هذا الأمر العمل باستمرار من خلال تحسين الترتيب في كل مرة، لغاية الوصول إلى المراكز الأولى على مستوى هذه المنافسة في بطولة العالم والألعاب الأولمبية.
في سياق متصل، أكد أوجان أن الاتحادية تراهن كثيرا على ممثلينا في الألعاب الأولمبية، من خلال تحقيق الهدف الرئيسي من المشاركة والمتمثل في تحسين الترتيب العام على المستوى العالمي، وهو الأمر الذي يخدمهم كثيرا تحسبا للاستحقاقات المقبلة ويمكن البناء على هذه النتائج لتحقيق أهداف أخرى.
- ”الشعب”: كيف كانت تحضيراتكم قبل المشاركة في الألعاب الأولمبية؟
عوجان: في البداية أشكر جريدة “الشعب” على اهتمامها بهذه الرياضة، وبخصوص سؤالكم حول عملية التحضير للألعاب الأولمبية فقد كانت في المستوى، حيث تلقت الاتحادية الجزائرية للتجديف والكانويكاياك كل الدعم المالي والمعنوي من طرف وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، من أجل توفير كافة الإمكانيات اللازمة للرياضيين من أجل الظهور بشكل مشرف خلال الألعاب الأولمبية، الجارية وقائعها بالعاصمة الفرنسية باريس، والتحضير لهذا الحدث لم يكن في فترة قصيرة وإنما انقسم على مراحل حيث كانت المشاركة في الأحداث الرياضية القارية والإقليمية، جزءا مهما في عملية التحضير للألعاب الأولمبية كمرحلة أولى قبل الدخول في المرحلة الأخيرة التي دامت سنة كاملة، حيث تمّ توفير ظروف تحضير ممتازة للثلاثي سيد علي بودينة ونهاد بن شاذلي، إضافة إلى كارول بوزيدي. وكانت بطولة إفريقيا التي جرت في تونس أكتوبر 2023 والتي تُوّج بها بودينة وبن شاذلي، مرحلة مهمة للتحضير قبل برمجة بعض التربصات، التي كانت مهمة بالنسبة للثلاثي تحسبا لدخول غمار الألعاب الأولمبية.
- هل بإمكان رياضيينا في هذا الاختصاص التتويج بميدالية؟
هناك من يعتقد أن الفوز بميدالية أولمبية أمر سهل خاصة في منافسة التجديف والكانويكاياك، فمستوى المنافسة مرتفع للغاية وهناك دول كثيرة لديها تقاليد عريقة في هذه المنافسة ومدارس خاصة لتكوين الرياضيين تتوفر على إمكانيات خارقة، إضافة إلى تواجد مدربين لديهم قدرة كبيرة على الرفع من جاهزية الرياضيين، كل هذه العناصر تساهم في إعطاء الرياضي الدفعة اللازمة ليكون حاضرا يوم المنافسة، لكن بخصوص المشاركة في الألعاب الأولمبية أعتقد أن التتويج بميدالية أولمبية في التجديف والكانويكاياك أمر صعب للغاية، خاصة أن التصفيات الأولى عرفت إخفاق بودينة وبن شاذلي بسبب تواجدهما في مجموعة صعبة للغاية، حيث تواجد بودينة في مجموعة تضمّ كل من منتخبات بلجيكا، هولندا، اليابان، وتايلاندا، أما بن شاذلي فتواجدت هي الأخرى في مجموعة صعبة، ضمت منتخبات سلوفينيا، هولندا، سويسرا والفليبين، وهو الأمر الذي صعّب من المأمورية، كما أن العامل النفسي مهم جدا بالنسبة للرياضيين في هذا الاختصاص، وأعتقد أن بن شاذلي تأثرت بعد أن أخفقت في المرور من الميزان، حيث حدث خلل على مستوى قاربها وللتوضيح القارب كان فيه الماء، ولكن هذا الأخير تبخر بسبب الحرارة، ما جعله يقل عن الميزان القانوني، وتطلب الأمر إعادة المحاولة من خلال تعبئته من جديد، وهو الأمر الذي أثر على نفسية بن شاذلي كثيرا، وجعلها تتراجع في التصنيف الأولي وهو ما جعلها تتواجد في مجموعة صعبة قللت كثيرا من حظوظها في التواجد على منصة التتويج.
- ماهو الهدف الأساسي من مشاركتكم في الألعاب الأولمبية؟
سأفاجئكم إن قلت أن المشاركة في حدث على مستوى هذا المحفل الرياضي الكبير هو إنجاز في حد ذاته، بالنسبة لرياضة التجديف والكانويكاياك حيث حققنا في السابق بعض الإنجازات من خلال التواجد مع العشر الأوائل في هذه الرياضة، حيث كان بودينة يتأرجح ما بين المركز السابع والعاشر، وهو أمر جيد له حيث يمتلك خبرة جيدة بما أنها المشاركة الثالثة له أولمبيا والأمر الجيد أنه يتطوّر من مرحلة لأخرى، وهو قادر على تحقيق نتائج أفضل من ريو دي جانيرو أو طوكيو، وبخصوص بن شاذلي هي أملنا الكبير خاصة في المستقبل بما أنها لم تتجاوز 22 سنة مقارنة ببودينة الذي وصل لسن 34 سنة، حيث تمتلك نهاد موهبة كبيرة وأنا متأكد أنها ستتعلم الكثير من مشاركتها في الألعاب الأولمبية، حيث يمكن الاستثمار مستقبلا في موهبتها من أجل تحقيق نتائج أفضل في الأحداث الرياضية المقبلة، وبخصوص الأهداف الأساسية فهي تبقى تحسين الترتيب العام مقارنة بآخر مشاركة في الألعاب الأولمبية، وهو الأمر الذي سيساهم لا محالة في حجز مكانة للجزائر، مع أفضل عشر دول في هذه الرياضة على مستوى العالم وهو أمر جيد وإيجابي إلى حدّ كبير.
