يبدو أن الأمور لم ولن تجد مخرجا للفرج في بيت جمعية الشلف في القريب العاجل، بعد ما آلت إليه الأمور في الفريق، خاصة بعد تتابع المشاكل وتواليها، والوجه الشاحب الذي ظهر به رفقاء القائد «سمير زاوي» في دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية، وسوء التحضير لإستئناف الموسم، والإنطلاقة السيئة للتشكيلة في مستهل البطولة الوطنية المحترفة الأولى إلى غاية الجولة الأخيرة، أين انهزم الشلفاوة بثلاثية كاملة أمام إتحاد العاصمة، ليسجل بذلك خامس إنهزام منذ إنطلاق البطولة وأربعة تعادلات، وهي أسوء إنطلاقة حققها الفريق في البطولة الوطنية منذ صعوده موسم ٢٠٠٣ / ٢٠٠٤ إلى الدرجة الأولى.
وتعاقب سلسلة النتائج السلبية في الفريق التي عصفت بالمدرب القدير رشيد بلحوت من على رأس العارضة الفنية لأسود الونشريس، كل هذه الأمور وأخرى تدفع إلى التساؤل عن مصير الفريق الذي يبقى في الفترة الحالية غامضا، وبعدما تقربنا من لاعبي الفريق المشكل بدى لنا أعمق من تغيير مدرب أو إنتداب لاعبين في المركاتو الشتوي.
مشاكل الإدارة أثرت على اللاعبين
بعد تقربنا من غرف تغيير الملابس الخاصة بنادي جمعية الشلف بعد نهاية اللقاء بين إتحاد العاصمة و الجمعية، إقتربنا من بعض اللاعبين الذين أكدوا بأنه بعد تفاقم المشاكل بين الإدارة و تحديدا بين (بن طيب) الذي يؤكد بأنه الرئيس الشرعي و يجب على مدوار التوقف عن التدخل في شؤون الفريق، و(عبد الكريم مدوار) الذي شدد اللهجة بعدما غير (بن طيب) لغته و أراد إبعاده من الفريق بعدما عينه سابقا لتولي منصب الرئيس، كل هذه المعطيات جعلت المشاكل تتزايد بين أوساط اللاعبين، الذين أصبحوا لا يعون أين يتوجهون للمطالبة بحقوقهم في ظل تغير الوضع المفاجىء، وهو ما يضرب بظلاله على مستوى الفريق في كل خرجة منذ إنطلاق البطولة بعد عدم تسوية المستحقات العالقة منذ الموسم الماضي، وحتى الوافدين الجدد إلى تشكيلة الفريق الذين سئموا الوعود الكاذبة التي تطاردهم منذ إلتحاقهم بالفريق.
تصريحات مدوار...
وكان لتصريح مدوار بأنه تسرع في إنتداب أغلبية اللاعبين بسبب ضيق الوقت الذي داهمه قبل الخوض في غمار دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية، ولو كان بإمكانه العودة للوراء لامتنع عن جلبهم لحمل قميص النادي اثر على المجموعة، وهو ما اعتبره اللاعبون القدامى و الجدد تهجما في حقهم و ضربا و إساءة لمسيرتهم الكروية، كل هذه المشاكل أفقدت الثقة بين اللاعبين و الإدارة، وإنعكست سلبا على مردود الفريق في مباريات البطولة. وفي جملة التساؤلات التي طرحناها على اللاعبين، أكد بعضهم بأنهم لم و لن يقدموا أكبر مستوياتهم، وأخطر من ذلك نملك معلومات مفادها أن بعضهم قرر عدم اللعب من أجل الفوز مستقبلا، حتى تسوى وضعيتهم في الفريق ويتحصلون على مستحقاتهم التي أرقتهم، وخاصة منهم الملتحقون بالفريق هذا الموسم، الذين يعملون في نادي أولمبي الشلف منذ شهر جويلية دون الحصول على رواتبهم، هو سلوك غريب قرره بعض اللاعبين على حساب فريق عريق نظرا لطيش إدارة تهتم بمصالحها الشخصية في الوقت الحالي على حساب النادي.
ما بني في تسع سنوات قد ينهار
ما يحدث حاليا في فريق جمعية الشلف من مشاكل قد يعيده إلى النقطة الصفر، بعدما أبهر الفريق بمستواه كل المتتبعين للكرة المستديرة في بلادنا، وبصرامة الإدارة التي عملت على جلب وإنتقاء أفضل اللاعبين الذين تمكنوا من جلب لقبين للجمعية، كأس الجمهورية موسم ٢٠٠٤ / ٢٠٠٥ سنة فقط بعد صعود النادي إلى الدرجة الأولى، ولقب أول بطولة إحترافية موسم ٢٠١٠ / ٢٠١١، مخاوف الجوارح ومدينة الشلف بأكملها جراء تراجع مستوى الفريق هذا الموسم تصب كلها في الجانب السلبي، بعد إقالة بلحوت و عدم التمكن من جلب مدرب جديد يحرر اللاعبين ويخرج فريقهم من النفق المظلم، خاصة أن الجولات تمر وتتشابه بالنسبة لأسود الونشريس بعد مرور ١٠ جولات عن إنطلاق ثالث بطولة إحترافية، وهو ما قد يجرهم إلى العودة إلى الدرجة الأسفل، إن لم تتحرك الإدارة الحالية من أجل إيجاد حلول قبل نهاية مرحلة الذهاب، والبحث عن مستثمرين وممولين جدد لضخ أموال في خزينة الشلف، وإعادة الفريق إلى ما كان عليه في السنوات الأخيرة.
جمعية الشلف
الوضعية تتأزم من جولة إلى أخرى
محمد فوزي بقاص
شوهد:1076 مرة