الجزائر 2 - تونس 0

الخضــــر يتربعون على عرش الكرة العربية

عمار حميسي

توج المنتخب الوطني المحلي بكأس العرب، أمس، عقب فوزه على منتخب تونس بهدفين مقابل صفر (2-0 ) في المباراة النهائية التي جمعتهما بملعب «البيت» بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث أكد هذا الانتصار المستوى المميز الذي قدمه المنتخب المحلي خلال الدورة بأكملها بعد أن أبهر المتتبعين بمستواه الكبير.
 
نجح المنتخب المحلي في الظفر بكأس العرب التي جرت وقائعها بالدوحة حيث فاز بكل مبارياته والتي كان خاتمتها الانتصار على تونس في النهائي الذي جرى بملعب “البيت” وهو ما يؤكد القوة الكبيرة للمنتخب المحلي الذي نجح في تحقيق اللقب الغالي ليتربع على عرش الكرة العربية.
كانت بداية المباراة لصالح المنتخب التونسي الذي حاول تحقيق انطلاقة قوية من خلال تسجيل هدف السبق وهو ما جعله يعتمد على خطة الضغط المتقدم على لاعبي المنتخب الجزائري وهو ما جعل بعض اللاعبين يرتكبون أخطاء منحت المنافس فرصة تهديد مرمى الحارس مبولحي.

بداية قوية لتونس

بداية تهديد مرمى الحارس مبولحي كانت في الدقائق الأولى من المواجهة عن طريق سيف الدين الجزيري الذي استغل سوء تفاهم في الدفاع من اجل محاولة مباغتة مبولحي، الا ان فرصته لم تكن خطيرة وفوتت على المنتخب التونسي فرصة افتتاح باب التسجيل خلال النهائي.
توالت فرص المنتخب التونسي، حيث ظهر الثنائي حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد ونعيم السليتي كثيرا فيما بعد وتداولا على تهديد مرمى الحارس مبولحي الذي كان يقظا بما فيه الكفاية، ليمنعهما من هز شباكه حيث اكد مرة اخرى انه من العناصر التي لا غنى عنها في المنتخب.
حاول حنبعل المجبري الحصول على ركلة جزاء بعد كرة مشتركة مع المدافع بن العمري، حيث قام هذا الأخير بالتغطية لكن اللاعب شتي دخل في صراع ثنائي مع لاعب اليونايتد ولكن حكم المباراة كان يقظا ورفض منح لاعب منتخب تونس ركلة الجزائر التي كان يبحث عنها.
ظهر نعيم السليني مرتين فيما بعد وهدد مرمى الحارس مبولحي، حيث استغل في المرة الاولى ارتداد الكرة من المدافع الايسر إلياس شتي ليقوم بالمراوغة وقذف الكرة، الا ان مبولحي كان سدا منيعا وتألق ايضا خلال الكرة الثانية التي كان وراءها دائما نعيم السليتي الذي فشل في التسجيل.
حاول المنتخب التونسي التسجيل من خلال استغلال مختلف الوضعيات، على غرار الكرات الثابتة، حيث كان قريبا من افتتاح التسجيل لولا سوء الحظ الذي لازم المدافع العيفة الذي رمى الكرة خارج الاطار في المرة الاولى وفي المرة الثانية تصدى لها الحارس مبولحي بقوة.
محاولات المنتخب الوطني كانت محتشمة، الا انه الأخطر عندما ضيّع مزياني أخطر فرصة في الشوط الاول عقب انفراده بالحارس المعز حسن، إلا انه فشل في وضع الكرة داخل المرمى في فرصة هي الأخطر والأسهل بالنسبة للمنتخب الوطني الذي حاول فيما بعد عن طريق بلايلي وبراهيمي.
ذكاء براهيمي وبلايلي
تداول بلايلي وبراهيمي على صنع الفرص للمهاجمين بونجاح ومزياني، حيث كان بلايلي يتوغل تارة في الجهة اليسرى من دفاع المنتخب التونسي إلا ان تمريرته كانت تخطئ وجهتها في كل مرة وهو ما جعل بوقرة يطالبه بالتركيز أكثر من اجل منح كرة جيدة لزملائه.
نفس الأمر انطبق على براهيمي الذي حاول هو الآخر التوغل من العمق، الا ان الأمر كان صعبا بسبب التدخلات القوية للمنافس الذي حرمه من فرصة تهديد مرمى منتخب تونس في أكثر من مرة، مما جعل بونجاح يخرج من منطقة الجزاء لطلب الكرة وتسهيل المهمة على زملائه.
توترت الأعصاب كثيرا قبل نهاية الشوط الأول بسبب كرة ثنائية بين بن العمري والمساكني، الذي حاول التأثير على الحكم من اجل منح بن العمري بطاقة حمراء وتدخل فيما بعد بعض اللاعبين، مما أدى لبروز صراعات ثنائية جعلت الحكم الألماني يشهر البطاقة الصفراء في وجه اربعة لاعبين اثنين من الجزائر واثنين من تونس.
الشوط الثاني كان مختلفا عن الأول، حيث فضل المنتخبان تفادي المغامرة في الهجوم أكثر من اللازم مما جعل الصراع يشتد على مستوى وسط الميدان وهو ما جعل المدرب بوقرة يقحم اللاعب سعيود من اجل منح الإضافة اللازمة، خاصة انه من اللاعبين الجاهزين من الناحية البدنية.
حاول المنتخب الوطني تسجيل الهدف الاول وهو ما جعل بلايلي يبذل جهودا إضافية من اجل التسجيل، حيث أفضل لاعب في الهجوم من جانب المنتخب الوطني بعد تراجع مردود بونجاح في الشوط الثاني بسبب الإرهاق وأيضا تأثره بالإصابة السابقة التي تعرض لها خلال مواجهة منتخب قطر.
تميز الشوط الثاني بنشاط مكثف من طرف لاعبي الأروقة وهنا يتعلق الأمر بكل من بن عيادة والياس شتي اللذين حاولا منح الإضافة الهجومية للمنتخب الوطني واستغلال تقدم كل من دراغر وبن حميدة الى الأمام من اجل صنع التفوق العددي بالنظر الى حاجة المنتخب لتغيير خطة لعبه.
الصراع اشتد بين اللاعبين وهنا ظهر الفارق البدني حيث حاول كل منتخب بذل كل مجهوداته البدنية من اجل تسجيل الهدف المنتظر من طرف الانصار مما جعل اللاعبين يستنزفون قدراتهم البدنية والفنية خلال الشوط الثاني وهو امر منتظر بالنظر الى المباريات الكثيرة التي لعبوها.
سعيود... يفك “الشفرة”
كان دخول أمير سعيود أمرا إيجابيا بالنسبة للمنتخب الذي استعاد توازنه قليلا في وسط الميدان، حيث نجح بوقرة في تحقيق الزيادة العددية اللازمة التي كان يبحث عنها من أجل تحقيق التوازن مع المنتخب التونسي في خط الوسط، خاصة ان المنافس يملك مجموعة مميزة من اللاعبين.
استمر التنافس بين المنتخب الوطني ونظيره التونسي خلال الفترة المتبقية من الشوط الثاني وكان في كل مرة التفوق لطرف على آخر مرة لتونس على الجزائر ومرة اخرى للجزائر على تونس، الا ان الخطورة لم تكن كبيرة على مرميى المنتخبين خلال هذه الفترة الحساسة من المباراة.
الاندفاع البدني كان حاضرا خلال الشوط الثاني، حيث لجأ لاعبو المنتخبين الى الاندفاع البدني من اجل تعويض تراجع المستوى الفني لدى اللاعبين الذين تراجع مستواهم بسبب الضغط الكبير للمواجهة وايضا الرغبة في الفوز لدى كل طرف على حساب آخر، لينتهي الشوط الثاني على وقع التعادل السلبي.
انطلاقة الشوط الإضافي الأول كانت لصالح المنتخب الوطني الذي نجح في الضغط على المنافس في منطقته، حيث كللت إحدى الفرص بتسجيل هدف السبق لصالح المنتخب الوطني عن طريق المتألق أمير سعيود الذي وظف كل خبرته اللازمة من اجل تسجيل الهدف الأول في المباراة بطريقة مميّزة خادع بها الحارس التونسي.
وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ومحاولة المنتخب التونسي تعديل النتيجة، استغل براهيمي هجمة معاكسة في مجهود فردي تمكن من توقيع الهدف الثاني للمنتخب الجزائري قضى به على حظوظ المنتخب التونسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024