تفوّقوا على المغرب في الربع النهائي

«الخضــر» يُبدعـون ويبلغون المربـــع الذهبي

عمار حميسي

 تأهل المنتخب الجزائري للمحليين لكرة القدم، المدعم بعناصر من المنتخب الأول، إلى نصف نهائي كأس العرب فيفا-2021، بعد فوزه على المغرب بركلات الترجيح (5-3) عقب انتهاء اللقاء بالتعادل في الوقت الأصلي (1-1) و(2-2) بعد الوقت الإضافي، سهرة السبت، بملعب «الثمامة» بالدوحة، لحساب ربع نهائي المنافسة العربية الجارية بقطر (30 نوفمبر- 18 ديسمبر).
سجل هدفي الجزائر كل من ياسين براهيمي (د62) من ضربة جزاء بعد اللجوء إلى تقنية تحكيم الفيديو (فار)، ويوسف بلايلي (د101)، فيما وقع هدفي المغرب كلّ من النهيري (د64) وبدر بانون (د110).
وعلى إثر هذه النتيجة يلاقي «الخضر» منتخب قطر، الفائز على الإمارات (5-0)، هذا الأربعاء (20:00 بتوقيت الجزائر) بملعب «الثمامة» لحساب «المربع الذهبي».
وكانت الجزائر قد بلغت ربع نهائي المنافسة العربية بفضل احتلالها المركز الثاني للمجموعة الرابعة خلف منتخب مصر، إثر تطبيق قاعدة «اللعب النظيف» (احتساب البطاقات الصفراء والحمراء)، بالرغم من تعادلهما مع «الفراعنة» في عدد النقاط (7ن).

  واصل المنتخب المحلي الإبهار والتألق والبروز خلال كأس العرب «فيفا - قطر - 2021» عندما تأهّل بجدارة واستحقاق إلى المربع الذهبي عقب الفوز على المنتخب المغربي بركلات الجزائر 3-5، و هو ما يؤكّد الطّموحات الكبيرة لأشبال بوقرة في هذه المنافسة، حيث يتجدّد مرة أخرى التأكيد أن طموحات المنتخب المحلي تتجاوز الدور المقبل، والهدف هو الفوز باللقب.

 نجح المنتخب المحلي في قلب الطاولة على جميع من أكّد صعوبة أو استحالة التأهل على حساب المغرب بما أنّ هذا الأخير كان أبرز المرشّحين للفوز باللقب، حيث استطاع زملاء بلايلي في الأخير تحقيق الهدف المنشود وهو بلوغ الدور المقبل، والتأكيد على طموحاتهم الكبيرة خلال هذه المنافسة.
وبالعودة إلى المباراة، فقد كانت سجالا بين المنتخبين حيث نجح المنتخب المحلي في افتتاح باب التسجيل عن طريق براهيمي، مستغلا ركلة جزاء، وعدّل فيما بعد المنتخب المغربي النتيجة قبل أن يسجّل بلايلي مرة أخرى هدف السبق ليعود قائد المغرب بدر بانون ويعدّل النتيجة، ويحتكم فيما بعد المنتخبان إلى ركلات الجزاء التي كانت لصالح المنتخب المحلي بعد تألق مبولحي.
كان من الواضح أنّ بوقرة حضّر اللاّعبين جيدا لهذا الموعد، خاصة بعد خيبة الأمل خلال مواجهة مصر عقب فقدان صدارة المجموعة، إلا أنّ الحافز خلال مواجهة المغرب كان أكبر، وهو الأمر الذي منح اللاعبين القوة والرغبة في قلب التوقعات رغم أن الجميع رشح منتخب المغرب للتأهل.

بلايلي..أكثر من مجرّد هدف

 العديد من الأهداف لا يتم تحليل كيفية تسجيلها لأنّها عادية، لكن هناك أهداف تحتاج بالفعل إلى تحليل فني معمق، وهذا بالنظر إلى العمل الكبير الذي يقوم به اللاعب قبل تسجيل الهدف، وهو الأمر الذي ينطبق على حالة هدف بلايلي الثاني في مرمى أنس الزنيتي حارس منتخب المغرب.
سجّل بلايلي الهدف بعد قذفة مركزة على بعد 45 متر باغتت الحارس الزنيتي، وهو الهدف الذي منح المنتخب التفوق مؤقتا والجميع حمل حارس المغرب المسؤولية، إلا أن العكس هو الصحيح لأنّ تركيز بلايلي ومعرفته بتمركز الحارس جعله يغامر بالقذف من تلك المنطقة التي يستحيل التسجيل منها.
كان من الواضح أنّ بلايلي راقب الحارس مرارا وتكرارا، حيث تعوّد الزنيتي على الخروج من منطقته إلى الأمام لكن لم يكن بعيدا عن المرمى وهو ما جعل بلايلي يتخذ قرار قذف الكرة بقوة وتركيز، فهي لم تكن مرتفعة لكن قوتها منعت الحارس من التصدي لها وتحويل مسارها.
الهدف هو لوحة فنية بامتياز ودون شك سيفوز بجائزة أفضل هدف في الدورة بجدارة واستحقاق حتى قبل لعب مواجهتي نصف النهائي ومباراة النهائي لأنّه من الصعب على أي لاعب تسجيل هدف في جماله وروعته وصعوبته، وهو ما يؤكّد بعد نظر الناخب الوطني جمال بلماضي الذي استعاد بلايلي ووظّفه بالطريقة الصحيحة ليكون في خدمة الكرة الجزائرية بصفة عامة، وها هو المنتخب المحلي يستفيد من إمكانياته الفنية التي استفاد منها ولا زال المنتخب الأول.

الكرات الثّابتة...ضعف وجب تصحيحه

 رغم الإيجابيات الكثيرة التي ميّزت مشاركة المنتخب المحلي في كأس العرب الجارية وقائعها بالعاصمة القطرية الدوحة، إلا أنّ هناك بعض السلبيات التي يتوجب تفاديها خلال مواجهتي نصف النهائي والنهائي في حال التأهل على حساب المنتخب القطري، منها صعوبة التعامل مع الكرات الثابتة.
تلقّى المنتخب المحلي هدفين عن طريق كرات ثابتة أمام المغرب، وحتى الكرات الثابتة الأخرى كانت تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس مبولحي، حيث كان واضحا الارتباك على دفاع المنتخب قبل كل كرة ثابتة، وهو ما يؤكد أن بوقرة مطالب بايجاد الحلول المناسبة قبل فوات الأوان.
المواجهة المقبلة لا تحتمل مثل هذه الأخطاء التي غطّى عليها تألق لاعبي الخط الهجومي، الذين كانوا يمنحون السبق التهديفي للمنتخبن لكن في حالة مواجهة عدم توفيق أمام المرمى سيكون من الصعب تعويض الأهداف التي تدخل مرمى الحارس مبولحين وهو ما يتطلب البحث عن السبل الكفيلة بإيجاد الحلول اللازمة لمنع إعادة سيناريو أهداف المغرب في ربع النهائي.

مبولحي الحاسم...يعود مرة أخرى

 لا يمكن إغفال دور الحارس مبولحي في تأهل المنتخب المحلي إلى نصف نهائي كأس العرب بعد تألقه في عملية ركلات الجزاء الترجيحية، حيث نجح في صد ركلة رجحت كفة المنتخب المحلي ومنحته تأشيرة التأهل إلى نصف النهائي بجدارة واستحقاق ممّا يؤكّد القيمة الثابتة لحامي عرين «الخضر».
تألّق مبولحي كان من بداية الدورة و من يعرف الحارس يؤكّد أنّ مستواه يتطور خلال الدورات المغلقة أين يكون مستواه الفني ثابت عكس ما هو الحال خلال المباريات التي تجري في تواريخ «الفيفا» أين تعرّض لبعض الانتقادات بسبب تراجع تركيزه خلال المباريات.
المستوى الفني لمبولحي خلال كأس العرب أعاد إلى الأذهان مستواه الرائع في كاس أمم إفريقيا 2019 و كأس العالم 2014 أين كان من أفضل اللاعبين المنتخب بفضل المستوى المميز الذي قدّمه، إضافة إلى مساهمته الكبيرة في النتائج المحققة، وهو ما يجعل دوره كبيرا في الدور المقبل من المنافسة.
دور مبولحي سيزداد أهمية خلال نصف النهائي، حيث يتوجب التقليل من الأخطاء، كما أنّ المواجهة المقبلة تتطلّب تركيزا كبيرا من طرف كل اللاعبين خاصة حارس المرمى، وهو الأمر الذي ينتظر أن يكون حاضرا خلال المباراة حيث يعرف مبولحي كيف يرجّح كفة المنتخب الوطني، وهو ما ظهر خلال المباريات الماضية والتي كان آخرها مواجهة المغرب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024