مونديال كرة القدم

تظاهرة رياضية بخلفيات سياسية واقتصادية وثقافية

حكيم بوغرارة

ينطلق، اليوم، مونديال البرازيل الذي يعتبر أكبر تظاهرة رياضية عالمية والتي تجلب إليها ملايير المشاهدين من مختلف أنحاء المعمورة وبقدر ما تعتبر منافسة كأس العام منافسة رياضية بين 32 منتخبا من القارات الخمس، فإن الكثير من المحطات أثبتت أن السياسيين ورجال المال والأعمال حاولوا بشتى الطرق استغلال عالم الكرة لكسب المزيد من الشهرة وتصفية الحسابات وغيرها من السلوكات البعيدة كل البعد عن الأهداف السامية للرياضة.
وشهد مونديال 1938 الذي احتضنته إيطاليا قبل عام من اندلاع الحرب العالمية الثانية حادثة غريبة تمثلت في نزول زعيم الفاشية موسوليني الى غرفة لاعبي الأزوري وطلب من القائد “جيوسيبي ميازا” الفوز أمام المجر وإلا سينالون عقوبة الإعدام ولحسن حظ المنتخب الايطالي أنهم فازوا ونجوا بأعجوبة من حبل المقصلة وهو ما أثار الكثير من ردود الفعل المنددة.
ومن الأحداث السياسية التي غلبت على كأس العالم هو واقعة حرب المالوين أو جزر “أوكلاند” بين إنجلترا والأرجنتين التي وقعت في بداية الثمانينيات حيث حاولت الأرجنتين استرجاع تلك الجزر بالقوة واندلعت حرب كبيرة انتهت بتدخل البحرية الملكية البريطانية في عهد مارغريت تاتشر التي استرجعتها بعد أن وقع مئات القتلى، وقد رفع لاعبو الأرجنتين في كأس العالم بإسبانيا لافتة تؤكد تضامنهم مع بلادهم ضد الانجليز وهو ما أدى الى لأزمة دبلوماسية جعلت المشرفين على كأس العالم ينادون بإبعاد السياسة عن الملاعب والتظاهرات الرياضية.  
ويستغل كبار الساسة تظاهرة كأس العالم للتبجح وإظهار القدرة على افتكاك كبرى التظاهرات العالمية لكسب تأييد الشعوب وما حدث لقطر و إنجلترا حول مونديال 2022 واحتجاج أستراليا على نتائج منح مونديال 2022 من قبل السلطات العليا إلا دليل على أن الساسة لا تنطبق عليهم قرينة البراءة دائما، وحتى افتكاك تنظيم كأس العالم لم يكن أبدا بردا وسلاما على الساسة والدليل ما يحدث اليوم بالبرازيل من احتجاجات ومحاولات تشويش على السير الحسن لتنظيم التظاهرة حيث يتم تغطية المشاكل الاجتماعية أكثر من تحضيرات المنتخبات.
ويعتبر المونديال فرصة للدول المنظمة لتحقيق عائدات قياسية من الأموال تسمح لها بتجسيد برامج التنمية المستدامة حيث يتم انجاز المنشآت القاعدية والفنادق والملاعب التي تبقى فيما بعد، كما يتم التقليص من أشكال الجريمة والقيام بحملات توعية لصالح الأطفال والنساء وغيرها من الفئات الاجتماعية الهشة.
كما سيكون المونديال فرصة لإنعاش الثقافة وترقية التعايش بين مختلف الشعوب في عالم تسود فيه التوترات والمشاكل والحروب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024