عاد المنتخب الوطني الى كأس أمم إفريقيا من أوسع الأبواب بعد التفوق على منافسيه في الدورين الثاني والثالث من التصفيات بالنتيجة والأداء، وكان التأهل هذه المرة نكهة خاصة، من صنع الناخب الوطني هاليلوزيتش الذي جلب طريقة خاصة وأحيا روح الانتصارات لدى اللاعبين، وفي وقت وجيز أعاد ترميم قلعة الخضر التي تصدعت بعد مونديال ٢٠١٠ ووصلت الى حد الانهيار في تصفيات كان ٢٠١٢ .
التأهل جاء بأربع انتصارات
وبعد تجربته الناجحة مع منتخب كوديفوار، لم يعد هاليلوزيتش يتوجس من اللعب في أدغال إفريقيا وفي أول خرجة له الى غامبيا منافس الخضر في الدور الثاني من التصفيات الأخيرة طلب من أشباله العودة بالفوز وهوما تحقق رغم أننا كنا متأخرين بهدف واستطاع اجتياح العقارب في لقاء العودة برباعية على أرضية ميدان مصطفى تشاكر، ليصطدم في الدور الأخير بليبيا، هذا الفريق الذي سبب متاعب جمة لعناصرالنخبة الوطنية بعد لجوئه الى الأساليب غيرالرياضية وعدم تقبله الهزيمة ذهابا وإيابا ولولا الأحداث الجانبية للمواجهة الأخيرة بدى جليا أن المحاربين بلغوا كأس أمم افريقيا المنتظرة في جانفي المقبل ببلاد العم مونديلا دون عناء.
وبأقدام جيل جديد من اللاعبين
كما لوحظ أن تأهل هذه المرة ساهم فيه وبنسبة كبيرة جيل جديدة من اللاعبين المنتظر أن يكون مستقبل المنتخب في السنوات القادمة، ويخلفوا جيل عنتر يحيى وبوقرة ومنصوري وزياني الذين توجوا مسيرتهم بملحمة أم درمان.
وحاول هاليلوزيتش عدم الالتفات الى الخلف وبدأ عملية تجديد وتشبيب الفريق بشكل تدريجي دون أن يضيع التحديات والمنافسات القارية المهمة.
كما استرجع ''الخضر'' قوتهم المعهودة والمتمثلة في المجموعة، فرغم الغيابات المؤثرة الى أن جميع البدلاء أبلوا البلاء الحسن ولم يخيبوا المدرب والأنصار وهو ماجعل وحيد هاليلوزيتش يقول: «الآن يمكننا الحديث عن ميلاد منتخب قادر على صنع الأفراح»، ولن يرتبط مصيرالفريق بغياب لاعب أول لاعبين، فوضع رياض بودبوز خارج قائمة الـ ١٨ وعدم مشاركة لحسن ومصباح وبوقرة وجبور في لقاء ليبيا لم يمنعهم من الفوز بهدفين وكان بالامكان الفوز بنتيجة أكبر، ورغم ما لهذه العناصر من وزن إلا أنه لاخوف على المجموعة.
حصيلة مذهلة.. لكن القادم أصعب
إستطاع الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش تسجيل أرقام مذهلة على رأس العارضة الفنية للخضر، منذ قدومه، فتحقيق ٨ انتصارات وتعادل وهزيمة شيء ايجابي الى حد بعيد، كما استطاع إزالة العقم الهجومي ووجد من بإمكانهم التسجيل من وضعيات مختلفة فحصيلة ١٢ هدفا سجل منها المهاجمين سوداني وسليماني ١١ هدفا ممتازة وتأكد إحداث القطيعة مع السنوات العجاف لخط هجوم ''الخضر''.
لكن التحديات القادمة أصعب بكثير لأن الاحتكاك سيكون بأفضل منتخبات القارة والبداية ستكون في كان جنوب افريقيا، فوضع الخضر من المرتبة الثالثة في القرعة سيجعلهم أمام مواجهة فريقين كبيرين.
ومادام الخضر مرشحين للذهاب بعيدا في هذه المنافسة فإن العمل الحقيقي سينطلق بدءا من اللقاء الودي القادم ضد البوسنة، فبعدما أصبح بحوزة هاليلوزيتش مجموعة جيدة تطبق طريقة اللعب التي يريدها فإن الدور الآن على تطوير الأداء والبحث عن معالجة النقائص المسجلة التي قد تكلف غاليا أمام فرق بحجم غانا وكوديفوار.
وبات هاليلوزيتش على دراية جيدة بذلك، بعد الهزيمة الوحيدة التي تكبدها أمام مالي الذي يملك لاعبين محترفين وأفضل النوادي الأوروبية، وللفوز على منتخبات من طينة النسور المالية يجب التحضير جيدا واختيار اللاعبين المناسبين وفي مناصبهم التي يُجيدون اللعب فيها.
إيجاد صانع ألعاب ضرورة ملحة
ومن النقائص المسجلة على آداء الخضر لحد الآن هو ضعف وسط الميدان الذي يفتقد الى صانع ألعاب حقيقي ورغم أن مهدي لحسن وقديورة يقومان بعمل كبير والاسترجاع ومحاولة بناء الهجمات الى أن ايجاد لاعب يشغل هذ ا المنصب ضروري، ومن أجل التحكم في الكرة وعدم الاكتفاء بقيادة الهجمات على الأطراف ومن سوء حظ الخضر أن مراد مغني القادر الوحيد على اتقان هذا الدور يوجد في حالة بدنية سيئة بسبب الاصابات التي طاردته مدة عامين.
التواجد في ''الكان'' حلم جميع اللاعبين
ويبقى الوصول الى كان ٢٠١٣ مفيدا من جميع النواحي، حيث أصبح للاعبين سواء المحترفين أوالمحليين الحافز الأكبر من أجل مضاعفة العمل مع نواديهم قصد إقناع الناخب الوطني والتواجد في قائمة الـ٢٢، فالكل يحلم بلعب منافسة قارية، بهذا الحجم وهوما سينعكس بالايجاب على المنتخب، كما أن عودة بوقرة وحسان يبدة وحتى مغني الى مستواه ستكون الخبر السار لهاليلوزيتش، لأنه دائما يقول أنه يعاني من غياب ٦ عناصر أساسية.