يجري، اليوم، تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية رابعة، ما يمدّد حكمه المستمر منذ 18 عاما، ست سنوات إضافية اثر فوزه غير المفاجئ في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في مارس.
سيحتفظ بوتين - رمز عودة روسيا بقوة إلى الساحة الدولية - بمفاتيح الكرملين حتى 2024، وذلك بعد حصوله على 76,67٪ من الأصوات في انتخابات 18 مارس الماضي.
وصل هذا الضابط السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتي (كا جي بي) إلى الرئاسة في العام 2000 في ظرف كانت تواجه فيه روسيا مصاعب اقتصادية وتفتقد فيها السلطة إلى الاستقرار، ليتبث مع الأيام أنه رجل الاستقرار والرخاء الجديد.
فعلى الساحة الدولية، عمل بوتين الذي وصف تفكك الاتحاد السوفياتي بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين»، على إعادة نفوذ روسيا في العالم، بعدما تدهور مع سقوط الاتحاد السوفياتي وسنوات الفوضى في عهد بوريس يلتسين.
تنعكس العودة القوية لروسيا على الساحة الدولية من خلال تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، والذي أدّى إلى تغيّر مجريات الحرب لصالح النظام في دمشق، وأيضا من خلال عزم بوتين على إعادة مجد «روسيا العظمى» بضمه شبه جزيرة القرم بعد تدخل القوات الخاصة الروسية الذي تبعه تنظيم استفتاء أيد الحكم، ونددت به الأسرة الدولية دون أن تتراجع موسكو عن هذا القرار.
عززت هذه العملية نفوذه ومكانته في الداخل، لكنها أثارت أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الباردة بين روسيا والغرب.
إلى جانب التوتر المرتبط بسوريا وأوكرانيا، أضيفت منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأخيرا أزمة غير مسبوقة مع لندن بعد تسميم عميل مزدوج روسي سابق وابنته في انجلترا. وسعى الرئيس الروسي المولع بالرياضة، إلى فرض بلاده التي تستضيف خلال هذه السنة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، كقوة رياضية.
هذا وبعد عودتها القوية إلى الساحة الدولية، على روسيا ان تعمل لأجل تحقيق توازن الرعب الذي يحتاجه العالم في الوقت الحاضر لكبح «جنون» السيطرة الأمريكية، وتداعياتها الخطيرة على العالم العربي خصوصا.