القمة العربية الـ 29 بالظهران

رؤى متباينة وتقاطع حول القدس

بعد ساعات قليلة من الضربات العسكرية الأمريكية - البريطانية - الفرنسية التي استهدفت سوريا، انطلقت، أمس، في مدينة الظهران السعودية، أشغال القمة العربية الـ 29  بحضور 16 زعيم دولة ما بين رؤساء وملوك وأمراء وغياب 6 زعماء لأسباب مختلفة.
القمة حملت إسم “قمة القدس” تعبيرًا عن التضامن مع المدينة المقدسة التي تواجه محاولات إسرائيلية حثيثة لتهويدها وطمس هويتها الفلسطينية، وأيضا للتعبير عن رفض القرار الأمريكي القاضي بتحويلها إلى عاصمة للكيان الصهيوني في منتصف ماي المقبل.
من أبرز الملفات التي تحظى ببحث القادة العرب في الظهران، الوضع في سوريا وما تعيشه من تطورات خطيرة، إضافة إلى ملفات إيران واليمن والأزمة في ليبيا والتحديات الأمنية التي يواجهها الوطن العربي ورأب  الصدع بين الأشقاء، وهي ملفات تضمنتها الأرضية التي رفعت إليهم من طرف وزراء الخارجية والتي تتلخص في نحو 18 بندا تتعلق بالقضية الفلسطينية والتصعيد الاسرائيلي الذي تواجهه، والذي زادت حدته في الآونة الأخيرة وكذا الأزمة الليبية والمعضلة السورية ومستجداتها، خاصة في ظل الضربات والهجومات الصاروخية التي شنتها الولايات الأمريكية وحلفاؤها على هذا البلد، أمس الأول، وهو التصعيد العسكري الذي أعربت الجزائر عن أسفها بخصوصه، معتبرة بأنه “لن يزيد سوى من تقليص وتأخير حظوظ التوصل إلى حل سياسي وسلمي للمأساة التي يعيشها هذا البلد الشقيق”، في حين أعلنت السعودية دعمها الكامل له معتبرة انه يشكل ردّا على جرائم دمشق، ونفس الموقف اتخدته قطر متحدثة عن عمل غربي “ضد أهداف عسكرية محددة يستخدمها النظام السوري في هجماته الكيميائية”.
كما سيكون الوضع في العراق والملف اليمني حاضرين على طاولة الزعماء العرب الذين عبروا عن أملهم أكثر من مرة في الوصول إلى إحداث توافق إيجابي وتحقيق تطلعات شعوبهم والعمل على أن لا تكون هذه القمة مجرد رقم جديد في سجل اجتماعاتهم الدورية.
في سياق التعاون الدولي لإيجاد حل لهذه الأزمات، ستجري أشغال هذه القمة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وكذا فيديريكا موغريني، الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي ومسؤولين آخرين عن مختلف المنظمات الدولية، فضلا عن المبعوثين الأمميين لبؤر النزاع في المنطقة العربية الذين كانوا قد استعرضوا تقاريرهم بهذا الخصوص أمام وزراء الخارجية.
على صعيد ذي صلة، سيتطرق المجتمعون إلى المواضيع ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب، كما تحظى الملفات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي هي الأخرى باهتمام القادة، يضاف إليها المحور المتعلق بإصلاح الجامعة العربية والذي لا يزال مطروحا منذ سنوات، حيث تعد الجزائر في مقدمة المطالبين بإحداث تغيير على مستوى عمل وهياكل هذه المنظمة من أجل إعطائها نفسا جديدا يدفع بها نحو الأمام خاصة على ضوء محاولات التدخل الأجنبي والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية والتي تستعصي أكثر   فأكثر.

رؤى متباينة واهتمامات مختلفة

في اليوم الأول للقمة العربية، تباينت الرؤى التي عبّر عنها الزعماء، وأولى بعضهم اهتماما واضحا بقضايا محددة، مع وجود تقاطعات بشأن قضية القدس.
فقد أعرب ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في افتتاح الدورة الـ29 للقمة، عن رفض قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قائلا “نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس”، وأعلن تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، إضافة إلى 50 مليونا أخرى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وإضافة لقضية القدس، ركّز الملك سلمان في كلمته على رفض سياسات إيران تجاه العالم العربي، منددا بتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكذلك حمّل جماعة الحوثي - الحليفة لإيران - المسؤولية عن استمرار الأزمة اليمنية.

البحث عن توافق

من جانب آخر، دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته لتوافق عربي بشأن أزمات المنطقة، وقال إن “الأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن أو في فلسطين تخصم من أمننا القومي الجماعي، واستمرارها دون تسوية نهائية يعرقل الجهود المخلصة ويضعفنا”.
تحدث ملك الأردن عبد الله الثاني - رئيس الدورة السابقة للقمة العربية - عن قضية القدس، مؤكدا على “الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس”.
من جهته، اهتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته بالملف السوري، معبرا عن “قلق بالغ إزاء التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية”. أضاف أن “مصر تجدد رفضها الكامل لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا في سوريا وتطالب بتحقيق مستقل”.

مؤتمر دولي للسلام

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤتمر القمة العربية، أمس، إلى تبني ودعم خطة السلام التي سبق أن طرحها في مجلس الأمن الدولي، في فيفري الماضي.
قال عباس إن «خطة السلام التي سبق أن طرحها تستند إلى المبادرة العربية، وتدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام العام الجاري، يقرر قبول دولة فلسطين عضوًا كاملا في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق المبادرة العربية كما اعتمدت».
أكد على أن «الإدارة الأمريكية الحالية خرقت القوانين الدولية، بقرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وجعلت من نفسها طرفًا في الصراع وليست وسيطًا منفردًا لحله، ما جعل الحديث عن خطة سلام أمريكية أمرًا غير ذي مصداقية». هذا وتسلمت السعودية من الأردن الرئاسة الدورية للجامعة العربية التي تضم 22 عضوا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024