بعد “الفيتو” الأمريكي ضد حصولها على العضوية الكاملة

دولـة فلسطــين.. حتميـة ودونهـا سيظـل السلام غائبــا

اخفق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر، باسم المجموعة العربية، والذي يوصي الجمعية العامة بتمكين دولة فلسطين من الحصول على عضويتها الكاملة بهيئة الأمم المتحدة.

صوت 12 عضوا لصالح مشروع القرار، مقابل امتناع دولتين (بريطانيا وسويسرا) واستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو”.
منعت الولايات المتحدة الأمم المتحدة فعليا من الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في المنظمة الدولية من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي.
وتقول الولايات المتحدة إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يتعين أن يكون من خلال مفاوضات مباشرة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية وليس من خلال تحرك في الأمم المتحدة.
واستخدمت واشنطن حق النقض ضد مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 دولة “بقبول حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”. وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت، بينما وافق باقي أعضاء المجلس وعددهم 12 دولة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

تحدٍ لإرادة المجتمـع الدولي

وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن “الفيتو” الأمريكي يتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوّة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث تعترف أغلبية دول العالم بدولة فلسطينية وذلك منذ عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى وضع الدولة المراقب.
وشدّدت الرئاسة على أن “هذه السياسة الأمريكية تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية، في ظل استمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين ومواصلة سياسات العدوان وجرائم الحرب التي تتم برعاية ودعم الولايات المتحدة الأمريكية التي دأبت على استخدام “الفيتو” ضد حقوق شعبنا”.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن هذا الفيتو الأمريكي يكشف تناقضات السياسة الأمريكية التي تدّعي من جانب أنها تدعم حل الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل عبر استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن ضد فلسطين وحقوقها المشروعة.
وأضافت الرئاسة، أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم رهن بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وشكرت الرئاسة الفلسطينية، الدول الأعضاء التي صوتت لصالح حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أن هذا التصويت الدولي لصالح حق الشعب الفلسطيني دليل على وقوف العالم موحّدًا خلف قيم الحق والعدل والحرية والسلام التي تمثلها القضية الفلسطينية، وضد جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

 إرادتنا لن تنكسر وحقّنا لن يسقط

من جانبه، قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور “إن عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ليست بالأمر الرمزي، بل إنها في غاية الأهمية للفلسطينيين ولشعوب المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة”.
وأضاف السفير منصور في كلمته بعد تصويت مجلس الأمن الدولي، أن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة هو استثمار في السلام وانطلاقا له، إن عضويتنا الكاملة في الأمم المتحدة لا تنتقص من حقوق أي من الدول الأعضاء ولا تهدد أو تنفي عضوية أي منها، وتأييدكم منح دولة فلسطين العضوية الكاملة وضعنا على طريق الأمل، وعدم تبني القرار لن يكسر إرادتنا ولن يثنينا ولم يهزم عزيمتنا، فدولة فلسطين حتمية موجودة “يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون.”
وأضاف: “لم يكن يوما حقنا في تقرير المصير خاضعا للمساومة والتفاوض، فهو حق طبيعي وتاريخي وقانوني في العيش في وطننا فلسطين، كدولة مستقلة حرة ذات سيادة، وهو غير قابل للتصرف، وغير مرتبط بزمن أو توقيت، فهو حق أزلي، دائم ومستمر، لا يؤجل ولا يعلق ولا يسقط بالتقادم”.
وشدّد على أن الشعب الفلسطيني لن يختفي، ولن يندثر، وأنه واقع وتاريخ لا يمكن إزالته، مهما عتيت قوتها وجبروتها، فلقد بقي هذا الشعب العظيم على أرضه ليس منة أو رحمة من الكيان، بل صبرا وصمودا وأملا وتضحية، رغم الاحتلال والقهر والاستعباد والمحاصرة والمطاردة والتشريد والتهجير واللجوء.
واختتم كلمته بالقول: شعبنا الفلسطيني لن يختفي ولن يندثر ولم يكن يوما فائضا عن الحاجة. إما أن تنصفوه أو تنصفوه.

أسـف وخيبة أمل

هذا، ونددت حركة حماس بدورها بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة، بينما هنأ الكيان واشنطن على هذا الموقف.
عربيا، عبرت مجموعة الدول العربية عن الأسف لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، واعتبرت أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطيني.
ودوليا، عبّر وزير خارجية إيرلندا مايكل مارتن عن شعوره بخيبة الأمل من نتيجة التصويت، وقال إن بلاده تدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وإن الوقت حان كي تأخذ مكانها الصحيح بين دول العالم.
من جانبه قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ إنه “يوم حزين”، معربا عن “خيبة أمله” من الفيتو الأمريكي، ومضيفا “لقد تحطم حلم الشعب الفلسطيني”.

السلام لن يتحقق إلا بدولة فلسطينية

وقبيل التصويت، دعا السفير عمار بن جامع، المندوب الدائم للجزائر التي قدمت مشروع القرار للتوصية بقبول دولة فلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة، نيابة عن دولة فلسطين والمجموعة العربية، الدول الأعضاء إلى التصويت لمنح فلسطين العضوية واعتمادها، وذلك لرفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل للأراضي الفلسطينية، وتحقيق العدالة الدولية.
وحث المجتمع الدولي الذي يسعى إلى تحقيق السلام، على العمل لإنهاء الاحتلال الصهيوني، وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، مؤكدا بأن الجزائر ستبقى تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم هذا المشروع الذي قدم بعد استكمال الشروط كافة ضمن الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024