تعتبر الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية التي ستجرى، الأحد القادم، آخر محطة للخروج من المرحلة الانتقالية التي دامت أربع سنوات، بعد إسقاط الرئيس السابق زين العابدين بن علي وبالتالي ترسيخ سلطة شرعية دائمة.
وتتميز هذه الدورة، التي يشارك فيها زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي (87 عاما) والرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي (69 عاما)، بالوضوح التام أمام الناخبين الذين سيكون اختيارهم بين متنافسين إثنين عكس الدورة الأولى التي جرت المنافسة فيها بين 27 مرشحا، حيث وجد فيها كبار السن صعوبة في اختيار من يصوّتون لصالحه.
وستكون لتونس، بعد انتخاب الرئيس الجديد، سلطة ثابتة تتولى تسيير الشأن العام في البلاد لمدة خمس سنوات قادمة، في ظل التوافق بين الأطراف السياسية الفاعلة، لاسيما بعد التفاهم الذي حدث بين نداء تونس وحركة النهضة في مجلس نواب الشعب الذي
عاد فيه منصب النائب الأول لرئيس المجلس لهذه الأخيرة.
وقد أصبح من المعلوم لدى جميع الأطياف السياسية والمنظمات الوطنية، أنه ليس باستطاعة أي حزب سياسي، مهما كان وزنه وثقله وسط الشعب التونسي، تسيير البلاد بمفرده، بل سيضطر إلى إشراك الأطراف الأخرى في السلطة وفي اتخاد القرارات
ذات البعد الوطني.
كما ستضع هذه الجولة من التنافس على كرسي قصر قرطاج تونس على أعتاب الجمهورية الثانية التي تميّزها التعددية السياسية التي تم إقرارها بعد ثورة 2011 وذلك خلافا للجمهورية الأولى التي كان النظام فيها أحادي الطابع خلال عهدي الرئيسين بورقيبة (1956 - 1987 ) وبن علي (1987 - 2011 ).
وتؤكد كل المؤشرات على أن هذا الدور ستكون المنافسة فيه قوية بين السبسي والمرزوقي، لاسيما في ظل سعي الطرفين لكسب أكبر عدد من المساندين لهما من الأحزاب والمنظمات والشخصيات لحسم الصراع الدائر بينهما على منصب رئيس الجمهورية.
وفي هذا السياق، فإن المرشح السبسي يتقدم على نظيره المرزوقي في عدد الأحزاب التي أعلنت عن مساندتها له، كالأحزاب الدستورية التي انبثقت عن حزب الرئيس المخلوع بن علي والتي يقودها من كانوا ضمن طاقمه الحكومي، إضافة إلى دعم بعض الأحزاب
له مثل الاتحاد الوطني الحر والجبهة الشعبية التي تضم 11 حزبا وحركة آفاق تونس، الى جانب عدد من الأحزاب الصغيرة.
أما المرشح المرزوقي فقد اصطفت إلى جانبه مجموعة من الأحزاب اليمينية الصغيرة التي ليس لديها وزن انتخابي كبير، كالتيار الديمقراطي وحركة الوفاء وحزب البناء المنشق عن حركة النهضة وكذا الأحزاب الإسلامية الصغيرة التي ليس لها تمثيل في البرلمان وبعض مناضلي حركة النهضة الذين صوتوا لصالحه خلال الدور الأول.
وانطلاقا من ذلك، فقد رجح عدد من المتتبعين للمشهد السياسي في تونس، كفة المرشح السبسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لكثرة الأحزاب والمنظمات المساندة له، فضلا عن أصوات مناصري الأحزاب العلمانية والتقدمية واليسارية التي تشتتت خلال الجولة الأولى التي ستكون من نصيبه.
ويشار إلى أنه في حال تساوي المرشحين في أصوات الناخبين، فإن قانون الانتخابات التونسي يرجح السبسي صاحب (87) عاما على المرزوقي صاحب (69 )عاما، باعتباره الأكبر سنّا لمنصب رئيس الجمهورية.
يذكر، أن السبسي قد تحصل خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية على 39,46 من المائة من أصوات الناخبين، بينما تحصل المرزوقي على 33,43 من المائة من إجمالي الأصوات المعبّر عنها.
هذا وتصل، اليوم، إلى تونس، بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية.
وذكر بيان صادر عن مركز جامعة الدول العربية بتونس، أن البعثة تتكون من 15 ملاحظا ينتمون إلى 7 جنسيات عربية يتقدمهم رئيس البعثة السفير وجيه حنفى الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون القانونية بالجامعة.