دخل اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة أسبوعه الثالث، ولا يزال السكان يعيشون حالة إنسانية مأساوية وصعبة للغاية بفعل بقاء عشرات الآلاف من المواطنين في العراء دون أي مأوى وبلا أي مقومات للحياة، خصوصاً في شمال القطاع المحاصر.
ذكر جهاز الدفاع المدني في غزة، أنّ الفلسطينيين بالقطاع يعيشون “أوضاعا إنسانية مأساوية”، حيث يضطر عشرات الآلاف منهم للبقاء في العراء دون مأوى أو مقومات حياة، في ظل الدمار الذي خلفته الإبادة الصهيونية على مدى نحو 16 شهرا.
وقال متحدث الدفاع المدني، محمود بصل، إنّ فلسطينيي غزة “يواجهون أوضاعا إنسانية مأساوية وصعبة للغاية، حيث لا يزال عشرات الآلاف منهم بلا مأوى، ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة”.
وأضاف بصل أنّ “القطاع معرّض لعدة منخفضات جوية، ما يشكّل خطورة بالغة على حياة مئات الآلاف من المواطنين الذين يقطنون في الخيام أو المنازل الآيلة للسقوط، في ظل البرد القارس والأمطار الغزيرة”.
وأشار إلى أنّ “كميات كبيرة من مخلفات القصف الصهيوني لا تزال منتشرة في الشوارع، وتحت الأنقاض والمباني المدمرة، ما يشكّل تهديدا مستمرا لحياة المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن”.
كما دعا المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل، مطالبا بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ أرواح آلاف الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفا قاسية دون مأوى أو حماية.
وخلال الأيام الماضية، قضى النازحون الفلسطينيون العائدون إلى محافظتي غزة والشمال أيامهم وسط ظروف “مأساوية”، حيث نام بعضهم في العراء، بينما اضطر آخرون للجوء إلى ما تبقى من مساجد ومدارس مدمرة، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
مفاوضات المرحلة الثانية
في الأثناء، وبشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، قال مكتب نتنياهو، إنّ الأخير اتفق مع ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط على أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية خلال اجتماعهما في واشنطن اليوم الاثنين.
وعادة تجرى المحادثات بشأن غزة في الدوحة والقاهرة، وبمشاركة الوسطاء في مصر وقطر. وكانت حركة حماس قد أعلنت أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستبدأ اليوم.
انتهاكات لوقف إطلاق النّار
من ناحية ثانية، واصل الجيش الصهيوني خرقه لوقف القتال، حيث قصفت طائرة مسيرة للاحتلال، أمس الأحد، شارع الرشيد الساحلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتعرضت أحياء سكنية وسط وجنوبي القطاع للقصف.
وقال شهود عيان: “إنّ طائرة مسيرة صهيونية أطلقت صاروخين في محيط عربة كانت تسير على شارع الرشيد الساحلي قرب منطقة جسر وادي غزة شمال غربي مخيم النصيرات، دون وقوع إصابات”.
وأضاف الشهود أن الغارة تسببت بحالة من الذعر والهلع في صفوف الفلسطينيين الذين يسلكون شارع البحر مشيًا على الأقدام أو عبر عربات بدائية بسيطة.
وفي خرق جديد آخر، أطلق الجيش الصهيوني النار صوب منازل الفلسطينيين شرقي مخيم البريج (وسط)، دون وقوع إصابات. كما أطلقت قواته المتمركزة على محور صلاح الدين شرق قطاع غزة النار بكثافة تجاه أحياء مدينة رفح الشرقية (جنوب).