شهد قطاع غزّة يوم أمس عملية التبادل الرابعة في إطار إتّفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ توقيعه قبل أسبوعين، إذ أفرجت كتائب القسّام عن الأسيرين “ياردن بيباس” و«عوفر كالدرون” في خان يونس جنوبي قطاع غزّة، والأسير الثالث “كيث سيغال” الذي يحمل الجنسية الأميركية في ميناء غزّة المدمّر، وبالمقابل أفرج الإحتلال عن 183 أسيرا فلسطينيّا، منهم 111 أسيرا من أبناء غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023.
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيّة، ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى، قائمة بأسماء 183 أسيراً سيُفرج عنهم السبت، ضمن الدفعة الرابعة.
وأوضحت المؤسسات، في بيان، أنّ من بين الذين سيُفرج عنهم، 111 اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، منهم 18 من ذوي الأحكام المؤبدة، و54 من ذوي الأحكام العالية والمؤبدة. وتوزّع الأسرى بين 39 من قطاع غزّة و32 من الضّفة الغربية، فيما تم إبعاد سبعة إلى مصر ضمن شروط الصفقة.
وجاء إفراج سلطات الإحتلال عن الأسرى الفلسطينيّين، بعدما أطلقت حركة حماس سراح ثلاثة أسرى صهاينة، إذ سلّمت كتائب القسام، كل من ياردن بيباس (35 عاما) وعوفر كالديرون (54 عاما) وأحدهما يحمل الجنسية الفرنسية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وكيث سيغال (64 عاما) الذي يحمل الجنسية الأميركية في ميناء مدينة غزة، وسط حضور شعبي فلسطيني وانتشار مكثّف لعناصر القسام.
المحـرّرون كانوا مكبّلـين بالأصفـاد
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، عن غضبها إزاء الطريقة التي تعاملت بها سلطات الإحتلال مع أسرى فلسطينيّين خلال إطلاق سراحهم، حيث كانوا “مكبّلين بالأصفاد وفي وضع مؤلم”.
ونقلت صحيفة صهيونيّة عن مصدر أمني لم تسمّه قوله: “أعرب الصليب الأحمر عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها مصلحة السّجون الصّهيونية مع السّجناء الأمنيّين خلال إطلاق سراحهم من سجن كتسيعوت (النقب الصّحراوي) اليوم”.
و«كان أكثر ما أثار غضب المنظمة الأممية، هو اقتياد الأسرى الفلسطينيين بعد رفع أيديهم المكبلة بالأصفاد خلف رؤوسهم وهو وضع مؤلم”، وفق المصدر ذاته.
وضـع صحـي كارثـي
كما بدا الأسرى المحرّرون بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزا عن المشي، وكشفوا خلال استقبالهم برام الله، عن تعرّضهم للضرب من عساكر الإحتلال، والحرمان من الأكل والشرب قبل ساعات من عملية الإفراج.
وكان الجيش الصّهيوني طرد عددًا من أهالي الأسرى الفلسطينيّين وصحفيّين من محيط معتقل عوفر، ولاحق شبانًا داخل بلدة بيتونيا، وأطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدّموع تجاههم.
رعايـة جيّدة لأسرى الإحتلال
ومقابل الوضع الصحي المتدهور الذي ظهر به المعتقلون الفلسطينيون، فقد ظهر الأسرى الصّهاينة بصحة جيدة، وفي السياق، قالت حركة حماس، إن “كتائب القسام” حرصت “رغم الظروف القاسية” على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الصّهيوني الأمريكي كيث سيغال.
وأفادت حماس بأنه “رغم الظروف القاسية حرصت كتائب عز الدين القسام على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويعاني من عدة أمراض”.
وبالمناسبة شدّدت الحركة على أن “صور الإلتفاف الجماهيري والحشود الشعبية المرافقة والمحتفلة بهذا الإنجاز لهو استفتاء حقيقي على أن نهج المقاومة سبيل لتحرير الأرض والمقدّسات”.
وأكدت أن “الحالة الجسدية والنفسية الجيدة التي يظهر بها أسرى العدو، تُثبت قيم مقاومتنا والتزامها الأخلاقي تجاه الأسرى، بينما يرتكب الإحتلال المجرم أبشع الإنتهاكات بحق أسرانا في السجون”.
كما دعت حماس إلى “الضغط على الإحتلال لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني، وعدم المماطلة والمراوغة”، في إشارة لتطبيق المراحل المقبلة من الإتفاق.
79 صهيونيّـا لا يزالــون في الأسـر
وكشفت وسائل إعلام للاحتلال، أنه بعد إطلاق حركة حماس سراح الأسرى الثلاثة أمس، فإنه لا يزال لديها 79 أسيرا، من المقرّر إطلاق سراح 20 منهم خلال المرحلة الأولى الجارية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأضافت أنه: “من بين هؤلاء الأسرى العشرين، هناك 12 على قيد الحياة”.
من جانبه، قال مراسل صهيوني إنه في نهاية المرحلة الأولى، “سيبقى في الأسر 59 صهيونيا، 36 منهم ليسوا على قيد الحياة”.
وتمت الخميس الدفعة الثالثة من صفقة التبادل، حيث أطلقت حركتي “حماس” و«الجهاد الإسلامي” سراح 3 صهاينة مقابل إفراج الكيان عن 110 أسرى فلسطينيّين، إضافة لإفراج الفصائل الفلسطينية عن 5 تايلانديين خارج الصفقة.أما الدفعة الثانية فتم الإفراج عنها في 25 جانفي الماضي، حيث شهدت إطلاق سراح 4 عسكريات صهيونيات من غزة، مقابل إفراج الإحتلال عن مواطن أردني و199 فلسطينيا بسجونها.
فيما جرى تبادل الدفعة الأولى مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 جانفي الماضي، وشملت الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات صهيونيّات مقابل 90 من المعتقلين الفلسطينيّين، من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.