يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لليوم 443 على التوالي، مكثفا قصفه المدفعي وإطلاق النار من المروحيات على أجزاء واسعة من قطاع غزة، في محاولة لعزل بعض المناطق ومنع التحرك فيها.
واصلت قوات الاحتلال نسف مبانٍ ومربعات سكنية في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في إطار سياسة التدمير الممنهجة.
وارتكبت قوات الاحتلال جريمة في مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين وسط مدينة غزة، بعد قصف المكان بالطائرات الحربية، ما تسبب في ارتقاء شهيد على الأقل، وإصابة العديد بجراح متفاوتة.
ولليوم 79 على التوالي يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع صهيوني وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.
نسـف المنـازل على سكانهـا
نسف جيش الاحتلال صباح أمس منازل فلسطينيين في رفح وفي مخيم جباليا بالشمال، كما استشهد فلسطينيون بقصف صهيوني استهدف منزلا في جباليا وآخر في مدينة غزة.
وقال مراسلون إنّ الاحتلال نسف مباني سكنية في حي الجنينة بالتزامن مع إطلاق نار من مروحيات شرقي مدينة رفح. وأكّدوا انتشال جثماني شهيدين إثر قصف على منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح.
وأفاد المراسلون باستشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف على شارع البحر بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية بمنطقة الخلفاء والعلمي، ومنطقة أبو قمر بمخيم جباليا وفي بيت لاهيا شمال قطاع غزة.وأكّدت استمرار الغارات العنيفة والقصف المدفعي وإطلاق النار من طائرات “كواد كابتر” تجاه منازل الأهالي. وأفادت بأن مدفعية الاحتلال استهدفت بكثافة حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وأضافت أنّ فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلا في محيط مدرسة التابعين وسط مدينة غزة.
وجنوب مدينة غزة، قال شهود عيان إنّ المدفعية الصهيونية قصفت بشكل مكثف حي الصبرة كما استهدفت بشكل متقطع حي تل الهوى. كما شهدت منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة حركة نشطة لآليات الجيش الصهيوني بالتزامن مع إطلاق مكثف للنيران.
وفي مخيم المغازي وسط القطاع، أطلق طيران الاحتلال النار تزامنا مع إطلاق عدد من القذائف شرقي قرية المصدر، وفق وسائل إعلام محلية.
والليلة ما قبل الماضية، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب 8 بينهم أطفال ونساء بقصف صهيوني استهدف منزلا في منطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.
والثلاثاء، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان إن القوات الصهيونية تتوسع في “إبادة المدن” كأداة لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تحقق من صحة مقاطع فيديو وصور أظهرت مسح وتدمير مناطق واسعة في الشمال ومدينة رفح.
ظـروف إنسانيـة مروعــة
على الجانب الإنساني، قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة “الأونـروا” لويز ووتريدج، إنّ أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.
وأشارت ووتريدج إلى أن “السكان لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى الموت”، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وقالت “الأونروا”، إن الأحوال الجوية ساءت في الأيام الماضية وسيستمر هذا النمط كما كان متوقعا، إلا أن الوكالة اضطرت إلى إعطاء الأولوية للغذاء على مساعدات المأوى.
وأضافت الأونروا: “لدينا إمدادات خارج قطاع غزة تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر، هذا هو الواقع الذي يعيشه العاملون في المجال الإنساني هنا، يتعين علينا الاختيار بين حصول الناس على الطعام وبين حصولهم على المأوى”.