واصل الاحتلال الصهيوني جرائم الإبادة والتهجير والتجويع في شمال قطاع غزة والمستمرة منذ 76 يوما، مع تصعيد هجماته على المستشفيات حيث استهدف بشكل مباشر مستشفيي كمال عدوان والعودة، مما أسفر عن شهداء وجرحى إلى جانب اشتعال النيران في قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، في حين تسبب القصف الصهيوني على القطاع باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إن آليات عسكرية صهيونية متوغلة استهدفت المستشفى شمال قطاع غزة، أمس الأربعاء، ما أسفر عن اشتعال النيران داخل قسم العناية المركزة فيه.
وأضاف في فيديو من أمام القسم الذي ظهر الدخان ينبعث منه، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، “تفاجأنا بدخول الآليات والجرافات إلى محيط مستشفى كمال عدوان الذي سبقه استهداف مخيف لمنازل المواطنين في محيط المستشفى وكنا نسمع إطلاق النيران والقذائف دون أن نتمكن من عمل شيء”.
وأردف أبو صفية: “جرى إطلاق النار بشكل مفاجئ وجنوني على المستشفى بكافة أنواع الأسلحة”، مشيرا إلى “تعمد الآليات الصهيونية استهداف قسم العناية المركزة وكانت تطلق النيران تجاهه بشكل واضح”.
إجلاء المرضى تحت النار
وتابع: “قمنا بأعجوبة بإخلاء المرضى الذين كانوا على أجهزة التنفس الصناعي من قسم العناية المركزة واشتعلت النيران داخله”، مشيرا إلى أنه “القسم الوحيد الموجود في شمال قطاع غزة”.
ووصف أبو صفية الوضع في المستشفى وخاصة قسم العناية المركزة “بالكارثي جدا وأنه ما زال خطيرا”.
ولفت إلى أن “العاملين حاولوا إطفاء النيران بأدوات بسيطة لا سيما وأن المستشفى يعاني من نقص في المياه منذ 8 أيام عقب استهداف الاحتلال الخزانات وشبكة المياه”.
وزاد: “الآن قسم العناية المركزة خرج عن الخدمة والوضع كارثي، وكنا قد ناشدنا العالم منذ أكثر من 75 يوما بضرورة وجود حماية للمنظومة الصحية والعاملين فيها لكن لا استجابة”.
وبشكل يومي، تستهدف القوات الصهيونية مستشفى كمال عدوان، حيث قصفت طائرات مسيرة من طراز “كواد كابتر”، الاثنين، المولدات الكهربائية ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي ووقوع أضرار في قسم العناية المركزة.
وذكر شهود عيان، أن الجيش الصهيوني فجّر روبوتات مفخخة في المباني والمنازل القريبة من مستشفى كمال عدوان. وأضاف الشهود أن المنازل المحيطة بالمستشفى تضم نازحين فلسطينيين إضافة إلى أصحابها، وأنه لا يعرف مصير من فيها بعد.
وأشاروا إلى أنه عند بدء تقدم الآليات الصهيونية التي كانت تطلق النيران بشكل كثيف خرج الأهالي من منازلهم ونزحوا عن المنطقة المحيطة بالمستشفى من شدة القصف والتدمير.
مستشفى العودة
وإلى جانب مستشفى كمال عدوان، استهدف الاحتلال أيضا صباح أمس مستشفى العودة في محافظة شمال قطاع غزة، حيث وقعت إصابات بين الطواقم الطبية والمرضى بعدما فجر الاحتلال روبوتا قرب المستشفى.
ويعاني مستشفى العودة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية منذ أكثر من 4 أشهر، إلى جانب انقطاع إمدادات الوقود الذي يعوق تشغيل المستشفى بالشكل المناسب.
مجازر في كل مكان
في الأثناء، واصل الجيش الصهيوني عدوانه على مختلف مناطق قطاع غزة، حيث استشهد أمس فلسطينيان في قصف على شمال غربي مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد اثنان وأصيب آخرون في قصف مسيرة صهيونية خيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع أيضا.
ووصل جثمان شهيد إلى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس إثر قصف على مدينة رفح جنوبي القطاع. كما أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين إثر إطلاق دبابات الاحتلال النار على المواطنين في منطقة المواصي غرب رفح.
وأصيب عدد من الأشخاص في غارة للاحتلال استهدفت منزلا في شارع الصحابة وسط مدينة غزة، في حين استهدفت مسيرات منازل في محيط منطقة المصلّبة بحي الزيتون جنوب المدينة.
المساعدات لا تصل إلى الشمال
على الجانب الإنساني، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الاحتلال الصهيوني ما يزال يرفض الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات إلى شمال قطاع غزة.
وأفاد دوجاريك في مؤتمر صحفي، أن بعثات المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة إلى شمال غزة، لا سيما التي تحاول الوصول إلى المناطق المحاصرة، يتم رفض أغلبها.
وذكر أن السلطات الصهيونية رفضت مرة أخرى الثلاثاء ثلاث بعثات مساعدات إنسانية قام بها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والتي خططت لجلب الغذاء والماء إلى بعض الأجزاء في شمال غزة المحاصر.
وأضاف: “حاولت الأمم المتحدة الوصول إلى المناطق المحاصرة 40 مرة منذ مطلع ديسمبر الحالي، رُفضت 38 منها وتم منع اثنتين”.