لا يزال الارتفاع الكبير والمتوالي لأسعار المحروقات بالمغرب يثير ردود الفعل المنتقدة والساخطة، بدءا بالمواطنين ومرورا بمهنيي النقل وصولا إلى أرباب محطات الوقود، وغيرهم من المتضررين.
عرفت أسعار المحروقات، بحر هذ الأسبوع، زيادة جديدة، حملت معها أسعار الغازوال إلى تخطي أسعار البنزين في سابقة من نوعها بالمغرب، إثر زيادة بلغت 1.35 درهم دفعة واحدة، وهو ما أثار موجة غضب جديدة، ومطالب بالتدخل العاجل للحكومة.
مهنيون يتوقفون مرغمين عن العمل
وعلى إثر الارتفاع غير المسبوق لأسعار المحروقات، أعلنت الجامعة الوطنية للنقل متعدد الوسائط عن توقفها المفتوح عن العمل، ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، إلى حين تحقيق مطالب المهنيين.
وقالت الجامعة إن مطالب المهنيين تتمثل أساسا في الإسراع بإخراج إطار قانوني وتنظيمي خاص بمؤشر الغازوال يهدف إلى تقنين تقلبات سعره، وتحديد التكلفة المرجعية، وكذا إخراج الغازوال المهني.
وأشارت الجامعة إلى الانعكاس الجلي لارتفاع أسعار المحروقات على تكلفة النقل بشكل أصبح يهدد مقاولات النقل الوطنية ويخل بتنافسيتها وقدرتها على الاستمرار.
ووصفت الوضع بالمتأزم، مؤكدة أن مقاولة النقل باتت غير قادرة على تغطية أعبائها المالية بفعل التهام ارتفاع التكلفة الطاقية لهامش الربح، مما جعلها مهددة بالإفلاس.
انتقادات للدعم الحكومي
وبالرغم من تخصيص الحكومة لدعم استثنائي موجه لمهنيي النقل، بهدف التخفيف من ارتفاع المحروقات، وتأكيدها على أن الشروع في صرفه سيكون في هذه الأيام، إلا أن هذا الدعم يلقى انتقادات واسعة من طرف المهنيين ونقاباتهم الذين يقولون أنه يبقى إجراء حكوميا، يطبعه الكثير من القصور، بشكل يجعله غير قادر على التخفيف من معاناة مقاولات النقل.
أسعار النقل ترتفع
هذا الوضع الذي يعيشه قطاع النقل، دفع المكاتب النقابية والجمعوية لقطاع سيارات الأجرة إلى الإعلان عن الزيادة في التسعيرة الخاصة بسيارات الأجرة الصغيرة، ليطال الضرر المواطنين أيضا، وسط مطالب للحكومة بالتدخل العاجل من أجل حماية القدرة الشرائية للمغاربة.
ووجهت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيديرالية اليسار سؤالا كتابيا لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة تدعو فيه إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مستعجلة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين، مع العمل على إعادة تشغيل مصفاة «سامير».
وتطرق السؤال إلى الارتفاع المهول لأسعار المحروقات، الذي يتزامن مع موجة غلاء فاحش مس مختلف أثمان المواد الأساسية، وهو ما يضر القدرة الشرائية للمواطن.
ودعت الفيديرالية إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة للتخفيف من العبء على المواطن، داعية الحكومة إلى إعادة تشغيل مصفاة «سامير» التي يمكنها أن تحد من صدمة أسعار المحروقات، حتى لا يبقى المغرب مرتهنا بتقلبات أسعار هذه المادة في الأسواق الدولية.