رمضـــان في كوت ديفوار:

شهـر للمصالحــة والتسامـح

بذل الزعماء المسلمون في كوت ديفوار، كل ما بوسعهم لاغتنام شهر رمضان هذا العام؛ من أجل تعزيز المصالحة الوطنية ورأب الصدع السياسي في الدولة الواقعة في غرب افريقيا، التي تكافح للتعافي من الصراعات بعد الانتخابات التي أودت بحياة 3000 شخص عام 2011.
وبالإضافة إلى الصلاة من أجل السلام والتسامح، يلقي الأئمة المسلمون هناك دروسا حول الصفح والوحدة الوطنية، وفقا للمجلس الأعلى للأئمة «كوسيم»، وهو أبرز مؤسسة إسلامية في البلاد.
وصرح المتحدث باسمه «سيكو سيلا»، وهو أيضا أحد الأئمة في أبيدجان، أن «صيام رمضان فترة من التسامح والمشاركة والحب، ولكن بالنظر إلى الوضع في بلدنا، سنبث رسائل المصالحة الوطنية، التي تعتبر شرطا أساسيا لتحقيق السلام الدائم والتنمية».
ومعظم ضحايا نزاع ما بعد انتخابات عام 2011 من أنصار الحسن واتارا، الرئيس الحالي، وهو مسلم ملتزم ينحدر من شمال البلاد، حيث الإسلام هو الدين السائد.
وتتعافى كوت ديفوار من أزمة عنيفة عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في نوفمبر عام 2010، حيث أعلن متنافسان فوزهما، وهما الحسن وتارا، ولوران غباغبو. ولم تجد البلاد غير سبيل المصالحة والوئام لاستعادة الأمن والطمأنينة وكذا التنمية الاقتصادية، حيث تبيّـن أرقام النمو المسجل عن تحسّن ملحوظ قد ينعكس سريعا على الواقع الاجتماعي للسكان.
ومضى «سيلا» قائلا: «بغضّ النظر عما عاناه المسلمون خلال الأزمة، نحثّهم على الصفح، والتعايش جنبا إلى جنب مع الآخرين من الآن فصاعدا، وهذه هي الرسالة التي نريد أن يأخذها في الاعتبار من يشهدون هذا الشهر الفضيل.
وما يؤكد أن المسلمين في كوت ديفوار وإفريقيا بصفة عامة، على وعي تام بقيم الدين الإسلامي السمحة والبعيد عن أي تطرف وغلو وعن كل ما يدنو من الضغينة والحقد.
ويتحمّل المسلمون الذين يصومون شهر رمضان هذا العام في كوت ديفوار أحوالا جوية سيئة غير مسبوقة من أجل الوفاء بالتزاماتهم الروحية اليومية، حيث أعاقت العواصف والفيضانات تجمعات من أجل الصلاة، وجعلت العديد من المساجد غير مؤهلة لتأدية الشعائر الدينية في أبيدجان، أكبر مدن البلاد.
وعلى الرغم من ذلك يقول الكثير من المسلمين، إن الطقس العاصف بدلا من أن يثبط عزيمتهم، زادهم إيمانا.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال الإمام سنغاري صديقي، وهو من بلدية «بورت بويه» قرب المطار الدولي: «صلينا مرتين فقط في مسجدنا قبل أن تجتاحه مياه الفيضانات وتهدمه». وأشار إلى أنهم منذ ذلك الحين، يتجمعون في مكان آخر - عادة تحت مظلة - لأداء الصلاة، محافظين بذلك على فريضة الصلاة تحت أي ظرف.
الوكالات

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024