أدى رئيس الجمهورية التونسية المنتخب، قيس سعيد، أمس، اليمين الدستورية ليصبح رئيسا جديدا للبلاد لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات، وذلك خلال جلسة لمجلس نواب الشعب بباردو.
بحسب الفصل 76 من الدستور تلا رئيس الجمهورية قيس سعيد(61 سنة) اليمين الدستورية التالية: «أقسم باللّه العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها، وأن أحترم دستورها وتشريعها، وأن أرعى مصالحها، وأن ألتزم بالولاء لها.»
فاز المرشح المستقل قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية أمام منافسه رئيس حزب «قلب تونس» الذي نال 27.29 من أصوات الناخبين.
أكد الرئيس التونسي، في كلمة بالمناسبة، نقلتها وكالة الأنباء التونسية، على الحفاظ على الدولة التونسية واستمراريتها، مشددا على ضرورة ان تبقى مرافق الدولة العمومية خارج الحسابات السياسية.
اعتبر ان المسؤولية الاولى لرئيس الدولة «هي ان يكون رمزا لوحدتها وان يسهر على احترام الدستور وان يكون جامعا لكل التونسيين». شدد سعيّد، وهو الرئيس السابع للجمهورية منذ اعلان النظام الجمهوري سنة 1957، على ان «الشعب التونسي والدولة أمانة وكذلك أمن التونسيين «، داعيا الى حمل هذه الامانات بنفس الصدق والعزم، والى «تحقيق العدل وآمال التونسيين في الشغل والحرية والكرامة».
لاحظ في المقابل ان التحديات المقبلة هي «تحديات كبيرة وان المسؤوليات جسيمة»، قائلا: ان ارادة الشعب الكبيرة قادرة على رفعها وتخطيها وتذليل كل العقبات».
مكافحة الإرهاب
من جهة اخرى، أكد الرئيس التونسي على ضرورة وقوف التونسيين متحدّين في مواجهة الارهاب والقضاء على اسبابه. من جهة اخرى، دعا الرئيس التونسي في كلمته الى الحرص على احترام القانـــــــون والحفاظ على مكتسبات المجموعة الوطنية وثرواتها مضيفا انه ليس هناك اخطر على المجتمعات من «تآكل مرافق الدولة»، كما انه لا مجال لأي عمل خارج اطار القانون. تطرق رئيس الجمهورية في خطابه الى المسائل المتعلقة بالحقوق والحريات وقال في هذا المجال انه «لا مجال للمساس من حقوق المرأة التونسية».
العلاقات الخارجية
قال قيس سعيد ايضا انه لن يقدر احد تحت أية ذريعة أو مسمى على سلب الشعب حريته التي دفع ثمنها غاليا من اجل تحقيقها، مضيفا ان من يسعى الى العودة بهذه الحقوق الى الوراء، فإنه «يلهث وراء السراب»، وفق تعبيره.
توقف رئيس الدولة عند الجانب المتعلق بعلاقات تونس الخارجية وأكد في هذا الصدد انها «ملتزمة» بكل المعاهدات المبرمة سابقا وان كان من حقها مراجعة البعض منها على أسس التفاهم بين الأمم والشعوب، مشددا على ان الامتداد الطبيعي لتونس هو مع بقية دول المغرب العربي وإفريقيا والعالم العربي وشمال المتوسط ومع بقية الدول الصديقة لها.
جدد قيس سعيد دعمه وانتصاره لكل القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، مؤكدا في هذا الاطار على ضرورة ان «تضع الانسانية حدا لمأساة هذا الشعب المتواصلة منذ عقود».