أكد الاتفاق المشترك الذي توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة، مساء الخميس الماضي، رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على أنقرة فور تعليق عملية «نبع السلام» بمنطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.
قال البيان المشترك الصادر عقب مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، أمس، «لقد تم الاتفاق على رفع العقوبات عن تركيا التي فرضت بموجب المرسوم الرئاسي الأمريكي، عند وقف عملية نبع السلام» .
من جهة أخرى، شدد على أن تكون المنطقة الآمنة في شمالي سوريا المقرر إنشاؤها تحت سيطرة القوات المسلحة التركية.
قال البيان «إن كلا الجانبين متفقان على استمرار أهمية وفعالية إنشاء منطقة آمنة لضمان القضاء على المخاوف الأمنية القومية لتركيا بما في ذلك سحب الأسلحة الثقيلة من «ي ب ك» الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني الانفصالي «بي كا كا» وتدمير جميع تحصيناته».
كما أكد البيان أن أنقرة وواشنطن ملتزمتان باستمرار مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي وكذلك حماية جميع أراضي وشعوب دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)».
رفع العقوبات
وقال تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحفي «إن أنقرة أكدت خلال الاجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي في أنقرة على وحدة الأراضي السورية»، مشددا على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه «ليس وقفا لإطلاق النار». اشار إلى أن الاتفاق ينص على تعليق عملية «نبع السلام» لمدة 120 ساعة من أجل انسحاب عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالي «بي كا كا « وجناحه السوري « ي ب ك» وسحب أسلحة هذه القوات وتدمير مواقعها، موضحا «أنه سيتم مناقشة وضع مدينة «منبج» في سوريا وبعض المناطق الأخرى بعد دخول القوات السورية إليها». أكد وزير الخارجية التركي، أن الهدف المهم بالنسبة لبلاده هوإنهاء جميع العناصر المسلحة وإقامة منطقة آمنة بعمق 32 كلم وبطول 444 كلم حتى حدود العراق شرق نهر الفرات بسوريا.
من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأمريكي، أمس، أن تركيا وافقت على إنهاء عملية «نبع السلام» في شمال سوريا بشكل تام خلال 5 أيام وذلك بعد انسحاب مقاتلي «بي كا كا « من هذه المنطقة ضمن هذه المهلة. أشار نائب الرئيس الأمريكي إلى موافقة تركيا على حماية الأقليات في شمال سوريا والاتفاق على إيجاد حل للمنطقة الآمنة وكذلك حماية السجون في هذه المنطقة ومواجهة تنظيم «داعش».
سحب القوات
أوضح بنس أن الولايات المتحدة بدأت العمل على سحب القوات الكردية.. مشيرا إلى أنه من المخطط أن يخرج المقاتلون من منطقة عمقها 20 ميلا .
وأطلقت تركيا يوم 9 أكتوبر الجاري عملية «نبع السلام» شمال شرق سوريا «لتطهير هذه الأراضي من مسلحي « بي كا كا» و» ي ب ك» وإقامة منطقة آمنة يتم نقل اللاجئين إليها.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن ارتفاع عدد المسلحين الذين حيدتهم قواتها في إطار عملية «نبع السلام» بمنطقة شرق نهر «الفرات» شمالي سوريا إلى 702 مسلح.
ترحيب أممي
رحب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بالاتفاق التركي-الأمريكي الذي أعلن بشأن عملية «نبع السلام». وقال غوتيريش في بيان له إنه «يرحب بأي جهد لتهدئة الوضع وحماية المدنيين، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي»، معتبرا أن «الطريق لايزال طويلا لإيجاد حل فعال للأزمة في سوريا».