دخل الجيش السوري عدداً كبيراً من القرى والبلدات التي تسيطر عليها قوات الديمقراطية السورية (قسد) في أرياف محافظة الرقة بشمال سوريا، أمس، وكذلك بلدة « تل تمر» بريف الحسكة شمال شرقي البلاد قرب الحدود مع تركيا وسط ترحيب من الأهالي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
أفادت الوكالة، بأن «وحدات من الجيش العربي السوري دخلت عدداً كبيراً من القرى والبلدات في أرياف محافظة الرقة بشمال سوريا وبلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي لمواجهة العدوان التركي وسط ترحيب من الأهالي». كانت الوكالة السورية قد ذكرت، أن وحدات من الجيش السوري بدأت بالتحرك باتجاه الشمال لـ»مواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية».
أعلنت ما تسمى بـ»الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» الكردية، أمس الأول، توصلها إلى اتفاق مع الحكومة السورية من أجل صد الهجوم التركي. قالت الإدارة في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية بموقع (فيسبوك)، إنه «تم الاتفاق مع الحكومة السورية كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا الهجوم».
بحسب البيان، يتيح الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الفرصة لـ»تحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى».
بدأت تركيا، يوم الأربعاء الماضي، عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا، والتي تعتبرها أنقرة «مجموعات إرهابية»، ويساندها في عملياتها العسكرية، عدد من الفصائل السورية المقاتلة المنضوية تحت مسمى «الجيش الوطني».
تقول تركيا إن العملية العسكرية تهدف إلى إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، وإعادة توطين الملايين من اللاجئين السورية، ورفضت دمشق العملية العسكرية التركية، وأكدت عزمها على مواجهة «العدوان التركي بكل الوسائل».
فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أمس، أنها تمكنت من صد جميع محاولات الجيش التركي للهجوم على مدينة رأس العين الواقعة شمال غربي محافظة الحسكة على الحدود السورية-التركية.
سحب ألف جندي
أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أمس الأول، أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سوريا.
نقلت تقارير إعلامية أمريكية عن إسبر قوله: «تحدثت مع الرئيس الليلة الماضية بعد نقاشات مع باقي أعضاء فريق الأمن القومي ووجه بأن نبدأ بسحب للقوات من شمال سوريا».
وواجه ترامب اتهامات بالتخلي عن حليف أساسي في الحرب ضد تنظيم «داعش» بعدما أمر القوات الأمريكية الخاصة بالانسحاب من المنطقة الحدودية.
إدانة أوروبية
أدان وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس، «العدوان العسكري» التركي على شمال سوريا. وتأتي إدانات الوزراء في تصريحاتهم على هامش اجتماعهم الدوري في لوكسمبورغ، حيث امتنعوا عن إعطاء أي وصف إضافي لما يجري في شمال سوريا. وأكدوا أنهم يعملون لاتخاذ تدابير ضد تركيا تتمثل في حظر توريد السلاح الأوروبي لها، وذلك بعد أن أعلنت فرنسا وهولندا وغيرها عن هذا الإجراء.