وصف النائب الفرنسي، جان بول لوكوك، عدم وفاء المجتمع الدولي بوعوده فيما يخص حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير، بغياب وحدة حقيقية وإجماع من قبل هذه الأطراف تجاه تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بقضية تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في القارة الإفريقية.
رئيس مجموعة الدراسات حول الصحراء الغربية في الجمعية الوطنية الفرنسية، أكد في خطابه خلال مظاهرة الجالية الصحراوية بباريس، أمس الأول، أن هذه القضية هي مسألة متعلقة بحق شعب في اختيار وتحديد مستقبله بشكل حر وديمقراطي، وعلى هذا الأساس يضيف المتحدث، «نحن هنا اليوم إلى جانب الديمقراطيين وداعمي الديمقراطية من أجل التأكيد مرة أخرى ودائما على دعمنا لهذه القضية سواء في فرنسا أوخارجها وفي مختلف المناسبات والأحداث».
من جهة أخرى، دعا لوكوك، كل المشاركين في المظاهرة والمتضامنين مع الشعب الصحراوي إلى مواصلة التنديد بصمت الفاعلين الدوليين تجاه معاناة الشعب الصحراوي وتورط السلطات الفرنسية في دعم النظام المغربي في احتلاله غير الشرعي لإقليم الصحراء الغربية وإنكار حق شعبها في تقرير المصير.
في الختام شدد النائب البرلماني، على أن لا حل لقضية الصحراء الغربية خارج عن تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والحرية والإستقلال، كما تُقِر به قرارات منظمة الأمم المتحدة ذات الصلة.
مظاهرة عارمة
شهدت ساحة الجمهورية، وسط العاصمة الفرنسية باريس، مظاهرة عارمة دعت إليها جمعيات الجالية الصحراوية وحركة التضامن مع الشعب الصحراوي في فرنسا، وحضرها العديد من جمعيات الجالية من كل المدن الفرنسية، إسبانيا وبلجيكا، وممثلين عن المنظمات والنقابات والأحزاب السياسية المتضامنة مع الجمهورية الصحراوية.
هذا الحدث النوعي، الذي يأتي بالتزامن مع إحتفال الشعب الصحراوي بذكرى الوحدة الوطنية، جاء ليعكس رسالة الشعب الصحراوي من خلال جالياته في فرنسا وأوروبا عن التفافهم وراء جبهة البوليساريو في ذكرى الوحدة الوطنية من اجل تحقيق أهدافها في حرية واستقلال الشعب الصحراوي وتمكينه من كامل حقوقه غير القابلة للتصرف في السيادة على أرضه وثرواته الطبيعية.
كما يحمل رسالة أخرى بالغة الأهمية إلى باريس تحثها على ضرورة لعب دور بناء إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية وفق مبادئ وميثاق الأمم المتحدة يجعل من ممارسة الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير فيصل ومحك التسوية، خلافا لموقفها المتناقض مع مبادئ الجمهورية والثورة الفرنسية المتمثل في دعم عرقلة المغرب منذ أكثر من ثلاثة عقود لهذا الإجراء القانوني المتفق عليه بشأن النزاع.
ألقى مجموعة من ممثلي حركات التضامن بيانات نددوا فيها بالدور الفرنسي السلبي في نزاع الصحراء الغربية، وصفوه بحجر عثرة أمام تحقيق السلام في الإقليم من خلال عرقلة مهمة المينورسو في إجراء إستفتاء تقرير المصير وحماية حقوق الإنسان والنهب الممنهج الذي تتعرض له الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المظاهرة التي شارك فيها قرابة 500 شخص من فرنسا، بلجيكا، إسبانيا إلى جانب حركات التضامن وممثلين عن أحزاب سياسية ونواب البرلمان الفرنسي، تأتي بالتزامن مع الإحتفالات المخلدة لذكرى الوحدة الوطنية، وكذلك جلسات مجلس الأمن واللجنة الرابعة لتصفية الإستعمار بشأن قضية الصحراء الغربية أخر مستعمرة في القارة الإفريقية.