الشاعر المصري وليد علاء الدين في حوار لـ ''الشعب''

أعمل بمزاجية عالية، ولا أقاوم إغـراءات النصــوص !!''

أجرت الحوار: هدى حوحو

يعتبر الشاعر المصري وليد علاء الدين من المبدعين الذين اقتحموا عالم المسرح من خلال الكتابات القصصية التي شارك بها في المهرجانات الثقافية بالاضافة الى نشره لمجموعة شعرية بعنوان ''تينة تفسر أعضاءها للوقت'' وكتاب يضم يوميات رحلة قام بها الى الجزائر في السنوات القليلة الماضية، إضافة الى إنشغاله بتحرير كتاب يضم كتاباته في نقد الشعر. ''الشعب'' إلتقت بالشاعر فكان هذا الحوار.

  • ''الشعب'': كيف جاءت فكرة الكتابة المسرحية الى جانب التجربة الشعرية التي سجلت من خلالها مسار في حياتك الابداعية؟

  وليد علاء الدين: ما يمكن أن أحدده أن الشعر والمسرح ولكن هما كيان واحد، وأظن أن الشعر هو الصورة الأكثر تجريدا للمسرح، والفارق أنني أشعر بحرية أكثر من المسرح الذي أجده يستوعب قدرا أكبر من طاقتي ومخيلتي ويعطيني المجال للتحليق وخلق الكائنات وتحريكها، فأنا أكتب النص المسرحي بشحنة عالية من الشعرية والتخييل وأجد متعة كبيرة في التنقل بين أكثر من شخصية لا تحدث من زاويتها، مع الانشغال بالجو العام للعرض، أنا أكتب وأمارس الاخراج من وجهة نظري أيضا أثناء الكتابة، فأحدد تفاصيل الخشبة وألوانها وحركات الشخصيات التي لا يمكن فصلها عنهم لأنها تستكمل إبعادهم وتستكمل تصاعد الحدث وتراتيبه، مشكلتي أنني أعمل بمزاجية عالية، وكل نصوصي المسرحية تقريبا مفتوحة ولا أستطيع مقاومة إغراء اللعب بها بشكل دائم، ولا أتوقع أن الكتاب الذي يضم تلك النصوص سوف يرى النور قريبا، رغم أن حصول أحد نصوصي على مركز في جائزة الشارقة للابداع العربي قد منحني دفعة قوية ورغبة في استكمال العديد من مشاريعي المسرحية القائمة.

  •  هل نستطيع أن نقول أن خيال الشاعر وليد علاء الدين له علاقة ببناء فكري نابع من الخيال المفرط وكيف تحددون العلاقة القائمة بين الابداع والخيال؟


@ أعتقد أنني من جيل نبع من تكوين خيالي كبير وواسع ولا أدري إن كان الهدف أن نتصور أنه لا شعر ولا فن ولا أدب ولا سياسة في ذلك الوقت لكن الارتواء من الواقع المعيشي جعلني أرتوي من نبع الابداع القائم على أسس قيمة نابعة من احترام الذات والأصول البيئية للانسان و هو المنطلق الذي استقطبني وجعلني أقاوم الى أن وصلت التشبع الفني.

  •  كيف ترى فكرة الذاتي والموضوعي في الفن الشعري؟

أظن أن الوصول بالذاتية الى حدودها القصوى هو تحقيق للموضوعية، ولأن بلوغ هذه الحدود القصوى في الشعر أمر مستحيل في رأيي، فإن الموضوعية ضرب من المستحيل في الشعر، وهو مستحيل لأنه إذا تحقق سوف تنهار الشعرية كلها، لأنها سوف تفقد ذلك المس المتوهج من الغريب والمفاجئ والمدهش والخارج عن المألوف والكاذب والمتخفي والموارب والمازج الحقيقة بالخرافة والمخفي الحقيقة في لغز، كل هذه التقنيات في نظري إنما وجدت من أجل تحقيق معادلة صعبة للغاية هي التي تحرك الشاعر وهي أن يفضح الذات دون أن يفضحها، أن ينكشها بطرف قلمه فقط دون أن يمزق غطاءها، وهو ما لا تسمح به الموضوعية التي أفهمها كالتالي: كن موضوعياً، أي استقر على وضع، وما للشعر أن يستقر على وضع إلا أصبح خطاباً عادياً أو تقريراً يرغب في أن يتمكن كل قارئ من فهمه كما هو وليس على قدر طاقته.

  •  ماهو رصيدك في المجال الإبداعي؟


@ مسرحية ''البحث عن العصور والتي حازت على المركز الثاني في مهرجات الشارقة للإبداع العربي بالاضافة الى مجموعة شعرية تحت عنوان ''تردني لغتي اليَّ'' ضمت قصائدي الأولى، حظيت بمناولات نقدية جادة في القاهرة وبيروت والخليج، وأيضا مجموعة جديدة له بعنوان (تينة تفسر أعضاءها للوقت) بالاضافة الى ديوان جديد بعنوان ''تفسر أعضائها''الى جانب الديوان الأول ''تردني لغتي الي''.

  •  كيف تقيمون تجربة المسرح المحترف بالجزائر؟


@ بالتأكيد هي تظاهرة ناجحة باعتبار أن الهدف الأسمى لهذا المهرجان هو تفعيل الحركة المسرحية بين الشباب، كما يطمح الفنانين بأن يصبو هذا المهرجان في دورته السابعة إلى المكانة المرموقة التي يستحقها، ومن بين الأسباب  لنجاح هذا المهرجان هو مشاركة نخبة من الشباب الجامعيين الذين أمتعوا الجمهور بعروض جميلة ذات مستوى عال يرقى إلى درجة الاحترافية، وعليه فمهرجان المسرح حمل  العديد من المفاجآت حيث سيوصل المتفرجين إلى درجة المتعة والجمال و بأسلوب الرقي والتحضر..

  •  ماهي الكلمة التي توّجهونها إلى المبدعين والشعب الجزائري بصفة خاصة؟


@ قد تخونني الكلمات للتعبير عن مكنوناتي اتجاه المبدعين خاصة منهم الشباب، فالطاقة الفنية التي يملكها هؤلاء قد تتعدى الحدود الكونية و على السلطات المعنية أن تحضر الأرضية المناسبة لاستقبال إبداعاتهم وحان الوقت لترك الساحة لهم للتعبير عن  خلجاتهم الفنية الغير محدودة أما كلمتي للشعب الجزائري، فهي كل الاحترام والتقدير والتمني بمواصلة الدرب مكللا بالنجاح وتحقيق المزيد من التألق من خلال كل الانجازات التي حققتها الجزائر خاصة وأنها تحتفل بخمسينية الاستقلال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024