نـــــور الشريـــــــف حيـــــاة مـــــن التـــــألق والنجـــــــــاح
تُوج بجائزة أفضل ممثل، في الدورة الثامنة لمهرجان «وهران» الدولي للفيلم العربي في طبعته الأخيرة، عن دوره في فيلم «بتوقيت القاهرة»، من إخراج أمير رمسيس. لم يكن حاضراً لتسلم الجائزة، بسبب ظروفه الصحية؛ إنه الفنان نور الشريف، الذي غادرنا دون رجعة، مخلفا إرثا سينمائيا لا يفنى.
حزن عميق طغى على الساحة الفنية العربية إثر وفاة أحد أعمدة الفن السابع، قدم أكثر من 170 فيلم على مدار عقود من التمثيل. أفلام متنوعة شملت الدراما، عروضا مسرحية أوصلته إلى أعلى المستويات، ضاربا المثل في العمل الجاد.
يشهد للراحل، أحد خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية مع بداية السبعينيات، تأديته الدور المتميز في أفلام فاقت شهرتها الحدود المصرية منها «المصير» من إخراج يوسف شاهين.
نجح نور الشريف في الدور الذي أسند إليه متقمّصا شخصية الفيلسوف ابن رشد و»كتيبة الإعدام» و»الكرنك» و»عمارة يعقوبيان» و»سواق الأتوبيس» و»ليلة ساخنة» و»دائرة الانتقام» و»بتوقيت القاهرة» التي كانت آخر أعماله في مسيرة حافلة بالعطاء والتألق.
ويتذكر المتتبعون للشأن السينمائي الأعمال التلفزيونية التي أداها بتفنّـن في المسلسلات الدينية التي موّنت مختلف الشاشات العربية والإسلامية، منها «رجل الأقدار: عمرو بن العاص» و»هارون الرشيد» والاجتماعية «لن أعيش في جلباب أبي» و»الرجل الآخر» و»عائلة الحاج متولي» و»العطار والسبع بنات»، بالإضافة إلى عدد من الأدوارالمسرحية، أبرزها في مسرحيتي «القدس في يوم آخر» و»الأميرة والصعلوك».
عـوْدة إلى البَدْءٍ
محمد جابر محمد عبد الله وشهرته نور الشريف (28 أبريل 1946 ـ 11 أغسطس 2015)، ممثل مصري، اشتهر بتقديم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية وكذلك على المسرح، بدأ حياته الفنية عام 1967 عقب تخرّجه من المعهد العالي للفنون المسرحية وكأنّ الأول على دفعته، توفي في يوم الثلاثاء الموافق 11 أوت 2015 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 69 عاماً.
ولد في منطقة السيدة زينب لأسرة من الطبقة العاملة في مركز مغاغة قرية طنبدي بمحافظة المنيا، اسمه الحقيقي الكامل محمد جابر محمد عبد الله، تزوج من الممثلة بوسي واستمر زواجهما لمدة طويلة حتى تم الفراق العام 2006 ثم عادا مرة أخرى عام 2015، ولهما أولادهما هم سارة ومي.
مسيرة حافة بالإنجازات
حصل الفقيد على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير «امتياز» وكان الأول في دفعته عام 1967. بدأ التمثيل في المدرسة، حيث انضم إلى فريق التمثيل بها، كما كان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك، لكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم، بسبب حبّه للتمثيل الذي اتجه إليه عن طريق الفنان سعد أردش، الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه دوراً صغيراً في مسرحية «الشوارع الخلفية».
اختاره المخرج «كمال عيد» ليمثل في مسرحية «روميو وجولييت». وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم «قصر الشوق» ويحصل عن دوره على شهاده تقدير فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.
في السينما والتلفزيون
قام فقيد السينما العربية نور الشريف بعدها، بعدة أدوار في السينما المصرية بدأها عام 1966 مع فيلم «قصر الشوق»، وفي عام 1999 قدم فيلم «العاشقان» الذي قام فيه بتجربة الإخراج لأول مرة، كما تألق أيضا في التلفزيون المصري من خلال مسلسلاته الأشهر «لن أعيش في جلباب أبى» و»الرجل الآخر» و»عائلة الحاج متولي» وعدة مسلسلات تاريخية أهمها «هارون الرشيد» و»عمر بن عبد العزيز».
مرضه
وكان النجم الكبير نور الشريف يعاني من عدم وصول الدم إلى قدمه اليمنى مما كان يستلزم التدخل الجراحي العاجل لتوسيع شرايين القدم.
ولم يكن هذا المرض هو الوحيد الذي عانى منه نور الشريف، إذ اكتشف أثناء إجرائه لبعض الفحوصات الطبية وجود مياه في رئتيه أسفر عن حدوث التهاب بالغشاء البلوري.
وتلقى الفنان نور الشريف العلاج اللازم للالتهاب الذي عانى منه في الرئة وكذلك مشكلة وصول الدم إلى قدمه اليمنى، لكن القدر لم يمهله. وكان الفنان نور الشريف يواصل استعداده للمشاركة في مسلسل «أولاد منصور التهامي» وذلك بعد شفائه من الأمراض التي كان يعاني منها، لكن روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها.