يحتضن رواق «بوفي دار» للفنون بالعاصمة، معرضا جماعيا في التشكيل لأربعة فنانين من باتنة، أبوا إلا أن يحيوا عبر لوحاتهم التي تجمع بين التجريدية والانطباعية والواقعية والواقعية المفرطة، ذكرى اثنين من رواد التشكيل بالمنطقة عبدو طمين والشريف مرزوقي.
«الشتاء في باتنة» و»عباد الشمس» و»المرآة» و»شابة بوشاح أحمر» و»بسكرة القديمة»... هي من بين 40 لوحة زيتية، ازدانت بها جدران الرواق وطارت بالحضور إلى عوالم مختلفة تجاوزت حدود الأوراس آسرة بمواضيعها، وتدرجات ألوانها الزوار الذين غص بهم الرواق رغم صغره.
حسين هوارة، الذي يقدم عشر لوحات واقعية متوسطة الحجم، انتقاها من أعماله القديمة، اعتبر أن طمين الذي سبقه إلى الفن التشكيلي ومرزوقي الذي عاصره في فترة ما «كانا بحق من مؤسسي هذا الفن بباتنة»، مشددا بالخصوص على طمين الذي أكد أنه «الأب الروحي للتشكيل بالأوراس».
وتأسف الفنان، الذي يشارك بعشرة إبداعات تبرز منها خصوصا لوحة «بورتريه للأب» التي يكرم من خلالها والده، لواقع التشكيل اليوم بباتنة وخصوصا في ظل «غياب أروقة العرض وكذلك النقاد المهنيين».
وأشار من جهته محمد بركان، الذي يشارك بتسع لوحات زيتية حديثة بين تجريدية وانطباعية، إلى أنه «تعلم كثيرا من طمين الذي كان جاره في باتنة وهو صغير»، مضيفا أن هذا الأخير «كان أستاذا في الرسم وقد قدم الكثير للفن التشكيلي الباتني، وكذلك مرزوقي الذي ترك أيضا بصماته».
التشكيلي الشاب لمين عزوزي خريج مدرسة الفنون التشكيلية بباتنة في 1995 يقدم بدوره مجموعة من الأعمال، في تيار الواقعية المفرطة هي من آخر ما جادت به مخيلته الإبداعية، حيث تبرز منها خصوصا «شابة بوشاح أحمر» و»المرآة» و»أخضر وبرتقالي» و»الفنانة» وقد لفت في تصريح له أنه «عاصر في مرحلة ما مرزوقي» الذي وصفه بأنه «رمز من رموز التشكيل بباتنة».
«الأغواطي» و»الفنان» هي من بين اللوحات الواقعية التي شارك بها في هذا المعرض التشكيلي الشاب سفيان داي، خريج مدرسة الفنون الجميلة بباتنة في 2013، حيث يقدم خصوصا بورتريهات رائعة أنجزها حديثا وقد اعتبر من جهته أنه «ليس هناك أفضل من البورتريهات للتعبير عن الإنسان».
وتستمر فعاليات هذا المعرض - الذي يقام تحت شعار «الفن التصويري الأوراسي: إحياء ذكرى «طمين ومرزوقي» - إلى غاية 31 من الشهر الجاري وهو يقدم أيضا للزائرين فرصة مشاهدة عدد من اللوحات الزيتية للفنانين طمين ومرزوقي اللذين غادرا الحياة في سن مبكرة.