في افتتاح ملتقـى دولي حـول أعماله بـالجـزائر

إبــراز الـبعد الـفنـي والتاريـخي والوطـني للـشـيخ عـبـد الــكريم دالي

أبرز مشاركون في ملتقى دولي حول الشيخ عبد الكريم دالي (1914- 1978) افتتح الخميس بالجزائر العاصمة، البعد الفني والتاريخي والوطني للفنان الراحل، مؤكّدين أهمية دراسة مسار هذه الشخصية الفنية المميزة، ومن خلالها البحث في خصوصية الموسيقى الأندلسية الجزائرية وما تستحقه من حفظ وتثمين ونقل إلى الأجيال الصاعدة.
واحتضن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي فعاليات الملتقى الدولي حول الشيخ عبد الكريم دالي (25 - 27 أفريل) من تنظيم مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي وإشراف وزارة الثقافة والفنون، حيث اعتبرت رئيسة المؤسسة، وهيبة دالي، أن الملتقى يتطلع إلى رد الإعتبار إلى الشيخ عبد الكريم دالي بصفته “شخصية وطنية تستحق إلقاء المزيد من الإضاءة على إسهاماته”، وذلك من أجل “ضمان مكانة الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية داخل الحيز الثقافي الوطني، إلى جانب تلقين هذا التعبير الفني إلى الأجيال الصاعدة”.
كما أكّدت، في سياق ذي صلة، بأن هذا التلقين يشكل “درعا منيعا لحماية هذا الجانب الحيوي من الشخصية الوطنية الجزائرية، خاصة على ضوء الإستفزازات الواردة من محيطنا المجاور، الذي يسعى من خلال بعض المشاكسات الوضيعة إلى السطو على موروثنا الثقافي الوطني، والإفتراء على حقائق حضارية وتاريخية تجلت في أعمال غنائية وموسيقية خالدة تدح ض كل مزاعم هؤلاء”.
وعرف اليوم الافتتاحي للملتقى حضور عدة مختصين وموسيقيين، حيث شددوا على أهمية دراسة مسار الشيخ المبدع عبد الكريم دالي بصفته واحدا من الأسماء الفنية والثقافية الجزائرية الكبيرة التي تستحق تسليط الضوء على مآثرها، بالنظر إلى “خصوصيته الفنية في الغناء والعزف، وأيضا تجربته الإنسانية كجزائري ساهم في فرض الشخصية الجزائرية في حقبة زمنية عسيرة من تاريخ الجزائر”.
واعتبرت الأستاذة الباحثة صبيحة بن منصور بأن دالي يمثل “ذاكرة التراث اللامادي الوطني بكل ما يحمله هذا التراث من رمزية وثراء ثقافي جماعي، مع تحديد الرهانات التي تواجه الموسيقى الأندلسية الجزائرية في ظل المتغيرات العالمية، والتفكير في سبل المحافظة عليها ونقلها إلى الأجيال الصاعدة على اعتبار أنها مرآة تعكس صورة مجتمع منفتح على الآخر، وقادر على فرض نفسه من منطلق إرثه الحضاري الفريد والمميز”.
 وقد توصّل عبد الكريم دالي، تضيف المتحدثة، إلى “المزاوجة بين المدرستين الغرناطية بتلمسان والصنعة بالجزائر العاصمة، فكان نموذجا للتعددية والانفتاح على فضاءات فنية باختلافها وتنوعها”، مضيفة أن الموسيقى الأندلسية الجزائرية بصفتها أيضا مجال واسع للتفكير وللدراسة، فإنه “من واجب المهتمين والدارسين اليوم ضمان استمراريتها عن طريق نقلها الى الأجيال القادمة مع الانفتاح على آفاق مستقبلية”.
من جهته، قال الموسيقي نور الدين سعودي أن مسيرة دالي كغيره من كبار شيوخ الموسيقى الأندلسية الجزائرية مثل الشيخ سفينجة والفخارجي والدرسوني وغيرهم “لم تكن هينة، حيث كانوا بالمرصاد للمستعمر الفرنسي وعملوا على فرض شخصيتهم الجزائرية”.
وأردف موضحا بأن دالي نجح في استكشاف نمط الموسيقى الأندلسية، وغاص في الموسيقى العربية وأثرى تجربته بالانضمام إلى الجوق التابع لمحطة الإذاعة تحت قيادة محمد فخارجي، والتي كانت دافعا لاستقراره في الجزائر العاصمة قادما من مدينته تلمسان، محدثا بذلك انسجاما بين المدرستين العاصمية والتلمسانية.
 وبخصوص الرهانات التي تواجه الموسيقى الأندلسية الجزائرية، دعا سعودي إلى إرساء قواعد محكمة لتعليم وتلقين هذه الموسيقى باللحن والعزف، ومراعاة الجوانب التاريخية والاجتماعية والفلسفية لهذا الفن، ومع الأخذ بعين الاعتبار “أن لا يكون الاختلاف الموجود بين المدارس ذريعة للتحريف العمدي أو غير العمدي”.
وقد أثرى الحضور النقاش بخصوص مدى تكامل التجارب الفنية الموسيقية الجزائرية من خلال تجارب عدد من الممارسين من مختلف الأجيال، حيث استعرضوا وجهات نظرهم فيما يتعلق بكتابة الموسيقى الأندلسية الجزائرية وفق السلم الموسيقي مع محاولة الاحتفاظ بالروح الإبداعية التي تميز كل فنان أو جمعية موسيقية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024
العدد 19465

العدد 19465

الأربعاء 08 ماي 2024