اعتبر الفنان الشعبي مراد جعفري أن تميز الراحل مصطفى يانس في أعماله الفنية جعلت منه نجما كبيرا و بفقدانه تكون الساحة الفنية قد فقدت احد من أعمدة الأغنية الشعبية ،حيث استطاع بصوته و ''بحته'' المميزة أن يكسب جمهورا واسعا إلا أن التهميش الذي نالته هذه الأغنية جعلت منه فنانا في الظل إلى جانب معاناته مع المرض الذي أقعده طريح السرير مدة كبيرة مما ساهم ذلك في تقليص أعماله إلا أن تميزها جعل منها أسطورة فنية لا تضاهى كما كان يعرف بأعماله الفنية الجادة، التي تطرق فيها إلى عدة مواضيع تخدم المجتمع.
وقال جعفري في تصريح خص به ''الشعب'' ،أن مصطفى يانس- رحمه اللّه-، لم يكن غائبا عن الساحة،و لكن حضوره الفني كان بارزا من خلال الحفلات التي كان يحييها ،و ما استطيع أن أقوله يضيف نفس المتحدث- هو أن تهميش وسائل الإعلام لهذا الفنان زادت في عزلته إلا انه كان حاضرا من خلال الجولات الفنية بالإضافة إلى أن الإذاعة الوطنية قاطعت أعماله الفنية و بالرغم من ذلك فان عشاق و محبي أعمال مصطفى يانس كانوا دائما أوفياء له فقد كان دائما في الموعد سواء في حفلاته أو حتى الجولات الفنية التي كان يقوم بها .
وعن سبب نقص أعماله الفنية في الفترات الأخيرة أكد مراد جعفري ان تراجع أعماله يرجع أساسا إلى طبيعة عمله حيث كان يعمل بالمجلس الشعبي الوطني كما ان الوقت لم يكن حليفه في تسخيره في الأعمال الفنية و المواعيد الغنائية ولكن حبه الكبير للغناء و الإبداع في أداء الأغنية الشعبية جعل منه فنانا بسيطا لا يحب الأضواء كثيرا و لا حتى التباهي كثيرا فكان فعلا فنان متواضعا الى أقصى الحدود .
وعن أهم مميزات شخصيته أكد جعفري أن الفنان الراحل مصطفى يانس كان يعشق ''قعدات ''الأصدقاء كما كان محب للأعمال الخيرية فلا تجد شخصا قصده لشئ إلا انه استجاب له بكل حب منهم خاصة بعض الشباب الذين قصدوه لإحياء حفل زفاف خاصة إذا علم أن ذلك الشخص إمكانياته المادية لا تسمح له بدفع مستحقات ''العرس'' إلا انه بادر في فعل ذلك بكل حب و سرور.
وعن أهم الأعمال التي ميزت رحلته الفنية قال الفنان مراد جعفري أن أغنية راشدة التي أبدع وبرع في أدائها، وكذا أغنية ''الحمد للّه مازال رجال في بلادنا'' وألحانها مأخوذة من أغنية الراحل الحاج محمد العنقى ''الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا''كانت من بين الأعمال التي برز من خلالها و و ابدع في أدائها و مايمكن أن نعيب عليه هو انه كان من بين الفنانين الذين لم يغادروا الجزائر خلال العشرية السوداء التي مرت على بلادنا لحبه الكبير لوطنه ،و لكن فعلا كان فنانا ملتزما بطبعه الفني الجاد و لكنه لم ينل حقه من الاعتبار.
قاليز :اقامة حفل لتكريم أعمال الراحل
من جهة أخرى أكد فنان الأغنية الشعبية نصر الدين قاليز أن وفاة الفنان الراحل مصطفى يانس يعتبر خسارة للفن الشعبي الجزائري الاصيل خاصة و أن هذا الفنان عرف بادئه المميز و التزامه بهذا النوع الفني المميز ،و ما يمكن أن أضيفه هو انه تم الاتفاق مع مجموعة من الفنانين الذين شاركوا يانس في حفلاته تكريمه من خلال حفل فني يجمع مجموعة من الفنانين و هذا تكريما للأعمال التي قدمها كما انه لا يفوتنا الحديث عن التهميش الذي ناله هذا الفنان الكبير خاصة و أن خبر وفاته مر مرور الكرام و هو لا يتناسب مع قيمته كمبدع أعطى للأغنية الشعبية لمسة جمالية ومكانة خاصة .