أكدت الفنانة المتألقة ريم تاكوشت في حوار مع ''الشعب'' أن غيابها عن التلفزيون الجزائري خارج عن نطاقها، مشيرة إلى أنه تم تهميشها دون سبب يذكر، حيث لم تقدم أي عمل منذ مسلسلها الأول والأخير ''حنان امرأة'' الذي خدم حياتها الفنية.
وأعابت تاكوشت على ما يعرض من أعمال على التلفزيون الجزائري، والتي تدفع إلى الضحك من كثرة ما تقدمه من مهازل، نتيجة الاعتماد على فنانين لا علاقة لهم بالفن، مؤكدة بأنها وجدت في المسرح فرصة لمواصلة مشوارها الفني، لأن ـ حسبها ـ قلة الأعمال تقتل الفنان.
- الشعب: آخر أعمالك السينمائية فيلم ''عطور الجزائر''، لرشيد بلحاج، ماذا عن جديدك في المجال التلفزيوني؟
@@ريم تاكوشت: عطور الجزائر هو آخر عمل لي في مجال الفن السابع، كما أحضر إنشاء الله لفيلم آخر بعنوان ''وعود''، ولم ننطلق بعد في العمل عليه، وعلى مستوى التلفزيون ليس لدي في الوقت الحالي أي مشروع.
- بالرغم من تألقك في مسلسل ''حنان امرأة'' بجزأيه، إلا أنه منذ ذلك الحين لم نرك في أي عمل تلفزيوني، فهل فضلت السينما على التلفزيون؟
@@ لم أتلق أي عروض منذ مسلسل ''حنان امرأة''، قدمت أعمالا بالاشتراك مع المؤسسات الخاصة وبثت على التلفزيون الجزائري، وغيابي عن هذه المؤسسة خارج عن نطاقي.
وفيلم ''حنان امرأة'' خدم حياتي الفنية، فيمكن أن نقدم عملا واحدا ويكون ناجحا، وقد نقدم عدة أعمال لكن بدون أي شهرة، هناك فنان عالمي قال لي ''الفنان عليه أن لا يعمل من أجل الكمية، بل الفنان هو من ينضبط في عمله أولا، وثانيا يكون على علم بالدور الذي يؤديه، وثالثا أن نقول لا في الوقت المناسب، وهذه العوامل الثلاثة، علمتني كيف أحترم نفسي قبل أن أحترم فني، حتى يحترمني الغير''، وأنا ريم تاكوشت أطبق هذه المقولة على نفسي.
- ألا ترين أن ذلك تهميشا في حق الفنانة ريم تاكوشت، على اعتبار أنك من بين الفنانات القلائل اللواتي خدمن التلفزيون الجزائري، بالرغم من ظهورك في عمل تلفزيوني واحد؟
@@للأسف الشديد، هذا ما يحدث فأنا في كثير من الأحيان ألتقي مع أناس من مختلف الأجناس والأعمار، يستفسرون عن سبب غيابي عن التلفزيون الجزائري، مؤكدين بأنهم يشتاقون إلى أعمالي وعطائي.
فالإنسان الذي يُعترف بفنه من قبل جمهوره يعد نجاحا له، وأعيد لك أن غيابي خارج عن نطاقي، فهناك من يسعون إلى خدمة الفن الجزائري وآخرون يعملون ضده. فقد دخلت إلى التلفزيون الجزائري بعقد عن مسلسل ''حنان امرأة''، وبعدها لم تصبح لدي أي علاقة لا مع التلفزيون ولا مع مخرجيه، وكنت فقط أتلقى اتصالات لتقديم حصص حتى في الإذاعة الجزائرية.
- هذا يعني أن هناك من يقف وراء غيابك عن التلفزيون الجزائري، وليس السبب في أنه تم عرض عليك سيناريوهات لم تعجبك مثلا؟
@@ لا.. أنا لست من النوع الذي يعترض على السيناريوهات وفقط، فأنا بالطبع أقرأ السيناريو، وأحب العمل إلى جانب من يهتم فعلا بالفن ويتعلمه دائما، ولا يمكنني أن أعمل مع أشخاص ليس لهم علاقة بالفن، ويعتبرون أنفسهم فنانين، حيث يقدمون عروضا لمدة ثلاثة دقائق، ثم يقولون بأنهم كوميديين، والأدهى من ذلك أنهم يمتلكون بطاقات فنية.
أنا إلى غاية اليوم لا أمتلك بطاقة تثبت بأنني فنانة، بالرغم مما قدمته من عطاء، ما يؤلمنا هو حين نعرف بأننا قادرين على تقديم الكثير للفن الجزائري، إلا أننا مهمشين، لكن أقول حين يكون هناك مخرجين حقيقيين يخدمون الفن، فسيجدون من هم أولى بالتمثيل ويدافعون على الفن الجزائري، لكن إن غاب الغيورون على عملهم، فسنسير حتما نحو الهاوية.
الفن السابع والرابع في الجزائر له مكانته اليوم بدليل مشاركتهما في المهرجانات الدولية في مختلف أقطار العالم، لكن ما يتم عرضه على التلفزيون الجزائري حاليا، يمكن القول بأنه يدفع إلى الضحك من كثرة المهازل التي يقدمها، والمتفرج الجزائري هو من يحكم على ذلك.
في كل مرة يقولون بأن هناك فنان جديد أو مخرج جديد، ولم أفهم سبب ذلك، ربما ليبرزوا بأن الفنان الجزائري يعمل أو يقصدون بها الكمية، فعلا هناك عدد كبير من الفنانين، لكن نحن نبحث عن النوعية، وهم قليلون وللأسف مهمشين.
- وما هو جديدك في مجال أبي الفنون؟
@@ نعم قدمت مونولوغ بعنوان ''زبيدة زف''، ومونولوغ ''السواد في الأمل'' عملي الجديد لهذه السنة، فالمسرح هو ما جعلني أواصل مشواري الفني، لأنه كما يُقال: ''الفنان يتغذى من عمله''، وقلة الأعمال تقتل الفنان، وتعوّدنا بالرغم من غلق الأبواب في وجهونا البحث عن مدخل آخر لنواجه جمهورنا، حتى لا نبخل عليه بعطائنا.
- وبين السينما والمسرح، أين تجد ريم تاكوشت نفسها؟
@@ لكل شيء قيمته، ولكل مجال مكانته، فالمسرح صعب نوعا ما لأنك تواجه الجمهور مباشرة، ويحكم على نجاح عملك من عدمه في تلك اللحظة، وبالتالي نكون أو لا نكون. وفي الأعمال التلفزيونية ليس لدينا الحق في ارتكاب خطأ، كوننا ندخل البيوت الجزائرية، وبالتالي نحن سفراء، وعلينا احترام البيوت، لأن الفنان مربي بالدرجة الأولى.
أما السينما، فنكتسب من ورائها الشهرة من خلال المشاركة في المهرجانات الدولية، وفي نفس الوقت نكون سفراء بلدنا في الخارج كفنانين.