باعتبار أن الفن الإبداعي لا يتوقف في منطقة معينة وأن المشهد الثقافي لا ينتابه السكون مهما كانت قيمته الفنية ،هو الوضع الذي تحدث عنه رئيس فرع تيزي وزو لاتحاد الكتاب الجزائريين حسين تومي في لقاء جمعه مع ''الشعب'' ودعا إلى ضرورة التنقيب عن المبدعين في منطقة القبائل، خاصة وأنهم يتواجدون على مستوى المد اشر و القرى إلا أن الظروف حالت دون اكتشاف المواهب والطاقات التي تزخر بها هذه المنطقة .
- الشعب: كيف تقيمون مستوى نشاطات فرع اتحاد الكتاب لولاية تيزي وزو
@@ حسين تومي: يعتبر فرع تيزي وزو فتي منذ سنة فقط حيث تم ترسيمه ولكن لدينا مشاريع في الأفق منها التوأمة مع التي أبرمت مع فرع العاصمة وكانت هناك تبادل في النشاطات وبعض الدورات الأدبية و الثقافية التي نظمت على مستوى الولايات المجاورة هي بداية أولى نحاول أن نقدم بعض الإبداعات والأقلام الأدبية البارزة على مستوى الولاية و اكتشاف أنماط الكتابات التي تميز أدباء و مبدعي المنطقة أكيد ستكون بادرة خير إن شاء الله.
- هل ترون أن مستوى الكتابة الامازيغية في تطور؟
@@ بكل موضوعية ،نحن في بداية الطريق هناك إبداعات كثيرة دخلت مغمار هذه الكتابة الأدبية خاصة باللغة الامازيغية و أيضا باللغة العربية لدينا مشاركة لأقلام أبدعت في هذا المجال عندنا الأستاذ عبدي الشاعر بوشاقور والروائي نقار و الذي يكتب الرواية باللغة الامازيغية و غيرهم من الشعراء و الكتاب ، ولكن نحن نحاول أن نكتشف أقلاما إبداعية جديدة تساهم في دفع عجلة الإبداع بالمنطقة خاصة و ان العالم اليوم أصبح في انفتاح كبير باعتبار التطور التكنولوجي الذي يشهده اليوم اما فيما يخص منطقة تيزي وزو بصفة عامة فهي منطقة نقول عنها أنها عبارة عن مشتل زراعي في اكتشاف المواهب و الكتاب الذين يصقلون مواهبه خدمة للكتابة الأدبية .
- إلى أي مدى اعتبار أن الكتابة الأدبية بكل أنواعها و لغاتها أن تحدث انقلابا ايجابيا في المجتمع؟
@@ أكيد ما تأتي به الكتابة باللغة الامازيغية ستساهم بطبيعة الحال في بناء الصرح الثقافي لهذا الوطن وإضافة نقطة ايجابية على المستوى المشهد الأدبي في بلادنا. وها نحن الآن نتعرف على جيل مختلف، يكتب النقد، والقصة ويكتب في محيط جامعي تتهيأ فيه عناصر ثقافية وأكاديمية كثيرة وإيجابية جداً، ولكن يبدو أن طبيعة المجتمع وطبيعة توفر وسائل النشر إضافة إلى رغبة بعض الشباب في النشر وسرعة الشهرة وطباعة الإصدارات مثل جانباً من الجوانب التي ساهمت إلى حد ما في تعثر بعض المواهب، خصوصاً مع ما يعتري طبيعة الاحتضان وتشجيع المواهب من ملابسات، إذ أن فهم بعض المواهب لهذا الاحتضان يبدو متفاوتاً في تقديري، ومعولاً كثيراً على تشجيع الآخرين وفق مفهوم وحيد هو الإعجاب بما يكتب ! ولو تعرض لأي ملاحظة سلبية لاعتقد بأن ذلك شكل من أشكال الكبح لأن قناعته لا تخرج بالتشجيع عن انحصاره في الإعجاب أو المديح الكامل
- يتحدث الكثير عن الموهبة الادبية في كتابة القصة و الرواية فهل تعتقدون ان التكوين الجامعي ايضا يستطيع ان يخلق ابداعا جديدا يساهم في تنمية الموهبة؟
@@ تتمثل الكتابة الادبية بالنسبة للروح التعليمية في الطالب الجامعي، في عدم تمييزه للحدود الفاصلة بين تشجيع المواهب وتصليب ذاتية الكاتب محذوراً آخر على هذه التجارب. إذ لا ينبغي النظر المطلق إلى أن ما يقوله الأستاذ في الجامعة هو نفسه ما تحتاجه الموهبة الأدبية لتحقق مشروعها. فقد يكون الكثير مما يطرح مفيداً له باعتباره طالباً في الجامعة دون أن يعني ذلك ضرورة الإفادة باعتبار الكاتب موهبة أدبية. وهذا الخلط يفسد كثيراً تطور وتبلور الموهبة. خصوصاً أن الأستاذ هو الآخر عرضة للوقوع في هذا المحذور عندما يعتقد أن طريقة الاحتضان وتشجيع الموهبة لا تختلف كثيراً عن تعامل الأستاذ مع طلابه. هي إشكالية توقع الموهبة في التعامل مع توجيه الأستاذ باعتبار أستاذيته وأن كل ما يقوله إنما هو جزء من الدرس النقدي الأكاديمي.
أعتقد بأن الطالب الموهوب أدبياً - شاعراً، ناقداً أو قصاصاً - ذو طبيعة مختلفة عن طبيعة الطالب الذي يقوم بالتلقي فحسب، وإذا غابت هذه العناصر عن رؤية الأستاذ الجامعي فإن هذا الموهوب سيكرس طبائع نفسية قابلة للتلف والعطب، لأنه يقع في إشكالية التعامل مع الأستاذ من جانب، والنقاد من جانب آخر وطبيعته بعفويتها وحيرتها من جانب ثالث، فالدرس النقدي الجامعي في هذه الحالة يكبح ذات الموهبة.
- كيف ترون المشهد الثقافي بالجزائر في خضم التغيرات الراهنة ؟
@@ بعد ركود لظروف معينة اعتقد أن هناك بوادر تحسن في المستقبل خاصة وان هناك حركية ملموسة للعودة إلى الإبداع في الحقل الفني فالمشهد الثقافي الجزائري بصفة خاصة يتميز بحركية غير عادية خاصة و أن المبدع الجزائري كثير التصور و التخيل لمواقع أدبية معينة فهو دائما الرائد في النوعية و التميز وسط الصراع الكبير الذي يشهدها الكتاب على المستوى العربي و حتى العالمي .
- كلمة أخيرة توجهونها للقراء خاصة و أن جريدة الشعب تحتفل بخمسين سنة من إصدارها؟
@@ ماذا عسانا أن نقول في هذه المناسبة خاصة و أن عميدة الصحافة الجزائرية تحتفل بخمسينيتها و هي اعرق الصحف الجزائري نتمنى لها وافر التطور و نبارك لها ونتمنى لها مشوار اكبر من هذا و نفس أقوى و المساهمة في إثراء الساحة الإعلامية الجزائرية