تتواصل بسينيماتيك الجزائر فعاليات لقاءات السينما الفرنسية، حيث عاش عشاق الفن السابع لحظات ممتعة مع أحداث فيلم المخرج المعروف دافيد ديلريو، الذي يروي قصة شابة مغربية نشيطة تدعى صوفيا التراني، تسقط في فخ تجارة وهمية، وتواصل مسيرتها مع السعي على إبقاء ثقافتها حية ومحاولة إيجاد حلول لمشكلتها دون الانسلاخ من هويتها وثقافتها الأصلية.
جذبت أحداث هذا الفيلم الفرنسي المندرج ضمن العروض التي تأتي في إطار لقاءات السينما الفرنسي بمتحف السينما الجزائرية ، أنظار المشاهدين، حيث جعل المخرج والممثلين المتفرج يحس وكأنه يعيش داخل أحداث هذا العمل السينمائي، والذي تناول قصة فتاة شابة مفعمة بالحيوية ذات أصول مغربية، تجد نفسها تائهة في رحلة البحث عن منصب شغل مستقر تتحصل منه على قوت يومها وضمان حياة معيشية لها ميسورة تتماشى وثقافتها الأصلية التي كبرت معها.
وتتواصل رحلة صوفيا في البحث عن عمل، إلا أنها تجد نفسها وبسبب خطأ إداري واقعة في متاهة أخرى، حيث تغير صفتها كمهاجرة إلى امرأة أجنبية، فحرف واحد متغير في اسم صوفيا غير جنسيتها من مغربية إلى ايطالية، فاسمها صوفيا التراني أصبح وبخطأ إداري إلى صوفيا بلتراني.
وهذا الخطأ في الاسم فتح الباب أمام صوفيا، حيث جاءتها الفرصة التي تخلصها من مشكل العمل، حيث اقترح عليها قطب التشغيل منصب في قرية تدعى ''بوسينجور''، هذه القرية الصغيرة منعزلة وتقع في منطقة ريفية، لتصادف صوفيا وهي في هذه القرية ما رأتها بمثابة فرصة العمر، جاء نتيجة حصولها على عرض مغري يتعلق بصفقة تجارية تتمثل في اقتناء آخر المبيعات التجارية أو المتاجر التي تحويها هذه القرية الريفية المنعزلة.
لكن الحظ هذه المرة لم يكن حليفها لتجد صوفيا نفسها رهينة صفقة تجارية وهمية، وبالتالي تسقط في مشكل آخر، يجبرها على عدم التراجع عن قرارها مع قبول العيش في هذه المنطقة، لكن مع احتفاظها بهويتها الأصلية، وبحثها عن الحلول لكن في إطار فرضها لثقافتها في منطقة بعيدة كل ابعد عن عاداتها وعقيدتها.
كما شهد هذا العرض السينمائي للمخرج والسيناريست دافيد ديلريو، حضور الممثلة الفرنسية ذات الأصول المغربية سعيدة جواد، التي اهتمت في بداية طريقها بالفن الرابع، حيث سمح لها دخولها في المسرح المحترف من أحداث جولة في هذا الميدان بكل فرنسا، وحب سعيدة للتمثيل لم يمنعها رغم رفض والدها لدخولها هذا العالم، إلا أنها بذلت كل ما بجهدها لتقف مع اكبر الفنانين والممثلين وترسم لها طريقا في الميدان السينمائي .
يروي قصة مهاجرة تريد العيش دون الانسلاخ عن ثقافتها
فيلم فرنسي يجذب أنظار المشاهد الجزائري بالسينماتيك
سميرة لخذاري
شوهد:1871 مرة