تأسفت الكاتبة رزيقة عدناني على غياب كتاب الفكر في الجزائر وابتعاد دور النشر الجزائرية عن إصداره، كما أكدت على تخوف كتابنا من الخوض في هذا النوع من الكتابات، باعتباره مغامرة، حيث لا يجد كتب الفكر صداه لدى القارئ الجزائري، إما لأسباب معيشية أو لانعدام ثقافة المطالعة على مثل هذه الكتب في الجزائر.
- الشعب: في أي مجال تكتب رزيقة؟
@@ رزيقة عدناني: كنت أستاذة فلسفة واليوم تفرغت للكتابة، واهتم بمجال التفكير بشكل عام والفكر الإسلامي بشكل خاص.
- هل هذا أول إصدار لك؟
@@ في الفكر نعم لكن من قبل أصدرت كتابين موجهين للتلاميذ، واللذان يحملان مجموعة من المقالات الفلسفية في مختلف المواضيع، حيث كان في تلك الفترة نقص أن لم نقل انعدام كتب في الفلسفة تساعد التلاميذ وتوجههم للتمكن من بناء كل أنواع المقالات الفلسفية.
- يعني هذا ثالث إصدار يدخل في رصيدك في إنتاج الكتب؟
@@ نعم، فقد اعتمدت فيه على الترجمات أيضا.
- وحول ماذا يدور فحوى إصدارك هذا؟
@@ يدور حول الفكر الإسلامي، في هذا الكتاب تساءلت عن مكانة العقل في الفكر الإسلامي، وهنا أتكلم عن العقل بالمعنى المنطقي، أي طريقة التفكير، لان كثير الناس لما نقول تعطيل العقل في التفكير يتساءلون كيف يتم هذا، وهنا أؤكد أن هناك فرق بين العقل والتفكير فالعقل أداة، فلما يكون التفكير منطقي نستنتج أن هناك حضور للعقل، والعكس فالتفكير الذي يخلو من الضوابط المنطقية ليس مصدره العقل.
- حسب كلامك نفهم أن كتابك فلسفي محض؟
@@ لكن نحن يوميا نستعمل العقل، نحتاج إلى عقلنا حتى يكون تفكيرنا سليما حتى في التعامل البسيط بين الناس نحتاج إلى عقل حتى نحقق نوعا ما التفاهم.
- إذا سألناك عن الكتاب الفلسفي في الجزائر ماذا تقولين لنا؟
@@ الكتاب الفلسفي في الجزائر غائب بشكل عام، حيث نجد وجود كبير لكتب التاريخ، الروايات، كتب للأطفال وكتب للطبخ، أما كتب التفكير فهي غير موجودة في الجزائر، وإذا قارنا أنفسنا بالدول المجاورة على غرار تونس والمغرب أو مع الدول العربية الأخرى منها لبنان سوريا وحتى السعودية، نجد بعد دور نشر كل البعد على هذا النوع من الإصدارات والمؤلفات رغم أهميتها.
- حسب رأيك إلى ماذا ترجعين أسباب عدم الاهتمام بكتب التفكير أو الفكر؟
@@ لا احمل دور النشر مسؤولية غياب كاتب الفكر عن مكتباتنا، وإنما أرى أن الناس يتخوفون من هذا النوع من المؤلفات، وأيضا الكثير يتهرب من هذا النوع أيضا من الكتابة، فقد لاحظت حتى المهور يقترب من كتاب الفكر بكثير من التخوف.
- يعني أنت تحملين الكتاب مسؤولية غياب كتاب الفكر في الجزائر، وماذا عن مكانته لدى الجمهور فهل لمست ثقافة اقتناء هذا النوع من الكتب؟
@@ إذا قارنا الإقبال الذي يعرفه هذا النوع من الكتب في الدول العربية الأخرى نجد هناك نوع من التردد في الجزائر، وهنا أتساءل، هل هذا الشيء يعود إلى المستوى المعيشي ومشكل الغلاء الذي يواجهه المواطن الجزائري في حياته اليومية، أم يعود إلى قلة القراءة في الجزائر، فالاحتمالات كثيرة، وهنا لا أقول أن كتب التفكير ليس لديها قراءها في الجزائر لكن أقول أن القليل من يهتم به.
- نلاحظ أن كتابك صدر عن دار نشر مغربية، ما أسباب تعاملك مع دار نشر ليست جزائرية هل من باب توسيع تعاملات كتابنا مع دور نشر عربية أو أجنبية، أو لأسباب أخرى؟
@@ صراحة فقد بات بناشرين ودور نشر جزائرية، لكن للأسف لم أتلق جواب ايجابي، وبالتالي أجبرت إلى التعامل مع دار نشر مغربية، حيث لاقيت القبول من أول اتصال لي بناشر مغربي، خاصة وان هذا النوع من الكتب تعرف رواجا مميزا في هذا البلد.
- فتعاملك لم يأت من باب مد جسور التعاون بين الكاتب الجزائر والناشر المغربي؟
@@ صراحة غلقت في وجهي الأبواب من طرف كل دور النشر الجزائرية التي اتصلت بها، خاصة وان هذه النوع من الكتب يتجنب الناشرين الجزائريين إصدارها، إلا دار الاختلاف، التي قبلت إصدار الكتاب لكن لم يحصل ذلك لأسباب أخرى.