رأى علي قمشي، وزير مستشار سفارة الجمهورية الإسلامية الايرانية، أن هناك قواسم مشتركة بلده والجزائر سواء ما تعلق بالتاريخية، الثقافية والإسلامية إضافة إلى الأهداف المشتركة في الآلام والآمال كلها تدفع في اتجاه الوحدة، ومد جسور التبادل المعرفي من مد وعطاء متبادل بين البلدين..وقد أكد علي قمشي لـ''الشعب''، على هامش زيارته لجناح الجريدة بالمعرض الدولي للكتاب، أن السنوات الأخيرة شهدت تحسنا كبيرا في طبيعة العلاقات التي تربط بين البلدين في مختلف الميادين، مثمنا في هذا الصدد الدور الكبير الذي يلعبه صالون الكتاب في حمل ثقافة بلده إلى الجزائر، والتعريف بخصائص ومميزات مجتمعه، خاصة وان خير جليس للإنسان هو أحسن وسيلة تتسم بالديمومة لحمل ثقافة وقضايا أي بلد إلى ابعد نقطة في العالم.
وكشف ذات المسؤول الإيراني بسفارة بلده في الجزائر عن ثراء وغنى ثقافة وطنه التي ليست وليدة اليوم، وإنما هي ضاربة في عمق مختلف الحضارات، ومذكرا بالوحدة التي كانت تميز المجتمعات الإسلامية، التي تستمد مبادئها من القرآن الكريم، وتجمعها مشتركات هائلة تدفع كلها إلى الوحدة، كما تأسف من جهة أخرى على التمزق الطائفي والإقليمي الذي غرقت فيه امتنا، والتي أرجعها إلى الانحراف عن الأصل الذي جاء في القرآن والسنة وضمور الحياة الإسلامية في نفوس المسلمين.
وقال أن هذه الحالة من التمزق ما تزال بقاياها ورواسبها قائمة، ومثمنا من هذا الجانب المجهودات التي تبذلها مختلف دول الأمة الإسلامية والمبادرات التي تخلقها عديدها من اجل إعادة اللحمة الإسلامية، كاشفا عن السير الحسن للعلاقات بين الجزائر وإيران، زمنها تلك التي تمس الميدان الثقافي، من خلال استغلال التربة الخصبة التي تحوي أهم المواد الأولية لدفع التبادلات الثقافية بين البلدين وتقوية جسور التواصل بينهما، التي تسمح بنقل خبايا التراث، الإبداع والمكنونات الثقافية الإيرانية إلى الجزائر والعكس.
كما أكد على الاهتمام الكبير الذي توليه دولته للكتاب، حيث يتم كل سنة طبع ونشر ما يزيد عن ٥٠٠ نسخة جديدة في مختلف الاختصاصات، إضافة، حسبه، إلى اعتماد الحكومة الإيرانية على أنجع السبل لتشجيع وغرس ثقافة المطالعة لدى المواطن، مثمنا الجهود التي بذلها كل من إيران والجزائر في السنوات الأخيرة وما تزال تبذلها للمضي قدما بالعلاقات الثقافية بين البلدين، منها مشاركة دور النشر الإيرانية في اكبر تظاهرة تعنى بخير جليس للإنسان في الجزائر، إضافة إلى الحضور القوي لمختلف الميادين الثقافية لإيران في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ٢٠١١.
واعتبر المتحدث، أن حكم العلاقات بين البلدين والفضاء الرحب الذي يميزهما بإمكانه إعطاء نتائج أحسن من تلك التي تحققت في هذه السنوات، داعيا في هذا الصدد إلى وجوب زيادة المجهودات لتقديم أشياء أكثر ايجابية في عالم التبادلات الثقافية بين البلدين الشقيقين.
ولم يفوت ذات المسؤول الفرصة حتى يهنئ جريدة ''الشعب'' وهي على ابواب الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسها، والذي يتزامن وخمسينية استرجاع الجزائر لسيادتها الوطنية، الشيء الذي يعكس مواكبة عميدة الصحافة الجزائرية الناطقة باللغة العربية لاستقلال البلاد وحمل انشغالات وقضايا شعبها من أولى التغييرات التي شهدتها بعد خروج الاستعمار الفرنسي من ترابها.
كما كشف علي قمشي على نية السفارة الإيرانية في الجزائر في خلق وتدعيم علاقات بين هذه جريدة ''الشعب'' العريقة والتي تعد المدرسة الأولى للإعلام في الجزائر مع عدة جرائد إيرانية، وأيضا جعلها منبرا لمد جسور التبادل الثقافي بين البلدين، والعمل على إشراك الصحافة الجزائرية وبالتحديد ''الشعب'' في اهم الفعاليات والنشاطات التي تعقد في طهران، وتخصيص نصيب لها في المعارض التي تعنى بالإعلام والصحافة في إيران.
قمشي وزير مستشار السفارة الايرانية لـ (الشعب)
علاقاتنا الثقافية مع الجزائر عريقة
سميرة لخذاري
شوهد:1323 مرة