ممثل حركة “حماس” بالجزائر يوسف حمدان لـ”الشعب”:

شعبنــا مستعــد لدفــع ثمـن الحريـة الـذي دفعـه الشعــب الجزائـــري خــــلال معركــــة التحريـــر

حوار: أحمد حفاف

 

 - المقاومــــــــة حققــــــت أهدافهــــــا مـــــــع إطـــــــلاق “طوفــــــــان الأقصــــى”

أشاد ممثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية بالجزائر، يوسف حمدان، بالتفوق العسكري الفلسطيني منذ تفجير معركة “طوفان الأقصى” دفاعا على المقدسات والوطن في السابع أكتوبر المنصرم، وأشاد بموقف الجزائر الثابت بنصرة القضية مطالبا إياها أن تعمل مع بعض الدول في تحريك المجتمع الدولي لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية وإغاثة المدنيين الفلسطينيين في كامل القطاع.

الشعب: بعد شهر من تفجير حرب” طوفان الأقصى” هل يمكن القول بأن المقاومة الفلسطينية حققت بعض أهدافها؟
يوسف حمدان: معركة السابع من أكتوبر حققت أهدافها من الساعات الأولى، سواء على مستوى هزيمة العدو الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، وجعله يدفع ثمن اعتدائه على المسجد الأقصى، وحرائرنا في الضفة وأسرانا في سجون الاحتلال، وكذلك أفشلت المعركة مخطط العدو لتحويل المسجد الأقصى إلى كنيسة، وأعادت القضية إلى الواجهة بعد سنوات من التغييب والتهميش فضلا عن الإنجاز العسكري المباشر بأسر مئات من جنود الاحتلال، ما يعني إجبار العدو على صفقة تبادل أسرى تفضي إلى تبييض سجون الاحتلال من أسرانا الذين يقبع بعضهم به منذ أكثر من 40 سنة، وبعضهم أكثر من 15 سنة في زنزانات انفرادية مساحتها 1 متر في متر ونصف، فضلا عن كون المعركة تأتي في مسار من المقاومة الشاملة على طريق التحرير، فهي تقربنا من معركة التحرير الشاملة، وتعطينا نموذجا عن شكل المعركة، وتدل على هشاشة العدو وضعفه، وإمكانية هزيمته بعزيمة وثبات المقاومة والشعب الفلسطيني الذي يسطر لأكثر من شهر ملحمة من البطولة والفداء خلف مقاومته التي تثخن في العدو طوال الشهر دون أن تؤدي جرائمه إلى المساس بقدرات المقاومة أو الحد منها.
ينتهج العدوان حرب إبادة دفع المدنيون العزل ضريبتها، ألا يؤثر ذلك على المقاومة خاصة مع الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه سكان غزة؟
شعبنا الفلسطيني واع لهذه المؤامرة، ويسطر أروع ملاحم الصمود والفداء، وهو يلتف خلف مقاومته، ومؤمن بالمقاومة كخيار إستراتيجي للتحرير، ويؤكد ذلك النماذج التي تظهرها الكاميرات من تصريحات الناجين من القصف والمجازر كيف يعبرون عن فدائهم للمقاومة والقدس، ومطالبتهم للمقاومة بعدم التراجع.. شعبنا يؤمن أن المقاومة تدافع عنه وعن أرضه وتخوض هذه المعارك حماية له وتحريرا لمقدساته، وهو مستعد لدفع ثمن الحرية الذي دفعته كل الشعوب مهرا للتحرير، تماما كما دفع الشعب الجزائري أكثر من مليون ونصف المليون شهيد في سنوات معركة التحرير السبع وحدها، فهل أثر ذلك على جبهة التحرير وجذوة الثورة؟ هل حمَّل أحد جبهة التحرير مسؤولية الدماء والشهداء الذين ارتقوا في معركة التحرير! لكل ثورة ثمن ولكل حرية مهر، وشعبنا الأصيل مؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن استرداد الحقوق لا يكون بالاستجداء والانبطاح السياسي، وبالتالي لا حل آخر مع هذا العدو المستعمر إلا بمواجهته وطرده عن أرضنا مهما كلف الثمن.
جرائم الاحتلال ضد الإنسانية جعلت بعض الدول تتخذ موقفا ضده، مثلما فعلت بوليفيا والشيلي..  ألا تعتقد بأن توثيق هذه الجرائم سيضغط على المجتمع الدولي لوقف الحرب؟
هذا التوثيق مهم لتأكيد المؤكد، ولمزيد من فضح جرائم الاحتلال وطبيعته النازية، ولكننا نعتقد أن الحلف الغربي المصطف خلف الاحتلال يوفر له غطاء وشراكة وحماية من أي مساءلة ويجعله يتصرف كـ(دولة فوق القانون) تماما كما وصف وزير الخارجية الجزائري.. وبالتالي، الاحتلال يتمتع بشيء من الحصانة ليرتكب مجازره على مرأى ومسمع من العالم الصامت والمتواطئ والشريك، كل حسب مستوى علاقته وارتباطه بالاحتلال، ومستوى عجزه وارتهانه الغربي. ولذلك نحن نؤمن أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة التي ينصاع أمامها ويتراجع، ويدخل في ذلك كل أشكال القوة الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية...الخ..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024