القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، مصطفى سعدون لـ”الشعب”:

إطارات الكشافـة..طلائع صفوف ثورة التحرير المبـــاركة

أجرت الحوار: سهام بوعموشة

 الشهيد محمد بوراس..أعدم ظلما فأشرق فجرا للحريـة

 إحياء ذكرى 27 ماي..صون لذاكرة رجال صدقـوا الوعـد

 كثيرون يتولون مسؤوليات رفيعة اليوم..أبنـــاء الكشافــة

 الكشافـة الجزائريـة..مدرسـة الوطنية الراسخـة

تُعد الكشافة الإسلامية الجزائرية صرحًا وطنيًا شامخًا، تجاوز تاريخها مجرد النشاط الكشفي ليصبح جزءًا لا يتجزأ من مسيرة التحرير والبناء. فجذورها تمتد إلى ما قبل اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، لتشكل حاضنة للوعي الوطني ومنبعًا للقيادات التي سطرت أروع ملاحم النضال. في هذا الحوار، نسافر مع القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، مصطفى سعدون، في رحلة عبر الزمن، لنستكشف المحطات الأساسية في نشأة وتطور هذه المنظمة الكشفية الرائدة، ودورها المحوري في صياغة الهوية الجزائرية، ومساهمتها الفاعلة في مسيرة الوطن بالأمس واليوم..


- الشعب: تمتد جذور الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى ما قبل الثورة التحريرية، هل يمكن إعطاءنا لمحة على هذه المنظمة؟
 القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية مصطفى سعدون: جذور الحركة الكشفية في الجزائر ظهرت بعد عصر النهضة، يؤكد المؤرخون أن عصر النهضة بدأ في العشرينيات بتأسيس تنظيمات رياضية ونوادي وجمعيات، نلاحظ مرحلة مهمة في تاريخ الجزائر وهي مرحلة المائوية، حيث احتفل الاستعمار الفرنسي بمائة سنة على احتلال الجزائر، ولاحظ الشهيد محمد بوراس، أطفالا فرنسيين بالزي الكشفي، خلال تلك الاحتفالات، في مسيرات بساحة الشهداء، ونصبوا مخيمهم في مرتفع فندق الأوراسي حاليا،الذي كان عبارة عن غابة لأشجار الكاليتوس..هنا راودت محمد بوراس، فكرة إنشاء كشافة إسلامية جزائرية، وفي 1935 أسس أول جمعية كشفية محلية بالقصبة سميت فوج “الفلاح”..تحصل على الاعتماد في 1936، ثم أسست جمعيات محلية على مستوى مدن الجزائر، مثل فوج “الإقدام”بمدينة البليدة، فوج “الرجاء والصباح” بقسنطينة، والتي يذكرها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، في قوله: “يا نشء أنت رجاؤنا/وبك الصباح قد اقترب”..وتأسس فوج آخر سمي الاتحاد الإسلامي لقالمة فوج “النجوم”، فوج “الحياة” في سطيف، وفوج “الهلال” في تيزي وزو، كل هذه الأفواج نشطت باعتماد محلي كجمعيات..في الجزائر العاصمة تأسس فوج باسم الفتيان المسلمين الجزائريين..”فوج القطب”، كان يترأسه الشهيد عمر الآغا، وفي 1937، جاء فوج “الرجاء” في باتنة، وبسكرة..فكر محمد بوراس، في تأسيس تنظيم وطني يجمع كل هذه الجمعيات المحلية، فاقترح على القياديين كالطاهر التجيني، تأسيس اتحادية الكشافة الإسلامية الجزائرية، انعقد مؤتمر تأسيس هذه الاتحادية في 1939، حضرته كل الجمعيات المحلية، من مختلف مدن الجزائر، وارتكز جدول أعمال المؤتمر حول تسمية الاتحادية، القيادة، القانون الأساسي، والبرنامج، هناك من اقترح فيدرالية “الفتيان المسلمين الجزائريين” وهناك من اقترح اتحادية الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي اعتمدت برئاسة الشهيد محمد بوراس، ونائبه الشهيد عمر الآغا، وانطلقت في نشاطها.
شارك محمد بوراس في المؤتمر الإسلامي سنة 1936 الذي حضرته كل التيارات الوطنية، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومصالي الحاج، وكان آنذاك من المنظمين للمؤتمر، دون أن ننسى أن بوراس كان لاعبا في فريق المولودية لكرة القدم، ويتابع دروسا مسائية في الحقوق، بجامعة الجزائر.
 انعقد مؤتمر جويلية 1939، تأسست الاتحادية، وأصبح تأسيس فوج كشفي يقتضي التعامل مع المنظمة الكشفية للحصول على اعتماد دون الاضطرار إلى التوجه إلى الإدارة الاستعمارية، وكان انخراط الجزائريين قويا جدا في هذه الفترة، وتأسست أفواج أخرى على المستوى الوطني..هذا التأسيس جعل إدارة الاحتلال تتوجس خوفا من هذه المنظمة التي كان برنامجها مستوحى من برنامج الكشافة الإسلامية الفرنسية، ثم تم تكييفه مع الوضعية الجزائرية، من طرف محمد بوراس، أثناء تأسيس الأفواج.
 أول طلب قدمه الشهيد بوراس في 1940، هو مطالبة الفيدرالية الكشفية الفرنسية السماح للاتحادية الكشفية الإسلامية الجزائرية بالانخراط معها، كي يتمكن من المشاركة في النشاطات الدولية، لكن طلبه رفض، بسبب أن ما جاء في العهد هو الواجب نحو فرنسا، وقيادة الثورة كانت متفطنة، اقترحوا “الواجب نحو الوطن”، وفي 1944، قبلوا بشرط الحركة الكشفية الجزائرية وانخراطها.
في 1941 تفطن بوراس لملاحقة الشرطة الفرنسية له، فقدم استقالته وأرسلها لصديقه الصادق الفول، لتعويضه على رأس الفيدرالية في تلك المرحلة، وهذا كي لا يورط التنظيم..وفي 7 ماي 1941، ألقي القبض على محمد بوراس، وحكم عليه بالإعدام في 14 ماي، ليتم التنفيذ في 27 ماي 1941 فجرا. مع صديقه محمد بوشارب الذي لا يعرفه كثيرون..
في 1941، مرت الاتحادية الجزائرية للكشافة الإسلامية، بمرحلة صعبة بسبب إعدام رئيسها بوراس، وقل نشاطها، وأرادت إدارة الاحتلال حلها..أحتفظ بوثيقة هي عبارة عن تقرير الجنرال فيقو الذي كان مسؤولا على شؤون منطقة شمال افريقيا، كان قد حذر آنذاك من الكشافة الإسلامية وتكوينها.
 عين بوكردنة الطاهر التيجيني، قائدا عاما، وانعقد لقاء وطني جمع كل ممثلي القيادة الكشفية في 1941 بتلمسان، حضره الشيخ البشير الابراهيمي، فرحات عباس، ممثلي مصالي الحاج، هنا يمكن القول إنه الانبعاث الثاني للاتحادية، وفي 1944 أكدوا على تثبيت تعيين الطاهر التيجني على رأس الاتحادية التي باشرت نشاطها من جديد ونظمت الأفواج، لتأتي مظاهرات 8 ماي 1945، وكانت الحركة الكشفية محاطة بتيارات سياسية منها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حزب الشعب، أحباب البيان، وعندما خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية كانت الكشافة الإسلامية الجزائرية في المقدمة، وبدأ الجيش الفرنسي بإطلاق النار، فاستشهد كثير من أفراد الكشافة.
وفي 12 ماي 1945، أخذ أفراد فوج “النجوم” بقالمة من منازلهم وقتلوا في اليوم الموالي، فاستشهد أكثر من 40 كشفيا بين جوالة وكشافة وقادة، هنا أخرجت الإدارة الاستعمارية قرار منع العمل الكشفي للكشافة الإسلامية الجزائرية في منطقتي الشمال القسنطيني والقبائل، وسجن الطاهر التيجني الذي كان يقطن بسكيكدة، وغيره من قادة الكشافة الإسلامية.
 بعد 08 ماي 1945 تضررت الكشافة الإسلامية الجزائرية وتم تنظيم ملتقى في سبتمبر 1946بقسنطينة دام أسبوعا، ارتكز على برنامج المنظمة ووضعيتها، ثم انطلقت مجددا.
كانت أول مشاركة دولية للوفد الكشفي الجزائري صيف 1947، في ملتقى يسمى جومبوري دو مواسو، بباريس، والذي تزامن مع عيد الأضحى، كانت المشاركة قوية، وكان رئيس الوفد حمدان بن عبد الوهاب، من القياديين الكبار للكشافة رفقة المرشد العام للكشافة الإسلامية الشيخ محمود بوزوزو الذي أقام صلاة العيد بالجومبوري، لإظهار هوية الكشافة الإسلامية الجزائرية.
 في هذه السنة، بدأ العمل القاعدي..أغلب الكشفيين التحقوا فيما بعد بالأنظمة الخاصة، مثل الياس دريش وبن مهيدي..في سبتمبر 1947، قامت الإدارة الإستعمارية بمراجعة كيفية التعامل مع الاتحادية، حسب التقرير الذي أحتفظ به، وقد سجل كيف تأسست الكشافة الإسلامية الجزائرية، وأهم التيارات المنخرطة فيها، أهم مواقف الأفواج الاسلامية على المستوى الوطني، وكان الفرنسيون أمام خيارين..حل هذا التنظيم ما يعني لجوء الشباب الجزائري إلى العمل السري بعيدا عن المراقبة، أو الإبقاء على هذه المنظمة الكشفية، حتى تكون تحت أعين الاستعمار، فراهن الفرنسيون الخيار الثاني..كانت المراقبة شديدة جدا..بعدها اتخذت الكشافة الجزائرية منحى الخيار الوطني، وكونت قيادات تصدروا الصفوف الأولى أثناء الثورة.

- من هم أهم أعمدة الكشافة الإسلامية الجزائرية إبان ثورة التحرير..أولئك الذين لا يعرفهم جيل اليوم؟
 أهم أعمدة الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى غاية 1962، الشهيد محمد بوراس، الطاهر تيجني، شخصية كبيرة غير معروفة تاريخيا، عمل رفقة زوجته باية تيجني في الأربعينيات على تشجيع التكشيف النسوي، حيث جندت زوجته فتيات..ثالث شخصية الشيخ محمود بوزوز، للأسف لم ينصفه التاريخ، كان مرشدا عاما للكشافة الإسلامية مزدوج اللغة، وكان يرأس جريدة المنار..يأتي بعده الشهيد عمر الآغا، هذا الأخير كان مراقبا من طرف الشرطة الفرنسية، عندما سافر في صيف 1954، مع وفد جبهة التحرير الوطني إلى القاهرة ضم حسين آيت أحمد والشيخ البشير الإبراهيمي، للمشاركة في الجومبوري، بزباداني في سوريا، وأخذت لهم صورة مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر..كتبت عنه مصالح المخابرات الفرنسية تقريرا، مفاده أنه نزل ضيفا على إذاعة صوت العرب. وعند عودته إلى الجزائر، اختطف في 1957 واغتيل، ولحد الآن يجهل قبره..
 خامس قيادي وشخصية كبيرة جدا ومؤرخ هو محفوظ قداش، حتى 1962، هؤلاء القياديين البارزين أغلبهم مثقفين لهم قوة..
ولعلمكم..الشيخ محمود بوزوز، هو أول من أسس مركزا إسلاميا في سويسرا، في الخمسينيات، يكتب باللغتين العربية والفرنسية، في جريدة المنار، وهناك شخصيات ثورية كانوا في الكشافة مثل الشهداء ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، سويداني بوجمعة، هذا الأخير ينتمي إلى فوج النجوم لقالمة، سي امحمد بوقارة، المرحوم حسين آيت أحمد، باجي مختار، زيغود يوسف، إلياس دريش، مراد بوقشورة، درارني، كلهم مروا على الحركة الكشفية الجزائرية، وبعدها انضموا إلى المنظمة الخاصة.

- يوم 27 ماي تخليد ذكرى استشهاد محمد بوراس، ما هي الدروس، التي يمكن استخلاصها من تضحيات هؤلاء العظماء؟
 محمد بوراس، شخصية لم تنل حقها في التاريخ، تصوروا أنه في سنوات الثلاثينيات يأتي بمشروع تأسيس منظمة كشفية للجزائريين، التي حولها فيما بعد إلى اتحادية التفت حولها مختلف التيارات الوطنية آنذاك وأصبح هو المشروع المركز، موجه للشبيبة والتكوين والتوعية، نعتبره صدقة جارية لأن الحركة الكشفية بقيت إلى يومنا هذا.
كونت إطارات شاركت في الثورة، وبعد استرجاع السيادة الوطنية شاركوا في البناء، إلى غاية اليوم، ونلاحظ حاليا وزراء كانوا في الحركة الكشفية منهم وزير المجاهدين، وزير الشباب والرياضة الحاليين، وشخصيات نسائية مروا على الحركة الكشفية منهم زهرة ظريف، جميلة بوباشا..
عندما نحيي هذه الذكرى، فإننا نحافظ على ذاكرة الأسلاف، الكشافة الإسلامية الجزائرية كمشروع كانت إضافة للحركة الوطنية والوعي، ونذكر الجزائريين بتضحيات هؤلاء، وأشير إلى أن السيدة “باول” زوجة مؤسس الحركة الكشفية في العالم سنة 1907 الضابط البريطاني “روبرت بادن بأول”، في إحدى زيارتها للجزائر أثناء الاحتلال، وقالت بصريح العبارة: “ مستحيل أن يكون للأهالي كشافة”.
والشهيد بوراس، أثبت لها العكس وأتى بمشروع حضاري شارك فيه شخصيات كبيرة، وساهمت في بناء الوطن بفضل هؤلاء الشخصيات المثقفة والكوادر لأنها مرتبطة بالتكوين.
27 ماي..يذكرني بأن هؤلاء الرجال عملوا على الوطنية إبان الثورة، كقدماء الكشافة الاسلامية نعمل في برامجنا على ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الشباب، لدينا مشاريع عديدة، 30 ألف منخرط، وأفواج كشفية على مستوى التراب الولايات.
وضعنا في اهتماماتنا الذاكرة كمادة لتدريس الأطفال، منها دعم الذاكرة الجوارية بزيارة مواقع ومعالم تاريخية، حتى يشعرون بروح الأجيال، الذين سبقوهم، لأن الطفل لا يحب القاعات المغلقة، في منظمتنا ما يزال مجاهدون منخرطون، لدينا الجد، الأب والحفيد، وهكذا يكون توريث روح الذاكرة بتلاقي الأجيال، وهذه قوة في منظمتنا الكشفية.

- ما هو تقييمكم لنشاط الكشافة الإسلامية الجزائرية، بالأمس واليوم، هل هناك استمرارية؟
 الكشافة الإسلامية الجزائرية، كانت تنشط في الماضي تحت ضغوطات ومضايقات الإدارة الاستعمارية، اليوم مع تحول العالم وتحديات الرقمنة وتزايد عدد الأطفال والشباب في الجزائر، الذين لا يمكن احتواء الجميع، بالنظر إلى العدد الكبير للمتمدرسين.. نؤمن بالتعددية الكشفية لخدمة كل هؤلاء الشباب بالتعاون مع السلطات المعنية والوزارات، لترقية المواطنة بالممارسة.

-  هل لديكم مشاريع مستقبلية في هذا الإطار؟
 أطلقنا مشاريع بالتعاون مع وزارة المجاهدين، منها “ذاكرة مكان” بالتركيز على الذاكرة الجوارية بإعداد فيديوهات حول منزل إلياس دريش، وديدوش مراد، منزل الإخوة ملزي، ودكان ملوز تابع لمنزل إلياس دريش، ومشروع “ذاكرة كشاف”، هذه الأخيرة حضرنا لها فيديو مدته 21 دقيقة حول الشهيد الدبلوماسي مصطفى فروخي، الذي كان كشافا، بمناسبة ذكرى 27 ماي.
أردنا تكريم أكبر عميد للكشافة الإسلامية بسطيف وآخر من شارك في مظاهرات 8 ماي 1945، ولد في 1928، كما ننظم مسابقات للأطفال حول الشهداء، هذا يدفعهم للبحث في التاريخ.
ومن مشاريعنا مؤخرا تنظيم نشاط حول الديمقراطية التشاركية، ومكافحة الآفات الاجتماعية مثل آفة المخدرات، كما برمجنا أعمالا خيرية في شهر رمضان، وأخرى في مجال الثقافة، كرمنا عائلات المجاهد المرحوم لمين بشيشي الذي كان في الحركة الكشفية، عبد الرحمن عزيز، الشهيد الشيخ بلكيرد، مؤسس الكشافة في سطيف، هو أول من ألف مسرحيات وأنشودة من جبالنا..عبد الرحمن كاكي، وغيرهم.
سنويا ننظم أولمبيات الثقافي الشباني في المسرح، الفيلم الصغير، الأنشودة والشعر،لإظهار قدرات الشباب، العام الماضي اخترنا الذاكرة. ولدينا مشروع نعمل عليه وهو التكشيف الافتراضي، لأن الطفل لديه حياة أخرى افتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذا لابد من تكوين ومرافقة، لاحظنا انخراط نسوي قوي بنسبة 24 بالمائة، وفي تزايد مستمر.
لدينا أفواج مختلطة فتيات وذكور وتأطير نسوي، وهناك أفواج فتيات فقط بـ25 فوجا بتيزي وزو، سطيف، جيجل، عين صالح، هناك إقبال كبير للفتيات بتمنراست، لدينا مشكل فقط في عدد المؤطرين. ولقد فتحنا باب الانخراط للراشدين والراشدات الذين لم يسعفهم الحظ في الإنخراط بصفوف الكشافة منذ الصغر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025
العدد 19781

العدد 19781

الأحد 25 ماي 2025