الكاتب يوسف حاجي لـ «الشعب»:

«العقل أعدل قسمة بين النّاس فلم لا نحتكم إليه؟»

أمينة جابالله

سمحت له دراسات العليا في تخصص تحليل الخطاب الأدبي، خوض غمار الكتابة في أنواع أدبية عديدة، أولى خطواته في التأليف والنشر جاءت بعد إطلاعه العميق على كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي سنة 2010، فكان أول مولود له بعد التأمل والتنقيب والمقارنة كتاب «قراءة جديدة في الشعر الجاهلي» الصادر في 2015، وأول رأي نقدي سمعه ساعتها من أنت لتكتب؟ وكم قرأت لتتناول موضوع كهذا؟ ليواصل بعدها في إصدار خمسة أعمال من بينها رواية وكتاب سياسي وأعمال أخرى دعَّم بها المكتبة الجامعية.
-  الشعب: كيف يمكن أن يعرّف يوسف حاجي نفسه للقرّاء؟
 الكاتب يوسف حاجي: أنا من مواليد 15 مارس 1988 بولاية بشار، حاصل على شهادة البكالوريا لسنة 2010، شهادة البكالوريا سنة 2010 من جامعة التكوين المتواصل، شهادة ليسانس أدب عربي سنة 2013 تخصص تحليل الخطاب الأدبي، شهادة الدراسات التطبيقية من جامعة التكوين المتواصل تخصص علم نفس تربوي سنة 2013، شهادة ماستر 2 تخصص تحليل الخطاب الأدبي سنة 2015، أعمل حاليا أستاذ تعليم متوسط تخصص لغة عربية.
-  لماذا اخترت هذا المجال؟ وماذا جنيت منه؟
 أولا هي ليست مسألة اختيار وإنما كانت البداية في أيام المتوسط عندما كنت أستعير الكتب من مكتبة المؤسسة في نهاية كل أسبوع، وأسجل على دفتر خاص كل معلومة جديدة بالنسبة لي وبقيت معي هذه العادة إلى الثانوي، ثم في السنة الأولى جامعي كانت الإنطلاقة الحقيقية بعد إطلاعي على كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي سنة 2010، فكان أول مولود لي بعد أربع سنوات ونصف كتاب قراءة جديدة للشعر الجاهلي وأنا لازلت طالبا، وكان أول رأي نقدي سمعته ساعتها من أنت لتكتب؟ وكم قرأت لتتناول موضوعا كهذا؟ علما أن صاحب الرأي لم يطالع الكتب قط، أما جوابي عن الشق الثاني من السؤال فيمكنني أن أقول إنني جنيت من خلال تجربتي المتواضعة في التدوين والتأليف، روح المبادرة في تقصي ما وراء كل كتاب أتناوله لأستنبط منه معارف ومعلومات أستخدمها في بناء أفكار ستكون يوما ما في متناول القارئ على شكل أعمال جديدة.
-  هناك من يرى في القراءة والمطالعة عموما فسحة لكسب المعارف، فكيف تراها؟
 أحب المطالعة والكتابة، وحتى أزيد المسألة تشويقا ومتعة أطالع في شتى المجالات من أجل تنشيط العقل ووضعه على المحك، لأن المطالعة في اتجاه واحد ومحدد تجعلك تشعر بالملل والرتابة التي تفضي بك في نهاية المطاف إلى عدم مواكبة التغيرات والتطورات التي تحدث في العالم.
- كيف يرى حاجي تأثير مواقع التواصل الإجتماعي على التدوين؟
 بقدر ما سهلت مواقع التواصل الإجتماعي عملية نشر الأفكار وسرعة تداولها بقدر ما ألحقت ضررا بالغا بالكِتاب والكُتاب، باتت ظاهرة خطيرة تتفشّى بين الكُتاب تتمثل في العزوف عن نشر أعمالهم في كُتب، وذلك لعدة إعتبارات أهمها المشاكل التي يقع فيها الكاتب مع دور النشر، ثانيا قلة المبيعات التي نتجت عن عزوف المواطن العربي بصفة عامة والجزائري بصفة خاصة عن القراءة، ممّا دفعهم إلى تعويض جماهير الواقع بجماهير المواقع.
- ما أعمالك بعد «قراءة جديدة في الشعر الجاهلي»؟
 بعد كتاب «قراءة جديدة في الشعر الجاهلي»، قمت بإصدار كتاب «أخف الضررين» سنة 2017 ثم «الأمويون والعلمانية» سنة 2018، وبعدها جاء الجزء الأول رواية «الشيصبان» سنة 2019 التي أعتبرها الممهد لكتاب «المجتمع» الذي جاء سنة 2020، وبعد ذلك جاء «مُختصر تاريخ الإسلام» في سنة 2020 الذي يعتبر هو الآخر مكملا لكتاب «الأمويون والعلمانية»، وأنا الآن عاكف على ترتيب وتنقيح كتاب يدور في فلك التعليم..أما عن المشاريع المستقبلية فإنّني بصدد الإنتهاء من رواية كنت قد وضعت تصميمها منذ شهرين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى خصصت ما يقارب أربعة أشهر للغوص العميق في أعمال سعد الله ونوس الكاتب السوري، فحسب رأيي تعتبر القراءة الواعية مشروعا.
- لماذا يساء فهم الإسلام والإساءة إليه من دون الديانات الأخرى؟
 لأنّهم لم يفهموا ولم يتعرّفوا على الاسلام، فديكارت الذي فهم وعرف الإسلام مات مسلما، وعندما نقرأ كتاب نيتشه والإسلام سنجد شيئا تمّ إخفاؤه أنّ نيتشه كان جدّ معجب بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبالقيم التي دعى إليها وهذا ناتج عن فهمه له وتعرّفه عليه، وصاحب كتاب العظماء المئة ليس منهم ببعيد فهم الإسلام وعرفه، وغيرهم من الكبار الذين كانوا أصحاب فهم ومعرفة بالإسلام لا يتسع المقام لذكرهم، فأما هؤلاء الذين يزعمون أنهم أساؤوا للإسلام فما هم إلا وقود حرب سياسية تنتهي مهمتهم بإنتهاء غاية من يحركهم.
- رسالة تريد توجيهها للشباب..
 الرسالة التي أود توجيهها للشباب من خلال أعمالي هي ما قاله ديكارت: «العقل أعدل قسمة بين الناس فلم لا نحتكم إليه؟»،فأنصح الشباب إلى التحلي بروح المطالعة وأن لا يكون مستهلِكا فقط، فمن خلالها سيتمكن من فرض نفسه بجملة من المعارف التي تخوله في المستقبل أن يكون عاملا مهما في تصدير وإثراء المادة العلمية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024